قضايا

كارثة إهمال الدواء.. 

ماذا لو رأت سعادة "لؤلؤة الخاطر" ذلك؟!

ناهد ادريس

 

صدمت جدا وانا أشاهد بدهشة فيديو على تطبيق الواتساب لكمية ضخمة من الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة قد فقدت صلاحياتها وقد تم اهمالها في مشهد مخجل جدا لكل من يعيش في دولة تحرص على حقوقنا أكثر من أنفسنا.

هنا في قطر عندما تذهب للطبيب وبعد صرف الدواء يقدم لك الصيدلي نصحا ان يجب عليك الحفاظ على الدواء والتخلص منه في حال إقتربت مدة انتهاء صلاحيته…هذا من ابجديات الثقافة الدوائية بدولة قطر للمواطن والمقيم والزائر ..فكيف فات على إدارة المركز الثقافي بالدوحة الإطلاع على المكان وتفقد هذه الكمية الضخمة من الدواء وهي موجودة بالمكان الذي لا تتجاوز مساحة الغرف والمكاتب فيه ٢٥٠ مترا.. حتى لا يجد احدهم مبررًا انه فات عليه الإطلاع على المخازن! 

ثم اين كانت إدارة ولجنة المركز عندما تم وضع هذه الكمية من الدواء بمباني المركز الثقافي! هل المركز الثقافي مجهز وفقًا لادارة الدواء والبلدية بالدولة والمواصفات العالمية لتخزين الدواء حتى يتم استلامه اصلا منذ البداية !! ثم هل تعرف الإدارة الجهة التي اتت بهذه الكمية للمكان ! من اي شخص اخذت الموافقة …معلوم ان تاريخ صلاحية الدواء عادة مدون على علب الدواء كما واضح بكمية الدواء المخزن .

وعادة تتراوح مدة صلاحية الدواء بين ٦ شهور وعام ! ما يعني ان هذه الكمية ظلت بين ٦ شهور و١٢ شهرا في المركز الثقافي.. هل كان المركز مهجورا طوال هذه المدة ام كان مغلقا!؟ بل المركز يعج بالزوار من افراد المجتمع السوداني بمختلف فئاتهم ومستوياتهم التعليمية .

كيف فاتهم والسودان يمر بهذه الازمة الانسانية والصحية نتيجةً لهذه الحرب اللعينة ان (حبة البندول) تفرق ! وتعتبر كنزا في ظل شح الدواء والخراب الذي لحق بمصانع الدواء وحرق المخازن والصيدليات بمختلف انحاء العاصمة وبعض المدن . لماذا لم يلتفت احدهم لذلك … علمًا ان هناك روابط واجساما تضم اطباء ،و صيادلة و أساتذة ،و اعلاميين وغيرهم من اصحاب العمم البيضاء و البدل الأنيقة! 

ثم اين مدير المركز من ذلك !

لماذا لم يتفقد هذا الكم الهائل من الأدوية ؟ لماذا لم يخاطب اصحاب المبادرة ، لماذا لم يوجه رسالة للسفارة بوجود هذه الادوية ؟ واذكر تماما في حالة مماثلة ان مدير المركز وآخرين كانوا يهلكون بالإتصال سيدة عضو رابطة ابناء الجيلي بالدوحة لان لديهم اغراضا في مساحة صغيرة وظلت المطالبة بشكل يومي بنقل الأغراض فكيف للعين التي رأت تلك الأغراض عدم رؤية هذه الادوية ؟

ثم كيف لنا الاحتفاء والتجمل وتدبيج مقالات الشكر والتقدير والامتنان لسعادة لؤلؤة الخاطر وانت تعيش في وطنها الذي يمنح ويعطي وانت تهمل وتهدر موارد من اموال هذه الدولة المعطاءة التي كانت دوما سباقة الى الخير والوقف جانب السودان ؟! هل يستطيع احد منا تسطير سطر واحد لشرح الاسباب الحقيقية لتلف وضياع هذه الادوية ؟

هل يا سادة ! هنا لا استثناء احد فكلنا مسؤول وكلنا يجب ان يحاسب نفسه ويطرح التساؤل امام نفسه والجميع !؟ مسؤولية من هذا الإهمال واهدار المعينات الطبية والأدوية ! ثم علينا الانتباه جيدا الى اولئك الذين اتخذوا من انفسهم اوصياء على الناس وعلى المبادرات هم أبعد ما يكونون من القيام بفعل حقيقي اللهم إلا رغبة في وضع اسمه على قائمة العمل او المبادرة حتى وان لم (يضربه فيها حجر دغش) ما أكثرهم كغثاء السيل بلا نفع 

يركضون خلف بعضهم البعض مع التقاط صور لفلان ومدح علان هو يعلم علم اليقين ان دافعه لذلك مصلحة تخصه هو فقط لا تتجاوز حدوده …على سبيل المثل لا الحصر ذات يوم عندما انتج شعار لهذا المركز المسكين !وفقا لهوى فئة معينة دون طرحه لجموع الفنانين والتشكيليين بالدوحة 

 كنت قد كتب نقدا صغيرا لهذا الشعار انه لا يعبر عن الهوية الثقافية والاجتماعية لكافة المكونات!جاء النقد على هوى احد الزملاء فما كان منه الا ان تبنى النقد وظل يتصل ويشارك و يدير القصة بالخفاء كعادته الى ان استجابت جهة ما وطرحت مسابقة لشعار المركز وعندما لم يأت وفقا لما يريد كشف عن حقيقة اهتمامه بنقد الشعار لان ابنه كان قد قدم شعارا وتجاهلت لجنة المركز المقترح ! وسقط هو في مستنقع المصلحة الشخصية الضيقة جدا !

ولا عجب ان يتصدى كثير من الناس بعدد من القروبات التي تضم افرادا من الروابط الاجتماعية والثقافية لسؤال طرحته عن مسؤولية من إهدار هذا الدواء! ما هو دور المركز الثقافي في ذلك ؟ هل من جواب !كالعادة يبرز اصحاب الأجندة والمصالح لخلق مبررات ما انزل الله بها من سلطان …لا يستطيع من يدفع بها ان يقنع بها طفلًا قاصرًا…..كان ان قفز احدهم متجاوزا الكارثة الانسانية والاخلاقية..ناسفا اصل السؤال قائلا ان الهدف من الفيديوهات الهجوم وانتقاد الروابط المهنية!؟ 

بالقطري الفصيح ( انت مو صاحي) 

انت جادي يا استاذ ؟ تتجاوز كارثة كاملة تخذلها في الهجوم على (البقرة المقدسة) لديك؛ يا هداك الله لم يحدثك ضميرك عن كم طفل ومريض يعاني ويصرخ وجعًا وهو يحتاج لجرعة دواء! لم تحدثك نفسك عن طرح فكرة محاسبة من ساهم في هذا النوع من الفساد الاداري! ثم اي اجسام وروابط وجالية تصرخ دفاعا عنها انت لا تملك ان تدافع عن هذه السقطة الإنسانية….

ثم اما آن لك الاوان ان تنظر لابعد من ما يخدم مصلحتك الضيقةً فللمصلحة العامة!!!! ان لم يستيقظ ضميرك لمثل هذه الأفعال في ظل هذه الحرب أرجو ان يموت ضميرك للابد لأنه لا يصلح ان يكون ضميرا يقضي حوائج الناس في الهم العام ! 

وعلى ذات السياق جاءت دفوعات احداهن وهي تنطوي على (تغطية) كالعادة لمصلحة شخصية بحتة ذلك لما ينوبها من الطيب جانب فيما يتعلق بهذا المركز ولم تبق لها الا ان تحمل مفاتيح المكان ثم تزين حائطه بلافتة ، (ملكية خاصة نحن فقط) كما يقول الأشقاء بشمال الوادي انا وابن عمي ومصالحتنا على الجميع !

فهي لم تر من هذه الكارثة الا ما يليها من حديث مخجل تجاوزه الزمن تجاوزته ثورة الشباب وكسرهم لصنم وشماعة (الكيزان) الكيزان عدو نعلمه جيدا قد أصبحنا نتملك الحصانة ضد مكرهم وافعالهم …ماذا عنكم، انتم جيل تتشدقون وقد سبقت تجربتكم اجيال بنصف قرن من الزمان ! فكيف فاتت عليكم هذه الحيلة الكيزانية في عقر داركم !؟ ثم هذه الشماعة قد سقطت اسقطها صغار الصبية فدعونا من 

هذه الاوهام !

عليكم التحلى بالشجاعة ومواجهة الخطأ ومحاسبة من ساهم في هذه الكارثة الاخلاقية حتى لا تتكرر مثل هذا الفعل.. طريق الحرب اللعينة لا يزال في بدايته نحن احوج لجرعة دواء ليتعافى هذا المجتمع من صراعات ذات صبغة سياسية أهلكت البلاد والنتيجة حرب شردتنا من الداخل أصبحنا شتاتا في الداخل والخارج! نحن احوج لكل تبرع بغذاء ، دواء ، غطاء ، كساء فلا تدعوا ملابسكم الفاخرة واغطية السراير الناعمة تغركم وتنسيكم اوجاع الآخرين وتسقطون في فخ نقل صراعات داخلية للخارج.. لطفًا اتركوا العمل الانساني بمعزل عن ساس يسوس، دعونا نعالج جراحنا بهذه الجرعات الطيبة من هذه البلد الطيب، وبعد التعافي كما يقول المثل السوداني ( الحساب ولد)..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى