فُجع الوسط النسوي السوداني والعربي بنبأ رحيل الدكتورة نفيسة أحمد الأمين، إحدى أبرز رائدات العمل النسوي في السودان، التي وافتها المنية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
تُعد الدكتورة نفيسة، التي اشتهرت بلقب “ابنة النور”، شخصية استثنائية ساهمت بشكل كبير في تمكين المرأة السودانية وتعزيز مكانتها على مختلف الأصعدة. مُكرسة حياتها للنضال من أجل حقوق المرأة، تاركة خلفها إرثاً غنياً من الإنجازات.
وُلدت الراحلة في مدينة أمدرمان ونشأت في بيئة غذّتها بقيم الوعي والمسؤولية، بدأت مسيرتها العملية بالتدريس بعد تخرجها في كلية المعلمات، ثم انتقلت إلى العمل النسوي حيث كانت من أوائل النساء اللاتي أسَّسْن الاتحاد النسائي السوداني، الذي لعب دوراً بارزاً في النضال من أجل استقلال السودان، ووضع أسس دستوره.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الدكتورة نفيسة أول امرأة سودانية تتقلد منصباً تنفيذياً، حيث عُينت نائبة لوزير الشباب، كما شغلت عضوية المكتب السياسي في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري، مما جعلها رمزاً للمرأة القائدة في ذلك الزمن.
عُرفت الدكتورة نفيسة بشخصيتها القوية وإرادتها التي لا تعرف اليأس، حيث استطاعت تجاوز العديد من التحديات لتفتح الطريق أمام الأجيال القادمة من النساء، وقد شكّلت نموذجاً يُحتذى به في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين الالتزام الوطني والرؤية الإصلاحية.
على الرغم من رحيلها، سيبقى اسمها محفوراً في ذاكرة الوطن. فقد كانت صوتاً للمرأة السودانية، ومدافعة شرسة عن حقوقها، وعلامة فارقة في مسيرة النضال النسوي في السودان.
مشاوير _ محمد عيسى جقدول
