في عالم يشهد فيه تصاعد وتيرة التوترات الجيوسياسية والصراعات طويلة الأمد، رسمت الجمعية العامة للأمم المتحدة القيم اللازمة لثقافة السلام، والتي تشمل احترام الحياة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز اللاعنف من خلال التعليم والحوار والتعاون والتمسك بالحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على جميع مستويات المجتمع وبين الأمم، ويؤكد هذا الإعلان على أن السلام لا يعني غياب الصراعات فحسب، وإنما يتطلب أيضاً عملية تشاركية ديناميكية إيجابية يشجع فيها الحوار وتُحل النزاعات بروح التفاهم المتبادل والتعاون.
في السياق، احتفلت جمعية جسر السلام بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية في العاصمة الكينية نيروبي باليوم العالمي للسلام الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام، وتخلل الإحتفال عدد من الأنشطة أبرزها ورشة بعنوان “مآلات حرب السودان بعد محادثات جنيف”، إلى جانب رسائل من أجل السلام في السودان، فضلاً عن حفل غنائي قدمته الفنانة فدوى فريد و الفنان محمد ود أبو.
وشهد الاحتفال حضوراً نوعياً من قبل منظمات المجتمع المدني وسياسيين وناشطين وإعلاميين وأسر سودانية، وكذلك الأشقاء من دولة جنوب السودان.
تداعيات الحرب
تناولت الورشة في اليوم الأول والتي قدمتها الناشطة تهاني عباس، مآلات حرب السودان بعد محادثات جنيف، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا المرأة والحديث عن الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في الحرب، إلى جانب عقد جلسة مع الوساطة والمراقبين في حضور شخصيات من مناطق النزاع المسلح في الخرطوم ودارفور، وسلم الوفد مذكرة لطرفي الحرب.
وقدم حاتم بدين مبادرة “المجتمع المدني الفرص والتحديات”، وتناولت الورقة إعلان نيروبي والمجهودات التي قام بها المجتمع المدني، وتطرقت الورقة للأوضاع الإنسانية ومآسي وكوارث الحرب والنزوح في السودان وما تعرض له السودانيون، وأسهم الوضع في خروج المنظمات الوطنية من السودان والعمل في دول الجوار الأفريقي مثل كينيا ومصر وأوغندا وإثيوبيا، ونجح إعلان نيروبي في جمع أكثر من 40 منظمة مجتمع مدني سودانية للضغط على المجتمع الدولي من أجل إيقاف الحرب.
وقدمت اسماء إسماعيل ورقة بعنوان “الحرب والمجاعة وفرص السلام”، تناولت الأوضاع في السودان وتمدد المجاعة وأثرها على السكان من جوع ووفيات وسوء تغذية، فضلاً عن تأثر المواطنين بعدم دخول المساعدات الإنسانية لمناطق الصراع المسلح.
أغنيات للسلام
وشهد الاحتفال في يومه الثاني فعاليات ثقافية وفنية، وقدمت الفنانة فدوى فريد عدداً من الأغنيات التي تدعو للسلام وتنبذ الحرب، وتفاعل الحضور مع الأعمال الفنية المميزة التي قدمتها الفنانة الشهيرة بـ “الأبنوسة”، كما قدم الفنان محمد ود أبو عدداً من الأغنيات التي وجدت الاشادة من الحاضرين.
وقدم عدد من المشاركين أوراقاً تتحدث عن رسائل من أجل السلام في السودان، أشارت إلى أهمية تحقيق السلام في ربوع البلاد كافة.
أدوار إنسانية
تحدث عضو منظمة جسر السلام عثمان آدم عن دورها في العمل الإنساني وتقديم العون والأنشطة والفعاليات التي تقدمها المنظمة داخل وخارج السودان.
وأشار إلى أن “الشراكة بينهم وبين الوكالة الأمريكية للتنمية انتجت فعاليات عديدة منها الورشة والاحتفال باليوم العالمي للسلام.
وتقدم بالشكر للحضور بكافة مكوناته على مساهماتهم في المشاركة بالحوار والغناء والحديث عن أهمية السلام ونبذ الحرب والصراع المسلح.