تقارير

السودانيون في الخارج يستقبلون العام الجديد بمظاهر الحُزن والقهر

تقرير – الخير صالح عبدالله

اكتسى وجهه بهدوء وحزن يُحاول أواب محمد على (25) عامًا ان يجد كلمات تُعبر بها عن حُزنه بعدما دفعت بِه حرب السودان اللجؤ إلى كينيا حيث عبّر لـ”مشاوير” قائلًا :” أتمنى ان نشهد عامًا جديدًا تُرفرف فيه رايات السلام في السودان”. وأضاف تم تدميرنا وتشريدنا والآن نعيش في دولة أخري بُحزن عميّق لما وصل اليه حال الوطن. وأضاف أواب الذي يعمل مديرًا ماليًا لأحد الفنانين “أتمنى ان تقف الحرب في السودان لاعود الى وطني إذا تعذر سفرى إلى السعودية: ” نريد ان نأكل أولًا .. كيف لنا ان نحتفل وشعب بلادي نازحين اما داخليًا او خارجيًا”. “لقد غادرنا وطننا بحزن عميّق ولجأنا انا وبناتي الى معسكر”كاكوما”. لكن عدنا الى العاصمة نيروبي لان الحياة في معسكرات النزوح في كينيا لايُطاق إطلاقًا. بنبرةٍ حُزن عميقة تحدث مريم إسحاق صاحبة الـ43 عامًا وهو إسم مستعارلـ”مشاوير” حين سألتها عن كيف تستقبل رأس السنة الجديدة في كينيا وعيد الاستقلال.

اما الطالب إسماعيل يعقوب صاحب الـ21 عامًا يرى ان نزوحه وشقيقه من جحيم الحرب في العاصمة الخرطوم إلى العاصمة الكينية نيروبي بغرض السفر إلى والده المُقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. وأشار إسماعيل إلى تعذر سفرهم بسبب بطئ الإجراءات في السفارة الامريكية في نيروبي رغم انهم أخذوا موعد مقابلة مُسبقًا. ويؤكد إسماعيل إستحالة إيقاف الحرب في السودان وأضاف بقوله لـ”مشاوير” ” ان قوات الدعم السريع لاتريد سلامًا مستندًا .. فإن كانوا هُم يردون السلام فلماذا هاجموا مدينة “ودمدني” رغم تحذيرات الخارجية الامريكية لهم”.

وبشأن احتفاله بعيد الاستقلال وراس السنة أجاب إسماعيل ” ان الإحتفالات في نيروبي رائعة للغاية .. فقد شاهدنا امس الألعاب النارية والشموع المُضيئة في سماء نيروبي .. كانت آجواء الإحتفال رائعة للغاية.

فيما عبرإلياس وهو سوداني مُقيم في كينيا منذُ 10 سنوات ويتقن اللغة السواحيلية والانجليزية بطلاقة عن تفاءله بالعام الجديد. وأضاف لـ”مشاوير” سيكون عام 2024 عام سلام وامان ، عام العودة والبناء ولم الشتات.

أما الأستاذة هاجر خليل التي غادرت دارفور بسبب الحرب و لجأت للتوّ إلى كينيا فقد عبرت بحزن كونها خرجت من السودان لأول مرة في حياتها حيث وصفت الوضع ابان خروجها من السودان بـ”المأساوي”. فيما عبرت لـ”مشاوير” بان القادم اجمل وان السلام عاجلًا أم آجلا سيعم السودان.وأضافت “لقد عشتُ أيامٍ صعبة ابان نزوحِيّ من نيالا إلى كينيا”

وإنقسم المواطنين السودانيين المُقيمون في كينيا بين المُتشائم والمُتفاءل بالعام الجديد. حيث وصف الشاب محمد الفاتح بشري عام 2023 بالعام الأسوأ على الاطلاق بالنسبة للسودانيين جراء عمليات النزوح والموت والقتل وسلب حقوق المواطنين. وأضاف بشري انه محى السودان من ذاكرته تمامًا ولن يعود له أبدًا. وحكي لـ”مشاوير” لقد تم نهبي كل ما أملك .. تم نهب سيارتي التي اشتريتها بتعب .. تم إئتلاف صالوني وسرقت محتوياته.

وحول طبيعة الأمنيات التي يتمنى ان تتحقق في العام الجديد، قال إنها ” لاتتوقف عند حد ، ولكن أهمها إيقاف الحرب في السودان ؛ فقد شهدت الأعوام الثلاث الماضية عدم إستقرار كبير في السودان أدى الى نُشوب حرب الخامس عشر من أبريل ، وهذا القى بظلاله على الأوضاع الإنسانية والصحية في الخرطوم على وجه الخصوص والسودان عامة”.

أما الطالب بجامعة التقانة محمد يعقوب 24 عامًا فقد وصف عام 2023 بانه عام الدمار والنزوح والتشرد. وقال “يصعب الاحتفال برأس السنة في المهجر والكل يعيش حالة إستياء وخوف وترقب لما تسفر عنه لقاء قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو. وأضاف محمد “نريد ان نحتفل حين نعود الى يارنا في أمان وسلام”.

وتتفاوت درجة التفاءل والتشائم بين السودانيين في نيروبي – لكن أكثرهم تفاءل بان العام الجديد 2024 سيكون عام سلام وامان والعودة الى السودان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى