قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان تلقت مشاوير نسخة منه إن البلاد تشهد أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يواجه الملايين خطر المجاعة نتيجة الحرب الدائرة منذ 16 شهرًا. وأشارت اللجنة إلى أن القتال أدى إلى ندرة في المواد الغذائية الأساسية وارتفاع كبير في أسعارها، بالإضافة إلى نقص حاد في الإمدادات وشح متفاقم في المحاصيل الزراعية، مما جعل الحصول على الغذاء شبه مستحيل، حتى في العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة ودارفور.
ووفقاً للجنة، دفعت الحرب السكان البالغ عددهم 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، والتي قد تكون أكبر أزمة غذائية يشهدها العالم في العقود الأخيرة. وأوضحت اللجنة أن القتال أجبر ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم، مما تسبب في نهب المحاصيل وتدمير المشاريع الزراعية وتعطيل الإنتاج، وهو ما أدى إلى انخفاض إنتاج الحبوب بنسبة 40% خلال الفترة بين 2022 و2023، وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت اللجنة أن هيئات الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة بسبب القتال والعوائق التي تفرضها الأطراف المتحاربة. وأضافت أن 90% من الأشخاص الذين يواجهون مستويات الجوع الشديد في السودان عالقون في مناطق لا تستطيع برامج الإغاثة الوصول إليها بشكل كافٍ، كما أن الهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني والمتطوعين المحليين تفاقم أزمة الغذاء.
وأكدت اللجنة أن الوضع يزداد سوءاً في مخيمات اللاجئين مثل مخيم زمزم في دارفور، حيث يعاني حوالي ثلث الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. وفي أنحاء البلاد، يعاني أربعة ملايين طفل من سوء التغذية الحاد، بينهم أكثر من 700 ألف يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وفي العاصمة الخرطوم والولايات التي تعاني من الاشتباكات المسلحة، يعتمد السكان بشكل متزايد على مطابخ الطعام الخيرية، حيث يصطف المئات للحصول على وجبة واحدة في اليوم. وأشارت اللجنة إلى أن بعض السكان يضطرون لأكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة.
وألقت اللجنة باللوم على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في تدهور الوضع الإنساني في إقليم دارفور، حيث دفعت العمليات العسكرية المستمرة السكان إلى النزوح وزادت من معدلات الجوع. كما أشارت اللجنة إلى أن إغلاق معبر أدري، من قبل القوات المسلحة السودانية، قد أعاق وصول المساعدات الانسانية الضرورية رغم الاعلان عن اعادة فتحه مؤخراً.
وفي الوقت ذاته، لا يختلف الوضع الإنساني في الولايات الآمنة كثيرًا، حيث تتفاقم معاناة النازحين، خاصة مع دخول فصل الخريف، في ظل افتقار مراكز الإيواء لأبسط مقومات الحياة.
وناشدت اللجنة المجتمع الدولي وقادة العالم بالتحرك الفوري لتجنب تحول الأزمة في السودان إلى أكبر مجاعة في العالم منذ عقود، مشيرة إلى أن استمرار القتال سيؤدي إلى خسائر مروعة في الأرواح والممتلكات، ما لم تضع الأطراف المتحاربة مصلحة الشعب السوداني أولًا.