قال المبعوث الأمريكي للسودان، إن واشنطن ترغب صراحة في بدء المحادثات بين طرفي الحرب في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، بأسرع ما يمكن.
وأضاف المبعوث الأمريكي: “ما نعرفه هو أن السعوديين ملتزمون بالمحادثات.. محادثات تشمل مجموعة أكبر من الجهات الفاعلة الرئيسية، ونأمل أن يلتزموا بموعد محدد”.
واستبعد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو في الوقت نفسه استئناف محادثات السلام بين طرفي الحرب في السودان في يوم 18 أبريل الجاري في جدة، وهي المباحثات التي انقطعت منذ أربعة شهور و لم يتوصل فيها الطرفان لنتائج ملموسة.
من جهته قال القيادي بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” ، خالد عمر يوسف في تصريحات نقلتها قناة العربية؛ إن البرهان وحميدتي، قائدا الجيش والدعم السريع، أغلقا في آخر حديث لهما بمناسبة عيد الفطر أبواب الأمل في الحلول السلمية بعزمهما مواصلة الحرب حتى النصر.
وتستمر المعارك بين الطرفين المتحاربين في جميع المحاور بولايات دارفور وشمال كردفان والخرطوم والجزيرة، دون تحقيق انتصار لاي منهما، مع استمرار قصف وقتل المدنيين وتفاقم حالات النزوح و اللجوء منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل من العام الماضي.
ويقول مراقبون بأن حكومة الأمر الواقع في بورتسودان والتي تهيمن عليها عناصر نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ترغب في إطالة أمد الحرب، دون النظر لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والأمنية والصحية في السودان. حيث يواجه المواطنون في مناطق الحرب والنزوح معا أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، وصفتها وكالات الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية الأكبر في التاريخ الحديث.
ويشهد المجتمع السوداني حالة استقطاب حاد بسبب حرب أبريل، وتنشط عناصر النظام المباد التي تهيمن على مفاصل سلطة الأمر الواقع في شيطنة القوى المدنية الديمقراطية الرافضة للحرب، وتشن حملات اعتقالات واسعة طالت الناشطين السياسيين وأعضاء غرف الطوارئ العاملة في المجال الإنساني، خاصة في المناطق التي لم تصلها ألسنة الحرب.
ومنذ اجتياح الدعم السريع لولاية الجزيرة، والتي شهدت أكبر موجة عنف ضد المدنيين من قبل قوات الدعم السريع، شهدت مناطق عديدة في كل من سنجة والدمازين وشندي وعطبرة والقضارف وكسلا حملة اعتقالات كبيرة ضد القوى الرافضة للحرب.
وتأتي هذه الاعتقالات والانتهاكات في ظل تنامي حالة التجييش والاستنفار وسط المدنيين السودانيين، أسفر عن ما أسمته سلطة الأمر الواقع بالمقاومة الشعبية المسلحة.
وأتهم محللون سياسيون عناصر النظام السابق بتسييس المقاومة الشعبية، الأمر الذي أدى لتباين المواقف داخل المؤسسة العسكرية وبين قادتها.