في التاسع من أبريل قرر ملازم في الجيش أن يعيد كتابة التاريخ ردد محمد صديق الشاب المنحدر من منطقة المتمة مقولته الأشهر “الرهيفة التنقد” معلناً التزامه جانب ما يريد شعبه المعتصم من أجل إسقاط نظام الرئيس عمر البشير، وقف بسلاحه يذود عن المعتصمين ويردد مقولتهم “تسقط بس” فقد رأى في الثورة ما يحقق آماله وطموحاته
سقط البشير وفقد محمد صديق وظيفته في القوات المسلحة تم فصله اسوة برفاقه من صغار الضباط الذين اعلنوا انحيازهم للثورة وتطلعات الشعب وبعد اندلاع الحرب أعلن صديق نفسه مستنفراً مع الجيش متجاوزاً ما حدث سابقاً ومستعيداً يقين الديسمبريين ومطالبهم بضرورة حل المليشيات وتكوين جيش واحد وردد مقولة أنه لو بقي وحده لسعى لتحرير الجيلي من قوات الدعم السريع .
منذ الصباح الباكر يحتل الملازم محمد صديق مكانه في صفحات السودانيين على وسائل التواصل الاجتماعي مقروناً ذلك بخبر قتله بواسطة قوات الدعم السريع مقروناً ذلك بمشاركة فيديوهات تقول بأن الشاب تم أسره ومن ثمة أخبار لاحقة تؤكد تصفيته لاحقاً..
منذ اندلاع حرب أبريل بين الجيش والدعم السريع اتخذ معظم الديسمبريين موقفاً رافضاً لها مستندين على مقولة “لازم تقيف” لكن لا للحرب التي رفعوها لم تمنعهم في المقابل من الاحتفاء بمحمد صديق الذي التقت عليه افئدة الديسمبريين حياً وميتاً .
حين جاء الخبر تذكر الديسمبريون الضابط الصغير الذي كبر بما يفوق رتبته وبما يفوق بزته العسكرية وتحلق نجم في سموات الاعتصام مردداً ” الرهيفة التنقد” وهو نفس الزول الذي رد على من اسروه بعبارة “من ياتو ناحية؟” ومات ميتة تشبه تلك التي نالها عباس فرح في ترسه . مؤكداً على صدق الديسمبريين في المسير في طريق رصفه رفاقهم بالدم والعرق وتجسد صدق صديق في مرحلتين؛ حين حمى الثائرين في ميدان الاعتصام وحين التزم بمطلوبات مؤسسة الجيش التي غادرها مفصولاً ووقف مدافعاً عن شعبه من عبث المليشيات وقطاع الطرق..
احتفى الديسمبريون برمزهم في وسائل التواصل الاجتماعي معددين مآثره ومدوا لسان سخريتهم ممن اعتبروا الاحتفاء بصديق دافعه الجهة بقولهم انه ومنذ انطلاق هذه الحرب سقط الآلاف من نفس الجهة لكن لا أحد تذكرهم وان في تذكر رسالة مفادها ان الديسمبريين لا ينسون من وقف معهم حين خذلهم الجميع لذلك هم يحتفون بصديق شريك ميدان الاعتصام والزول الركب معاهم راس ذات مساء
في لحظة الاحتفاء بمحمد صديق بعثت تنسيقية لجان مقاومة الفتيحاب ببرقيتها حين خاطبته بقولها
” من وليدات حلتك لي بنيات الفريق “
خطوتك سبقت خطانا دار تورينا الطريق
ويبقي في الآخر لقانا والوطن فوق يا رفيق”
وما يروى عن تفاصيل الموت غير المعلن حتى الآن بشكل رسمي ان صديق مات ميتة الديسمبريين فعل ذلك في كامل البسالة وهي مشاهد تعيد للاذهان ما حدث في ديسمبر . وكان المشهد نفسه كافياً لاعادة ديسمبر لاذهان لم تغادرها في الأصل حيث عاد الديسمبريون مرة اخرى لقد رهيفة من يظنون ان بامكانهم الانتصار على ثورتهم ويرمموا جرح البلد ويؤكدون على ان احتفاءهم بصديق هو احتفاء بثورة شارك فيها وكان واحداً من ابطالها.