Uncategorized

الثالث من يونيو.. تذكر ما لا ينسى  

الخرطوم - الزين عثمان

في صباح مثل هذا الصباح قبل أعوام خمسة خرج رئيس المجلس العسكري الفريق البرهان معلناً نهاية الاتفاق الذي مهروه مع قوى الحرية والتغيير؛ وفي مثل هذا الصباح وبعد المجزرة التي شهدتها ساحة الاعتصام في الخرطوم وسوح أخرى في مدن السودان خرج الفريق الكباشي ليحدث الشعب بعبارته الأشهر “حدث ما حدث”.. 

والحدث يومها أن جحافل الجنود المدججين بالسلاح قرروا أن يفضوا اعتصام الثوار حول مباني القيادة العامة وان يمضوا في اتجاه رسم مشهد الثورة التي اسقطت البشير بما يجعلهم هم الحاكمين؛ ساعتها فعلت آلة الموت فعلها في العزل من المعتصمين قتلاً وضرباً ونهباً واغتصاباً وبالطبع يومها اغلقت القيادة أبوابها أمام من يحتمون بها . 

في مثل هذا التاريخ قال أحد الثوار : “من كان يؤمن بالاعتصام فان الاعتصام قد فض؛ ومن كان يؤمن بالثورة فان الثورة حية لا تموت”.. يومها الاعتصام الذي فض في القيادة انتصبت خيامه وأصوات ثواره بطول وعرض البلاد ضاقت الأرض على رحابها بمن قتلوا الشباب المنخرطين مرة أخرى في شوارع مقاومتهم دون مهادنة وصولاً لتحقيق حلمهم في قيام دولة مدنية تسودها قيم ديسمبر في الحرية و السلام والعدالة. 

في عام المجزرة الخامس لا يزال الجميع يتذكر الموت الأسطوري للشهيد عباس فرح وهو يحرس “الترس” ما زال الناس يتذكرون تلك التروس التي شيدها الديسمبريون في كل الشوارع رفضاً لخطوة بدء مشروع الانقلاب على ثورتهم . 

بعد أعوام خمسة لا يزال “عار القيادة العامة” عالقاً بلباس الجيش ولا يزال الكل يحاكم القوات المسلحة بموقفها وهى ترى الناس يقتلون ويسحلون في بواباتها دون حراك، وبالطبع ما لا ينسى في مشهد فض الاعتصام هتاف الأيام اللاحقات : “قتلونا مندسين لوحاتهم قاف دال سين” وهو ما يشير لان من يتحمل وزر فض الاعتصام تلك القوات رغم النفي المتكرر لقياداتها على مستويات مختلفة.. 

وما لا ينسى من ذاكرة موت الثالث من يونيو موت لجنة التحقيق في فض الاعتصام التي كان يرأسها القانوني نبيل أديب المنخرط الآن مع مجموعات سياسية لا علاقة لها بالثورة وتبدو أقرب للعسكر منها للشارع . 

وما يبقى من الذاكرة تصريح لوالد الشهيد مطر قال فيه : ” المتهم معروف أحدهم قال حدث ما حدث وآخر ظهر عبر التلفزيون ليلغي الاتفاق، والثالث جلب لودرات بغية تنظيف شارع القيادة ورابع جلب بوهيات لمسح الجداريات وبرضو بتسأل المتهم منو ؟”. 

وما لا ينسى من ذاكرة الوجع السوداني ومن تفاصيل اليوم الذي كان بمثابة مقدمة لقتل وحدة الناس حول هدفهم الواحد الذي يبتغي البناء ما لا ينسى ان من قتلوا الناس متحدين يومها عادوا ليقتتلوا في ذات المكان ساحات القيادة التي بللتها دماء دعاة السلمية، عادت لتتبلل مرة أخرى بدماء المتصارعين في معركة الجيش والدعم السريع لتؤكد على فرضية جمال السلمية وقدرتها على تصحيح مسار الناس وفي أسوأ الفروض قدرتها على تجفيف دماءهم وما لا ينسى في ذلك الصباح صور الشهداء فرح وقصي وكشة الذي قال : “لا توجد سلطة مدنية يتم طلبها من العسكر ” العسكر الذين يمنحون البلاد الآن موتاً جديداً ويواصلون عبثهم بأرواح شعبها تحت دعاوي الكرامة وجلب الديمقراطية . 

وفي ذكرى فض اعتصام مدينتهم الفاضلة يردد الديسمبريون نشيدهم: “نحن ما نسينا المجزرة لا الدمازين اتمحت

ولا قطار عطبرة..

نحن ندخل بري بالنص من زقاق المقبرة ويكملون ستقبرون حربكم طال الزمن أو قصر ولن نجعلكم تفلتون مرة اخرى من العقاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى