لإظهار القيم الجمالية والفنية للممالك القديمة في السودان وحضارتها ونشرها إلى أنحاء العالم بأسلوب فني مبتكر، قدم عدد من المسرحيين السودانيين بمتحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس عروضاً للتعريف بأزياء السلطة في عهد المملكة النوبية المسيحية خلال القرنين السادس والرابع عشر الميلادي.
وكتبت الاستاذة نجاة محمد علي: “قدمت عالمة الآثار الفرنسية ماجدولينا محاضرة بعنوان “آركيولوجيا المنسوجات : استحضار لملابس ممثلي السلطة في النوبة المسيحية”، وشاركت معها في المحاضرة Dorothée Roqueplo الأستاذة بكلية التصميم بجامعة وارسو، وتعرف الحضور الذي ضاقت به جنبات المتحف على عراقة التاريخ والانغماس بين صفحاته.
وقامت Dorothée Roqueplo بتصميم الأزياء نقلاً عن صور جدران كنائس الممالك المسيحية الموجودة في المتاحف البولندية وغيرها من المتاحف في أوروبا ومن بقايا الملابس والأقمشة المحفوظة منذ تلك الفترة”.
عرض نوعي
واضافت الاستاذة نجاة على صفحتها في فيس بوك: “ابتدرت ماجدولينا الحديث عن أزياء الملوك والملكات ورجال الدين في الفترة المشار إليها، فضلاً عن الأسلوب الذي اتبعته في تصميم هذه الأزياء.
وصعد العارضون للمسرح الواحد بعد الآخر عند شرح شكل وقماش وتصميم ملابس الشخصية التاريخية التي يرتديها، ودشن المسرحي عبد المنعم محجوب العرض في منظر مهيب قوبل بعاصفة من التصفيق، وهو يرتدي زي أحد الملوك، ثم تبعته لجين عبدالمنعم في زي ملكة أم لملك، وتلاه عبد الرازق رحمة في مشية فخيمة كفخامة ملابس الملك التي يرتديها، ثم لينا في زي ملكة مجهولة، وأختتم معتصم سيد أحمد العرض بدخول مهيب للمسرح وهو يرتدي ملابس كبير الأساقفة.
وأثارت كل هذه المشاهد عاصفة طويلة من التصفيق”.
السودان حاضراً
في ختام المحاضرة قدمت ماجدولينا المشاركين في عرض الملابس، وطلبت من الحضور التضامن مع السودان في هذه الفترة العصيبة التي يشهدها، وسط تصفيق حار.
وماجدولينا باحثة وعضوة في البعثة البولندية العاملة في دراسة الحضارة النوبية في السودان، كما عاشت في السودان وتتحدث الدارجة، وهي مقدمة مشروع أزياء السلطة في المملكة النوبية المسيحية في متحف اللوفر.
نجاح وتجانس
يقول الممثل والمخرج المسرحي معتصم سيد أحمد إن “العرض تم التحضير له منذ شهرين، وحقق نجاحاً كبيراً، وتفاعل معه الجمهور بشكل لافت.
وأضاف : مقدمو العرض ثلاثة من أميز المسرحيين وخريجي ذات التخصص، لذلك حقق النجاح المأمول، وتابع : عضوة البعثة البولندية العاملة في دراسة الحضارة النوبية في السودان ماجدولينا، أبدت سعادتها بالعمل معنا، وهي متخصصة في الآثار السودانية وتحديداً في الممالك النوبية المسيحية، كما شرف العرض وفد كبير من جامعة وارسو، وكان فريقاً متجانساً.