حرب الخرطوم تجبر السودانيين على اختيار الجوار الأفريقي فضاءً جديداُ للجوء
نيروبي، تقرير - منهاج حمدي
أجبر تصاعد القتال في السودان آلاف المواطنين على النزوح لمناطق آمنة داخل البلاد وخارجها، وكان لافتاً اختار عديد منهم وجهات نزوح جديدة في الجوار الأفريقي مثل أوغندا وكينيا وإثيوبيا في ظل تشدد بعض الدول في إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول.
ويواجه كثير من السودانيين أزمات معقدة، إذ فقد غالبيتهم ممتلكاتهم ومدخراتهم، فضلاً عن عدم صرف رواتب الموظفين في القطاعين العام والخاص لأكثر من (10) أشهر، وأصبح عدد كبير منهم يعيش على الكفاف في ظل تراجع المساعدات التي تقدمها المنظمات العاملة في المجالات الإنسانية.
تحديات ومعاناة
خيار اللجوء لدول الجوار الأفريقي يحتاج إلى تدابير مالية بصورة شهرية لمواجهة تكاليف إيجارات المنازل وتوفير الرسوم الدراسية إلى جانب الاحتياجات اليومية من أكل وشرب وخلافه.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الأسر السودانية التي اختارت اللجوء إلى دول مثل كينيا وأوغندا وإثيوبيا عدم توفر فرص عمل في كافة المجالات بالدول المذكورة، علاوة على ارتفاع تكاليف الإيجارات والرسوم الدراسية، فضلاً عن حاجز اللغة والعادات والتقاليد.
أزمات جديدة
مناهل حامد – ربة منزل – تقول لـ (مشاوير) إن “أسرتها نزحت من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة جنوب العاصمة عقب اندلاع الحرب، وأمضت فترة ستة أشهر، لكن اقتحام قوات” الدعم السريع” للإقليم جعلها تضطر إلى البحث عن خيارات جديدة”.
وأضافت أن “خروج آلاف المواطنين من ولاية الجزيرة أسهم في ارتفاع أسعار إيجارات المنازل والشقق في المدن الآمنة إلى مستويات غير مسبوقة، بالتالي تجاوز الوضع قدرة الغالبية على اختيار مدن سودانية.
وأشارت إلى أنهم “اختاروا اللجوء إلى أوغندا، التي لم تكن الخيار الأمثل لهم نظراً إلى أن طبيعتها وتقاليدها غريبة عن المجتمعات السودانية، في وقت كنا نرغب الذهاب إلى مصر، لكن المشكلة في صعوبة الحصول على التأشيرة.
ولفتت اللاجئة السودانية إلى أن “الإقامة في دولة أوغندا تتطلب توفر أموال كافية، لا سيما أن الإيجارات مرتفعة، إذ يصل سعر الشقة إلى (200) دولار شهرياً، إضافة إلى زيادة رسوم المدارس التي فاقمت أوضاعنا الاقتصادية.
صعوبات عديدة
حاتم عمر – مواطن اختار اللجوء إلى كينيا، وقطع مسافات طويلة من مدينة كوستي باتجاه الرنك ومنها إلى جوبا في جنوب السودان، وبعدها استغل البص في رحلة شاقة وصولاً إلى نيروبي.
يقول عمر لـ (مشاوير) إن “صعوبات عديدة واجهت أسرته الصغيرة من بينها عدم الحصول على عمل في كينيا إلى جانب تكاليف الإيجار والاحتياجات اليومية”.
ونوه إلى أن “أبناؤه وجدوا صعوبة في دراسة المناهج والتحدث بالإنجليزية التي تعد اللغة الأولى هناك بالإضافة إلى السواحلية، فضلاً عن ارتفاع أسعار السلع الغذائية وكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة.
خيارات جديدة
مودة فضل اختارت اللجوء إلى إثيوبيا عبر ولاية القضارف هرباً من ويلات الحرب التي تصاعدت حدتها بالقرب من منطقة سكنها في مدينة سنار.
اللاجئة السودانية قالت لـ (مشاوير) إن “تكاليف الحياة اليومية في أديس أبابا مرتفعة خصوصا إيجارات الشقق والاحتياجات اليومية إلى جانب الرسوم الدراسية.
وأشارت إلى أن آلاف السودانين اختارو إثيوبيا كوجهة بحثاً عن الأمان الذي لا يجدونه في بلادهم بسبب تمدد رقعة الحرب إلى عدد كبير من المدن والولايات.