نذر ازمة اقتصادية كارثية تهدد السودان بسبب إيقاف تدفق نفط الجنوب والعمليات الحربية في مناطق الإنتاج
متابعات - مشوير
أطلق خبير اقتصادي جرس أنذر بحدوت تداعيات كارثية بعد إعلان حكومة السودان وقف انسياب نفط جمهورية جنوب السودان عبر البلاد، ورسم صورة قاتمة لمستقبل خدمات الكهرباء والنقل وسوق منتجات النفط والتجارة والزراعة والنقل، وتوقع إفلاس الحكومة وبدايات انهيار اقتصادي بعد فقدان البلاد لنحو (200) مليون دولار شهريا فضلا عن فقدان البلاد لأكثر من (%76) من المنتجات النفطية بين منتجات السودان وما يتم تخصيصه من نفط جنوب السودان الذي تقوم حكومة السودان باستخدامه في مصافي السودان. وأشار إلى أن إنتاج السودان من النفط – نحو (600) ألف برميل، يوفر نحو (155) مليون دولار شهريا – مهدد بالتوقف لانه يقع في مناطق العمليات، ما يعني أن حكومة السودان ستفقد موارد تقترب من (200) مليون دولار شهريا.
وبشأن تأثر قطاع الكهرباء افاد الخبير الاقتصادي ان محطة (أم دباكر) مهددة بالتوقف التام خلال شهر، واستدرك ان هناك محطة معالجة تحوي مخازنها نحو (600) ألف برميل يمكن استخدامها لمعالجة الازمة، الا أنه عاد وقال: ” لا يمكن استخدامها الا بموافقة حكومة الجنوب لأن هذه الكمية من النفط ملك للحكومة جنوب السودان”.
وقال الخبير الاقتصادي ان فقدان الجنوب لعائدات النفط بعد قرار حكومة السودان ايقاف تدفق النفط عبر اراضيها سبب الاساس هو الحرب، لكن اضرارها ستمتد لتشمل، حتى الاطراف المتحاربة إذ تنعدم المواد البترولية لدى الطرفين المتحاربين ويشمل كذلك المواطنين واحتياجاتهم اليومية.
وكان وزير الطاقة والبترول في السودان محي الدين نعيم محمد سعيد أبلغ نظيره في جنوب السودان ان بلاده لاتستطيع الوفاء بإلتزاماتها الموقعة بينهما فيما يتعلق بنقل خام النفط عبر الأراضي السودانية نتيجة تعرض الأنابيب إلى تخريب في بعض المناطق بسبب الحرب الدائرة في السودان.
وأوضح – في خطاب تلقت (مشاوير) نسخة منه – أن الفريق الهندسي لم يتمكن من الوصول إلى الانابيب الممزقة في في النيل الأبيض بسبب الوضع الأمني.
وأشار إلى ان التمزيق في خطوط الانابيب حدث في الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع شمال ولاية النيل الأبيض.
واوضح ان شركة (بابكو) المملوكة لوزارة النفط السودانية من الدخول للمنطقة لاصلاح سلاسل الامداد من الوقود الذي يغذي محطات الضخ بسبب الوضع الأمني في المنطقة.
واكد ان الفريق الهندسي وصل إلى الموقع الذي تمزقت فيه الانابيب – لكنه لم يتمكن من مباشرة عمله لانه يتعين عليه الحصول على التصريح الأمني.
وأبلغ (مشاوير) خبير نفطي «ان الوضع الحالي لايُسمح لإستمرار الضخ ، بسبب توقف عمليات الضخ من (عدرائيل) الذي يمر عبر الجبلين، إلى منطقة بالقرب من نعيمة، مرورًا بمحطة العيلفون ليدخل المصفاة».
وكشف لـ(مشاوير) «ان مشكلة تجمع الخام أدى الى كسر بعض الاعمدة وتم علاجها”، لكنه أضاف “ان التحدى الرئيسي تتمثل في محطة الضخ 4 في العيلفون التي تحتاج إلى وقود»، وقال «ان أحد أسباب المشكلة الحقيقية لايقاف الضخ هو اعتقاد الدعم السريع بأن حكومة جنوب السودان تدعم الجيش”، مضيفًا “أن الدعم السريع يرى أنه يفترض أن يكون له جزء من العائدات البترول التي تترواح بين (20) إلى (30) مليون دولار في الشهر»، وأوضح «ان التداعيات الخطيرة التي تمثلت في إيقاف ضخ البترول هو فقد الحكومة السودانية لموارد يومية تقدر بـ(15) مليون دولار في الشهر، إضافة الى إحتمالية إيقاف الضخ في محطة«أم دباكر».
وقال «ان المشاكل بين محطة الضخ (3) في (ودشلعى) بنعيمة، ومحطة الضخ (4) بالعليفون ، ومحطة الضخ رقم (5) بالمصفاة التي تعتبر كلها منطقة عمليات».
وأضاف «دولة جنوب السودان تحصلت على مال البترول منذ زمن مبكر، وهي الآن يسدد في مديونياتها. وقال انه من المحتمل توقف ضخ بترول هجليج الذي لا يستخرج منه أكثر من (20%)».
ويعتمد جنوب السودان على النفط الذي يمر إلى بورتسودان عبر الأراضي السودانية لتغذية الإيرادات الحكومية، وسط تصاعد للعملة الوطنية في جوبا في الشهور الأخيرة، ووصولها أمام الدولار الأمريكي في السوق الموازي إلى (1800) جنيهًا.
وينتج جنوب السودان يوميًا ما يقارب (170) ألف برميل من النفط، حيث انخفض الإنتاج بسبب الحرب التي نشبت في جوبا بين قوات الحكومة وقوات رياك مشار في العام 2013، كما انخفض الإنتاج خلال فترة الإغلاق التي صاحب انتشار كوفيد 19.