آداب وفنون

حروف للعزيزة 

السرالسيد (*)

 8 مارس أو اليوم العالمي للمرأة هو يوم يقف العالم فيه إجلالا وتحية للنساء ..يقف ليرى عبر مراياه المتعددة مسيرة النساء وهن يناضلن عبر التاريخ والى ألان ضد كافة إشكال التمييز ويهبن الحياة والحب والثورة والجمال..الأمهات والاخوات والبنات والزوجات والوحيدات..النساء ذلك “النوع البشرى الجديد الذي تلتقيه حيث الشمس في اوجها الدائم” كما قال عبداللطيف اللعبى…النساء حاضر الإنسانية الموؤد ومستقبلها الموعود واهبات الحياة وملهمات كل جميل..النساء الشاهد الابلغ فى كل زمان ومكان للاستضعاف والمدافعة الصبورة الخلاقة..فى هذا اليوم وانا اقدم التحية والتقدير لنساء بلادى فى البيوت والحقول والمصانع والشوارع ومعسكرات النزوح واللجوء وجغرافيا الحرب والدمار لم اجد تحية انسب من ديوان ( حروف للعزيزة ) للشاعر السودانى سعدالدين ابراهيم الذى لا يحتاج منى الى تعريف اكثر..ديوان “حروف للعزيزة” والذى يحتوى على 36 قصيدة يضع قارئه ومنذ الوهلة الاولى امام نشيد طويل فى الاحتفاء بالنساء واحترامهن تشكله قصائد الديوان مجتمعة…النساء فى حضورهن العام والخاص وفى اشتباكهن بالوطن واسئلته..”حروف للعزيزة” ينهض على اسلوب هو السهل الممتنع الذى يمنح البسيط تعقيده واليومى كونيته والعادى مجازاته..”حروف للعزيزة” قصائد تهشم الصورة النمطية للام وللزوجة وللبنت وللحبية..قصائد تلتقى بالنساء فى كل الامكنة”البيت والشارع واماكن العمل” وفى كل الاوقات والفصول “الليل والنهار والصيف والشتاء”..قصائد تتوسل بالطبيعة والتاريخ لتعبر عن حضور النساء فقد جاء فى اهداء الديوان:

ثم الى (مملكتى الاخرى نخلتى الصبور زوجتى) وجاء فى قصيدة “حكاية عن حبيبتى”

ساوا ليكم بايدنا شاى

وحالبالكم ضروع الليل

وجالبالكم ضى القمرة

ومخبيا فى جيوبا النيل

وجاء فى قصيدة “حصار”

بحبك حمايم لاجل السلام

وفوق العمايم تحلق دوام

وجاء فى قصيدة”امر الهوى”

حنتلاقى لازم بقول الشعور

كوردة وكنخلة عميقة الجذور

ونحكى الامانى ونحاكى الطيور

وجاء فى قصيدة”شارع الذكرى”

ذكرنى بيك شارع مشينا زمان سوا

ونسنى بيك وكأنو ماشى معايا ما طيف وانزوى

وجاء فى قصيدة “ولد وبنت”

بت من عصير البهجة تطرح برتكان

ود من احاجى بلدنا عامل مهرجان

ولد وبت مارقين من العادى ورتيب

ولد وبت عاصرين على موسم خصيب

رامين هنا وما ضل دليب

راسخين سنا وموكب مهيب

وهكذا يجد القارئ نفسه مبحرا من قصيدة الى قصيدة ومن حديقة الى حديقة اخرى فخلف كل حرف فى هذا الديوان وخلف كل صورة من صوره البديعة تختبئ امراة ليست لانها او كأنها الوطن وانما لانها موجودة فى الوطن ومع الوطن فالديوان كما اشرت يحتفى بالنساء فى حضورهن العام وحضورهن الخاص والذى يعنى فيما يعنى المكابدة والنضال. 

وطنى وامى وانتى

تلاتة حبايب متحدين

مطبوعين على شاشة العين

زينة الدنيا وسحر الكون

 

(*) كاتب وناقد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى