Uncategorized

الحرب وانهيار الجنيه السوداني يلقيان بظلالهما على الوضع المعيشي في ولايات كردفان

مشاوير - تقرير: منهاج حمدي

ألقت الحرب في السودان بظلالها على الوضع الاقتصادي والمعيشي في ولايات كردفان الكبرى جنوب وغرب وكذلك شمال الإقليم، مما سبب ضغوطاً لغالبية المواطنين الذين يعانون الجوع بسبب نفاد المخزون الغذائي وعدم وصول البضائع بصورة منتظمة إلى العواصم خصوصاً الأبيض وكادوقلي والنهود، كما شكل انخفاض الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطنين وأدى لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية لمعدلات قياسية. 

وأسهم توقف المصانع وإغلاق السوق المركزي في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة عقب اجتياحها من قبل قوات “الدعم السريع” إلى نقص في السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية وارتفاع الأسعار بنسبة وصلت إلى 300 في المئة، فضلاً عن تعرض البضائع لعمليات سلب ونهب من قبل متفلتين يحملون الأسلحة النارية وينتشرون في الطرق القومية. 

 

نفاد السلع  

 

بشير عبد اللطيف أحد سكان مدينة كادوقلي اعتبر في حديثه لـ (مشاوير) أن “الوضع المعيشي تجاوز كل حدود الاحتمال خصوصاً بعد خلو الأسواق من البضائع ونفاد السلع الضرورية مثل الدقيق والزيوت والأرز والعدس، وكذلك السكر والبصل، بالتالي فإن شبح الجوع بات يحاصر السكان في مدن الإقليم كافة.

وأوضح أن الآلاف معرضين لخطر الموت بسبب المجاعة الناجمة عن فشل الموسم الزراعي في مشاريع منطقة هبيلا الزراعية بالولاية، لا سيما بعد انخفاض إنتاج الذرة بنسبة 20 في المئة عن العام السابق، وهو المحصول الذي يعتمد عليه سكان الإقليم في وجباتهم الغذائية، علاوة على فشل التجار في نقل البضائع بسبب خطورة الطرق القومية وفرض الجبايات من قبل المجموعات المسلحة، فضلاً عن أرتفاع الأسعار بسبب انهيار الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية. 

 

ارتفاع الأسعار 

 

تعاني مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان وبقية مناطق الإقليم من ندرة في المواد الغذائية، إلى جانب أزمة الوقود. 

يقول المواطن محمود الزين لـ (مشاوير) إن الوضع الإنساني كارثي للغاية، هناك ندرة في بعض السلع الاستهلاكية، والأمر المؤسف تصاعد أسعارها لأعلى معدل في استغلال واضح للمواطنين على الرغم من انعدام النقود لدى غالبية سكان الولاية. 

ولفت إلى أن “كل يوم يمر على الناس يصبحون أكثر احباطاً لسوء أحوالهم المعيشية، فكل ما يملكونه قاموا بصرفه ونفدت مدخراتهم المالية، لا سيما الموظفين في القطاعين العام والخاص الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ نحو عام كامل.

 

ظروف معقدة 

 

أحد المواطنين بمدينة النهود غرب البلاد، ويدعى نجم الدين عمر قال لـ (مشاوير) إن كثيراً من السكان غير قادرين على توفير الحد الأدنى من احتياجات أسرهم بسبب الظروف الصعبة والغلاء، وهناك بوادر أزمة غذاء بدأت تظهر في الإقليم بسبب ندرة السلع.

وأعرب عن أسفه لعدم استشعار طرفي الصراع لمعاناة السودانيين وأوضاعهم الكارثية في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة وانعكاس تداعياتها على حياة الناس اليومية التي تحولت إلى جحيم لا يطاق.

 

توقف امدادات السلع 

 

من جهته رأى المتخصص الاقتصادي أيوب جعفر في حديثه لـ (مشاوير) أن الحرب تسببت في تقييد حركة التجارة وإضعاف النشاط وتوقف إمدادات السلع، فضلاً عن تزايد معدلات عمليات النهب والسلب للبضائع في الطرق القومية وفرض الجبايات، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وعدم وصول المواد الغذائية لسكان الولايات المتأثرة بالصراع المسلح. 

ويخشى “جعفر” من طول أمد الحرب وتأثيرها على الأمن الغذائي خصوصاً بعد توقف حركة الواردات وتعطل الإنتاج في المصانع واشتداد الفقر والبطالة.

ونوه المتخصص الاقتصادي إلى أن “القطاع الزراعي الذي كان معولاً عليه في سد الفجوة وتأمين موقف الغذاء بالبلاد تضرر من الحرب وتقلصت المساحات المزروعة في ولايات كردفان الكبرى وخرج الآلاف من دائرة الإنتاج وباتوا لا يملكون المال لتسيير حياتهم اليومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى