أطفال اللاجئين السودانيين يواجهون تحديات التعليم واختلاف الثقافات في دول الجوار
تقرير - منهاج حمدي
اختار آلاف السودانيين دول الجوار الأفريقي وجهات للجوء هرباً من أوضاع أمنية وسياسية واقتصادية متعثرة في بلادهم منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منتصف أبريل الماضي.
ويواجه أبناء وبنات السودانيين عقبات تعترض مسيرة تعليمهم في دول مثل إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتشاد بسبب اختلاف المناهج الدراسية والثقافات.
معاناة وصعوبات
وفي هذا الصدد، تقول نوال عبد الباقي التي اختارت كينيا وجهة للجوء لـ (مشاوير) إن أطفالها الثلاثة التحقوا بالمدارس في نيروبي بعد أن بات العام الدراسي في السودان مجهول المصير بسبب استمرار الحرب وتمدد رقعتها.
وتضيف : منذ البداية ظهر اختلاف المناهج وواجه الأطفال مشكلة مع اللغة الإنجليزية التي تعتبر الرسمية في المقرر، فضلاً عن صعوبة الاندماج مع المجتمع الجديد حتى الآن.
وأشارت إلى أن الثقافات تختلف كلياً بين السودان وكينيا، فالتقاليد غريبة عن مجتمعنا، بالتالي يعاني التلاميذ والطلاب أزمة حقيقية فيما يتعلق بالعادات هنا مقارنة بالوضع في بلدهم.
دور الأسرة
وبحسب عماد محجوب، الذي لجأ إلى أوغندا فإن أبناء وبنات اللاجئين السودانين يعانون من صعوبة الدراسة بسبب اختلاف المناهج، حيث تعتمد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للتدريس، علاوة على مشكلة الصدمة الثقافية التي يمرون بها.
وأضاف : بكل تأكيد يمثل انخراط التلاميذ والطلاب في مدارس تعتمد اللغة الإنجليزية أهمية بالغة ويسهم في تنمية المهارات ويحسن لغتهم خصوصا وأن الصغار يستوعبون بشكل سريع، لكن الأمر يحتاج لوقت طويل.
ونبه إلى أهمية متابعة الأسر مع الأبناء والبنات في مراجعة الدروس إلى جانب خلق مناخ مناسب للتعامل مع الواقع الجديد.
معاناة طبيعية
في السياق تشير هالة ميرغني التي لجأت مع أسرتها إلى إثيوبيا لصعوبات وتحديات واجهت أطفالها في الدراسة والاندماج مع المجتمع الجديد.
ولفتت إلى أن أساس الطلاب والطالبات السودانيين في اللغة الإنجليزية ضعيف للغاية بحكم مستوى المناهج في البلاد، ولذلك فإن المعاناة طبيعية.
وأكدت على الاختلاف الكبير في العادات والتقاليد والثقافات الأمر صعب من مهمة أبناء وبنات اللاجئين السودانيين.
فوارق واختلاف
في الشأن ذاته تقول الاختصاصية النفسية ماجدة محمد علي لـ (مشاوير) إن ما حدث لأبناء وبنات السودانين اللاجئين بسبب الحرب طبيعي للغاية بحكم اختلاف مناهج التعليم والثقافات وصعوبة الاندماج.
وأضافت أن اللغة من العوامل المؤثرة على اختلاف الثقافة لأنها قادرة على أن تكون حاجزاً بين تعلم الناس لثقافات بعضهم البعض، وكذلك الحال في اللهجات من واقع أن بعض سكان دول مثل أوغندا وكينيا تتحدث اللغة السواحلية.
وأشارت الاختصاصية النفسية إلى أن الثقافات تعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياة الشعوب في العديد من الدول وقد تحولت من مجرد أفكار وآراء إلى أسس ثابتة لا يمكن تغييرها أو تجاوزها أو التخلي عنها، ولذلك يصطدم كثيرين بهذا الواقع.