المقرر الخاص لحقوق الإنسان بالسودان: أطراف خارجية ساهمت في تأجيج الصراع ولن نسمح بتجزئة أخرى للسودان
جنيف - مشاوير، تقرير: إيمان عبدالباقي
نطالب المجتمع الدولي بوضع حد للحرب الدامية، وسأزور السودان والتقي بالراغبين في عودة الحكم المدني
“أولا دعوني اذكركم أنه عندما تظاهر السودانيون في الخرطوم ومدن اخري لم يتوقعوا ان آمالهم ستحبط وان بلادهم ستواجه وضع بهذه المأساوية، هذا بالطبع دون الإشارة للثمن الذي دفعه السودانيين علي مر عقود وعقود من الزمان”، بكلماته هذه ابتدر المقرر الخاص لحقوق الإنسان بالسودان الأستاذ رضوان نويصر تعقيبه علي مداخلات اعضاء مجلس حقوق الانسان حول تقريره بشان انتهاكات الحرب في السودان الذي تلاه المفوض السامي .
هذا وقد إتسمت جلسة المجلس الخاصة بالسودان بحضور كبير لممثلي الدول الأعضاء من المجموعات الافريقية والاوربية والعربية، بينما حضر من بورتسودان عاصمة (حكومة البرهان) ، حضر وزير العدل السوداني الجديد ومرافقيه كممثلين لحكومتهم ، يصحبهم سفير بعثة السودان بجنيف.
تدخلات سافرة
وجه المقرر الخاص الأستاذ رضوان نويصر خلال كلمته إنتقادات حادة لمن أسماهم بالاطراف الخارجية ووصف تدخلهم في السودان( بالسافر) متهما اياهم بالمساهمة في تأجيج الصراع ، وحمل نويصر المجتمع الدولي مسؤولية وضع حد نهائي لما أسماها بالحرب الدامية واكد بان التدخلات ادت لتاجيج الصراع واوقعت الأزمة السودانية في غياهب النسيان رغم معرفة الكثيرين بانعكاسها علي المنطقة برمتها.
عنف جنسي وجنساني
كشف المقرر عن تعرض آلاف السودانيين للقتل و للعنف (الجنسي والجنساني) والاعتقالات والاختفاء القسري ،وقال لضمان الحياد نقلنا الواقع ولا شي غير الواقع بعد ان استندنا علي معلومات من السودانيين أنفسهم خاصة الضحايا واسرهم وعدد من الشهود داخل وخارج السودان .
وقطع نويصر بانه لن يكون محايدا ابدا فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وقال سأكون واضح نحن لن نكون حياديين في هذا الجانب وفي الوقت ذاته تعهد بالوقوف الي جانب السودانيين وإيصال صوتهم الي المجلس وردد انا دائما معكم. واضاف (لقد قمت شخصيآ بالتحقيق في جرائم مليشيا الدعم السريع خاصة فيما يتعلق بعمليات النهب والسلب والاغتصاب ، واستدرك هذا نذر يسير لان حجم المعاناة هائلة.
كما دعا طرفي النزاع الي احترام حقوق الانسان وجدد نداءه للحكومة السودانية بمحاسبة كافة الأطراف المتورطة في الجرائم بغض النظر عن انتمائهم العسكري أو السياسي وإجراء تحقيق مستقل وشفاف ونشر نتائجه كاملة.
تجزئة السودان و التنوع الاثني
وقال نويصر بان كثير من السودانيين يتعذبون في صمت لعجزهم عن مغادرة منازلهم ومحاولتهم البقاء علي قيد الحياة بالنذر اليسير . مشيرا الي عمليات القتل والتهجير المتزايدة
ونبه الي التنوع الاثني الفريد في السودان مشددا علي اهمية الحفاظ عليه وأقر بان الحرب ارتدت نزعة اثنية ، ودعا الي تضافر الجهود لاستغلال ذلك ومنع اي تجزئة إضافية للسودان.
فشل النظم العسكرية
اقر النويصر بان النظم العسكرية اثبتت فشلها التام في الحفاظ علي حقوق الإنسان وخلق تعايش سلمي من خلال تجربة حكم السودان ، كما طالب المجتمع الدولي بإلزام طرفي النزاع بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية عبر إلتزام واضح وصريح.
يوجد حل عسكري
اكد المقرر ان طرفي النزاع بعيدين عن أي نصر عسكري وقال حتي الآن لا يوجد حل عسكري واضاف الحل الوحيد الوصول للسلام عبر الحوار مع ضرورة تعزيز مبدأ التشاركية بإشراك النساء والشباب في الحوار.
زيارة مرتقبة للسودان
والتزم المقرر الخاص بمواصلة العمل مع فريقه في رصد انتهاكات حقوق الانسان والعمل مع المفوضية لضمان مبدأ المحاسبة واعلن عن زيارة مرتقبة للسودان وقال كنت دائما آمل في تلك الزيارة السودان واخيرا هاهو وزير العدل يؤكد موافقتهم علي ذلك ،وقال نويصر بانه سيلتقي بمنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الانسان والمسؤولين المحليين الراغبين في عودة الحكم المدني.