يستقبل آلاف النازحين السودانيين فصل الخريف وسط أوضاع صعبة وقاسية، إذ تزداد فاتورة المطالب اليومية من غذاء ودواء ووسائل وقاية مع اشتداد وطأة المعاناة الإنسانية لكثر ممن هجرتهم الحرب من منازلهم بحثاً عن الأمان والاستقرار.
وتأخذ المعاناة أشكالاً مختلفة في عدد من معسكرات الفارين من ويلات الصراع المسلح، منها الظروف المناخية، خصوصاً بعد أن بدأت الأمطار تهطل في ولايات كردفان ودارفور، فضلاً عن انعدام الرعاية الصحية وغياب مساعدات المنظمات الدولية.
مخاطر وأزمات
بحسب متخصصي الأرصاد الجوي في السودان فإن فصل الخريف هذا العام سيشهد هطول أمطار غزيرة، علاوة على استمراره خمسة أشهر، يبدأ في منتصف مايو الجاري وينتهي في أواخر سبتمبر المقبل، ويواجه آلاف النازحين خلال الفترة المذكورة أزمات عدة من بينها توفير مواد غذائية كافية وأدوية وأغطية تقي من الأمطار والبرد القارس، خصوصاً للأطفال والمسنين في ولايات كردفان ودارفور، لا سيما وأن كثيراً منهم يعيشون في العراء وتحت ظلال الأشجار، في وقت يعاني فيه كثر بعد نفاد أموالهم وتوقف الأعمال اليومية وعدم صرف الرواتب لمدة عام كامل.
إلى ذلك شهدت أسواق عدد من المدن السودانية ارتفاع أسعار المشمعات والخيم والتي تقي من الأمطار لمعدلات قياسية، لا سيما بعد ازدياد الطلب عليها على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الآلاف.
معاناة الأطفال والكبار
قال حامد عبدالله أحد النازحين في محلية القوز بولاية جنوب كردفان لـ (مشاوير) إن فصل الخريف يسهم في تفاقم الأوضاع الصحية، ويتسبب في تزايد معدلات الوباء، خصوصاً نزلات البرد والالتهابات، مما يتطلب توفير الأدوية بصورة مستمرة، علاوة على ضرورة تحضير وجبات إضافية للأطفال وكبار السن وشراء ومشمعات وخيم خصوصاً وأننا نقيم في العراء بعد نزوح المئات من مدينة الدلنج، وآخرون يقيمون تحت ظلال الأشجار. وأضاف أن الأمطار بدأت تهطل منذ ثلاثة أيام الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات التهاب الحلق والأمراض التنفسية واحتقان الأنف، بخلاف الجوع الذي داهم كثيرين. وتابع : غالبية النازحين القادمين من مدينة الدلنج لا يملكون الأموال لإعانتهم على توفير حاجات فصل الخريف على عكس الظروف العادية التي يمكن خلالها تدبير الأوضاع بصورة سهلة، بالتالي فإن اعتماد الغالبية على مجهوداتهم الفردية لتوفير سبل الإعاشة والصحة سيتوقف بعد نفاد الأموال خلال أقل من شهر، الأمر الذي يتطلب من السلطات والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لحلحلة الأزمات.
جوع ومرض
من جانبه، قال سفيان حسن الذي نزح من مدينة كادوقلي، لـ (مشاوير) إن هطول الأمطار المبكر ضاعف المعاناة والغالبية عاجزة عن شراء المستلزمات الأساسية للوقاية في موسم الأمطار مثل الخيم والمشمعات، كما ان هناك مجاعة لعدم وجود أموال ومساعدات من المنظمات. وأضاف : نخشى من تفشي الأوبئة في ظل انعدام الرعاية الصحية والأدوية والغذاء.
وأوضح أن غالبية النازحين يعيشون في العراء، كما أن المدارس الريفية التي تأوي الآلاف غير صالحة للسكن في الوقت الحالي بسبب تحطم عدد من النوافذ والأبواب، مما يسمح بدخول الهواء البارد ويضطر العديد إلى النوم على الأرصفة والالتصاق بالجدران لعدم امتلاكهم مراتب ووسائد داعمة ومريحة تخفف عليهم برودة الطقس.