قضايا

البرهان مجردُ سائسِ خيل لا تفاوضوه، ولكن فاوضوا مالك الخيول !!

لمنظمةِ الإيقاد مع التحية

 

د. بشير إدريس محمدزين (*)

 

• إذا كانت منظمةُ (الإيقاد) تنوي أن تتوسط مجدداً بين الجيش السوداني والدعم السريع -كما رشح في الأنباء، وكما صرح بذلك الجنرال البرهان في القيادة العسكرية ببورتسودان أمس الخميس ٢١ ديسمبر الجاري- فإننا ننصحها -لوجهِ الله- أن تسهِّل التفاوض هذه المرة بين السيد علي كرتي والجنرال حميدتي مباشرةً، فالسيد علي كرتي وعُصبتُه هو مالكُ الخيول المستتر، وأما الجنرال البرهان فهو مجردُ سائسِ خيلٍ لا غير !!

ودليلُنا على ما نقول أنه، وطوال فترات التفاوض المتقطع في منبر جدة، والذي بدأت أولى جولاته بعد أقل من شهر من نشوب الحرب (بدأت في ٦ مايو ٢٠٢٣) وما تخلل ذلك من إنسحابِ الجيش منها، ثم تعليق المسهِّلين أنفسهم لها، ثم العودة إليها بعد أكثر من أربعة أشهر، وحتى ختامها الآخير المخيِّب للآمال في ٨ نوڤمبر الماضي، طوال كل تلك المدة لم يقتنع إحدٌ قط أن البرهان يمتلك شيئاً، لا في أمر الحرب ولا في أمر إيقافها أو تهدئتها، وإنما كان الجميع -بمن فيهم المسهِّلون- يقتنعون يوماً بعد يوم أن الأمرَ كله معقودٌ بأوامر الكيزان بزعامة السيد علي كرتي وعُصبتُه !!

• وأما ما بذلتهُ منظمةُ (الإيقاد) نفسُها من مجهودات في مؤتمر قمتها الآخير الذي تم بطلبٍ من البرهان، في جيبوتي في ٨ ديسمبر الجاري، وقبله، ثم صدور بيانها الذي أعلن عن قبول البرهان وحميدتي اللقاء المباشر، ثم ما تلا ذلك مباشرةً من لولوات (وورجغات) من (وزارة خارجية الكيزان) بشأن البيان الختامي، وما تبع ذلك من تملُّصٍ من كل مخرجات المؤتمر، وحتى قبل وصول البرهان إلى بورتسودان، إلا دليلٌ آخر على أن (سائس الخيل) البرهان لا يملكُ من الأمر شيئاً!!

• لقد جربنا المجربَ، نحن شعب السودان، مع الجنرال البرهانَ منذ أتاحت له (غفلةُ) قوى الثورة، والصدف غير السعيدة، أن يكون على رأس اللجنة الأمنية التي تآمرت به مع نظام الإنقاذ البائد لإزاحة البشير، ريثما يتم إمتصاص تدفق الثورة. ولقد جربناه كذلك قبل توقيع الوثيقة الدستورية وبعدها، وجربناه عند فض إعتصام القيادة وبعده، وجربناه مراوغاً يراوغ ويتمنَّع عن تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين عندما حان أوانُ التسليم، ويؤلب العسكريين والمدنيين على حكومتي الثورة، ويتآمر عليهما، وجربناه حتى قام بإنقلابه على حكومتي الثورة، ووضع كل الثوريين في السجون، بمن فيهم رئيس وزرائهم، ثم جربناه وخبرناه حتى تآمره مع الكيزان ليجرُّوا جيش البلاد -من أذنيه- إلى هذه الحربِ الملعونة منذ ١٥ أبريل وحتى الآن!!

• إننا -بعد كل هذه الخبرة الممتدة- ننصحُ منظمةَ الإيقاد، وبعدما رأت هي نفسُها ما رأت، ألا تكون غافلةً (وطيبةً) كقوى ثورة السودان وتجرب المجرّب، وألا تنجر لمراوغات الكيزان عبرَ سائس الخيلِ الجنرال البرهان، وإنما الأوفق لقادتها أن يسلكوا أقصرَ الطرق، ويسهّلوا التفاوض المباشر هذه المرة بين السيد علي كرتي والجنرال حميدتي!

• إنَّ سائسَ الخيل عند أهلِ البادية لا يملكُ من إمرِها إلا إعلافَها، ومراقبة صحتها، ورعاية صغارها وتنظيف معاطنها ومراقدها !!

(*) كاتب واكاديمي سوداني

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى