الألعاب القتالية .. واقع يعكس مخاطر الحرب على أطفال السودان
مشاوير - تقرير - منهاج حمدي
تعرض الأطفال في السودان لأحداث دامية عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، من بينها حالات الرعب المفزعة والعنف في التعامل مع الأسر خلال الأيام الأولى للاشتباكات، فضلاً عن عمليات القتل ومشاهد الجثث والدمار والخراب في رحلة الخروج من العاصمة الخرطوم نحو النزوح إلى المدن الآمنة.
وتسببت هذه الأحداث في التأثير على نمط حياة الصغار حتى بعد هروبهم من مسرح القتال والإقامة في مناطق لا تشهد صراعاً مسلحاً .
تغيرات وتحولات
بعد مضي عام من الحرب انعكست أجواءها وتداعياتها على عقلية وأفكار الأطفال وجعلتهم يميلون إلى الألعاب القتالية كمحاكاة للواقع الذي يعيشونه، إذ ظهرت تلك التحولات من خلال الأنشطة الترفيهية لليافعين في عدد من المدن والمناطق بالبلاد.
صدمة نفسية
تقول فاطمة فضل الله – ربة منزل لـ (مشاوير) إن “أطفالها حدث لهم تحول عقب المغادرة من الخرطوم، واصبحوا يستخدمون المسدسات البلاستيكية والطلقات الفللينية ويوجهونها على بعض الأمر الذي آثار انزعاجي، وقمت بجمعها وحرقها. وتضيف : الأسبوع الماضي وبعد هطول الأمطار نشط أطفالي في صناعة أسلحة ودبابات من الطين لمدة ثلاثة أيام متتالية، لذلك استعنت باختصاصي نفسي لعمل جلسات علاج لاخراجهم من هذه الأجواء. وتابعت: لاحظت ايضاً خلال معارض الفن التشكيلي التي أقيمت بمراكز إيواء النازحين في عدد من الولايات الآمنة ميل الأطفال لرسم الأسلحة والطائرات الحربية ومشاهد العنف، مما يفرض تحديات كبيرة على الأسر من أجل تغيير هذه الصورة الذهنية لدى الأطفال.
عنف وشجار
من جهته يقول ماهل الطيب لـ (مشاوير) أنه “بعد خمسة أشهر من اندلاع الحرب غادر الخرطوم إلى مدينة النهود في ولاية غرب كردفان برفقة أسرته، لكنه لاحظ أن أطفاله يميلون للألعاب الحربية من خلال تبادل رش المياه من مسدسات بلاستيكية مع ترديد أصوات البنادق، إلى جانب التعامل بطريقة عنيفة مع أطفال الجيران. وأضاف أنه “شرع في الجلوس معهم للحديث عن أهمية الألعاب الشعبية وكيفية الاستفادة منها، وأضطر للعب معهم ساعات طويلة من أجل ابعادهم عن الواقع الحالي.
أوضح أن “اتساع ظاهرة الألعاب القتالية بحاجة ملحة لإيجاد أنشطة وفعاليات بديلة تصنع بيئة آمنة للأطفال تضمن لهم اللعب بعيداً عن الأنواع الخطيرة من هذه الألعاب.
أهمية التوعية
تقول المتخصصة في مجال علم النفس سلوى عمر لـ (مشاوير) إن “أوضاع الحرب أثرت على توجهات وسلوكيات الأطفال، مع انتشار المظاهر المسلحة في كل مكان، وقد عاصر الصغار هذه الفترة لذا ينظرون إلى أن من يحمل السلاح يمتلك القوة، لذلك هم يتأثرون بالأوضاع التي يشاهدونها على أرض الواقع.
واعتبرت أن “ثقافة المجتمع السوداني تمجد من يحمل السلاح ويتعامل به كل ذلك ينعكس على سلوكيات الأطفال للبحث عما يعتقدون أنه يعزز قوتهم ومكانتهم في المجتمع.
وتشير إلى أن “الألعاب القتالية المنتشرة عززت سلوكيات الأطفال، بالتالي يمكن الحد من تلك الظاهرة من خلال حرص الأسر لتوجيه سلوكيات الأبناء بالإضافة لحملات توعية لتجاوز هذه الثقافة.