Uncategorized

” موسم الهجرة في دروب المهالك”.. أو رحلات الموت لآلاف اللاجئين السودانين إلى مصر

مشاوير: تقرير - منهاج حمدي

أجبرت ظروف الحرب والأوضاع الأمنية وارتفاع أسعار العقارات آلاف السودانيين على اللجوء إلى مصر عبر التهريب البري دون اكتراث للمخاطر التي تحيط برحلات مجهولة في الصحراء، تعرض خلالها كثيرون للموت والإصابات الجسيمة، ووقع آخرين في قبضة حرس الحدود المصري الذي شرع في ترحيلهم على الفور إلى السودان. 

وعلى الرغم من المخاطر العديدة، تزايدت أرقام العابرين للحدود بطرق غير قانونية خصوصاً بعد اجتياح قوات “الدعم السريع” لولاية الجزيرة منتصف ديسمبر الماضي. 

 

حوادث ووفيات 

 

تقول فاطمة الطيب لـ (مشاوير) : “خرجت مع أسرتي من ولاية الجزيرة واتجهنا إلى مدينة عطبرة، لكن ارتفاع أسعار إيجارات المنارل والشقق السكنية جعلنا نفكر في السفر إلى القاهرة”. 

وتضيف : “في ظل تشديد السلطات المصرية لإجراءات الدخول، قررنا السفر عن طريق التهريب البري، ومن منطقة أبو حمد بالولاية الشمالية تحركنا على متن السيارة التي توغلت في الصحراء الموحشة، وسرنا طوال الليل”، وتابعت : “في الصباح الباكر تحركنا وكانت السيارة تعبر الطريق بسرعة جنونية خشية عدم الوقوع في طريق حرس الحدود المصري، وفجأة انحرفت السيارة ووجدنا أنفسنا على الأرض، توفي شخصان وأصيب أكثر من أربعة”. 

 

هروب ومعاناة   

 

نادية التي اختارت القاهرة كوجهة بحثاً عن الأمان، تسرد قصتها قائلة : “في طريقنا من السودان إلى مصر كنت برفقة أسرة تتكون من الأم وأولادها الثلاثة منهم توأم، وكنت أحمل لها واحد من التوأم، وفي منطقة توقفت فيها السيارة للاستراحة، ترجلت الأم لقضاء حاجتها مع إبنها الأكبر، في تلك الأثناء وصلت عربة شرطة من حرس الحدود المصري، وقام سائق السيارة التي تقلنا بالهروب مسرعاً، لنترك الأم وإبنها”، وأضافت: “التوأم التاني بقي معي في السيارة، التوأم عمرهم تسعة أشهر، مضينا في رحلتنا ووصلنا القاهرة، واتمنى أن تتواصل والدة التوأم معي لكي تستلم إبنها”، وتابعت : “كتبت كل التفاصيل المتعلقة بالرحلة وعنوان سكني وأرقام الهواتف على صفحتي الشخصية على (فيس بوك)”. 

 

مزاج المهربين 

 

عباس الصافي، وصف رحلته إلى القاهرة بالمحفوفة المخاطر، وقال لـ (مشاوير) : “تحركت من السودان برفقة أسرتي الصغيرة والكبيرة ومعنا حوالي ستة أشخاص، استقلينا سيارة مكشوفة مقابل (250) ألف جنيه سوداني للشخص الواحد”.

وأشار إلى أن “السائق يسير بسرعة جنونية، ولم يستمع لمناشدات الركاب بضرورة ضبط سرعة السيارة، ولا لصراخ الأطفال نظراً لوعورة الطريق، وكل سائق يعمل وفق مزاج المهربين، ولفت إلى أنه كان يخشى تعرض السيارة لحادث في أي لحظة، لأن رتل السيارات جميعها تنطلق بسرعة جنونية، وتابع: “رأينا أمامنا أكثر من حادث، كانت المناظر قاسية ومؤلمة، ولم أصدق أننا نجونا من التعرض للحوداث إلا بعد وصولنا القاهرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى