من خلال تجربتنا في النزوح ومن واقع المعايشة تبقي الفروقات بين السلطة الهاربة وسلطة الأمر واقع فروقات طفيفة .
كنا ساكنين في ضاحية الكلاكلة جنوبي الخرطوم وكغيرنا من مواطني الولاية المنكوبة لم نغادر المنطقة أملاً في تحسن الأوضاع متحملين ظروف الحرب وضغوطاتها سواء علينا أو علي أطفالنا الأبرياء .
لكن ومع تطاول أمد الحرب واتساع رقعتها وأقترابها من منطقة إقامتنا قررنا الخروج من الخرطوم هرباً من دائرة المعارك والإقتتال إلي وجهة أخري بحثاً عن الأمان .
اخترنا مدينة الحصاحيصا كمحطة إقامة بديلة بعد ما فقدنا مقر السكن في الكلاكلة وتم نهب ما فيه لكن لا زال شبح الخوف يلاحقنا بسبب أن حرب الخرطوم لا زالت عالقة في أذهاننا ولم تبارح أصوات المدافع وهدير الطائرات الحربية ودوي الإنفجارات خيالنا
_ الأوضاع في الحصاحيصا لا تقل عن الخرطوم خاصة حينما أعلن الدعم السريع نيته التقدم للجزيرة لاحتلال حاضرة الولاية مدني ومن يومها وضعنا يدنا علي قلبنا خائفين نترقب وقوع الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة وقد حدثت لنشهد حربين حرب الخرطوم بمآسيها وحرب الجزيرة بمعاناتها.
وللحديث صلة