طقوس إفطارات النازحين السودانيين الرمضانية تزين شوارع دول الجوار وتلفت الأنظار
تقرير - منهاج حمدي
لم تمنع مآسي النزوح والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها السودانيين في دول الجوار من ممارسة طقوس رمضان التي اشتهروا بها في بلدهم، خصوصا تجمعات إفطارات الشوارع والساحات بالقرب من المنازل.
وانتشرت هذه العادة الاجتماعية التي يطلق عليها اسم “الضرا” في دول مثل مصر وقطر والسعودية وغيرها من وجهات النزوح التي اختارها آلاف السودانين عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ الخامس عشر من أبريل الماضي.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع صور وفيديوهات من الدول المذكورة لسودانيين يتجمعون حول موائد الإفطار الجماعية ويؤدون صلاة المغرب في جماعة في الشوارع والساحات، مع دعوة المارة وعابري الطريق حتى من الجنسيات الأخرى الذين أدركهم وقت الإفطار خارج منازلهم إلى تناوله مع تلك التجمعات.
مائدة سودانية
يقول الشفيع الطيب، الذي اختار القاهرة وجهة للنزوح لـ (مشاوير) : يوجد عدد كبير من النازحين السودانيين في منطقة فيصل، ولذلك حرصنا على إقامة إفطار جماعي كل يوم طوال هذا الشهر يحضره كل السكان في المنطقة المحيطة بالساحة.
وأضاف : نتبع ذات النهج القائم في قري ومدن السودان المختلفة بإحضار المائدة من المنازل التي تشتمل الأكلات والمشروبات الشعبية المعروفة من (حلو مر) و(عصيدة) و(كركدي وتبلدي) وغيرها، وتابع المتحدث : عقب الإفطار نؤدي صلاة المغرب وبعدها التروايح في جماعة، ويلي ذلك جلسات مؤانسة حول الراهن السياسي وأوضاع الحرب وظروف الناس.
تقاليد راسخة
من جهته أشار سمؤال ناصر، الذي نزح مع أسرته إلى قطر لأهمية ممارسة طقوس رمضان السودانية في دول المهجر نظراً لأنها تقاليد راسخة في الوجدان.
ولفت إلى أن عدد كبير من النازحين المتواجدين في المدن القطرية يحرصون على إقامة إفطارات الشوارع بصورة يومية، إلى جانب إحضار المائدة من المنازل، لا سيما الأكلات الشعبية مثل (العصيدة) و(البليلة) وملاح (الروب والنعيمية)، فضلاً عن مشروبات “الكركدي والحلو مر والتبلدي”.
وأوضح في حديثه لـ (مشاوير) أنهم يفتقدون أجواء رمضان في السودان والألفة والتكافل الاجتماعي والجيران، لكن لمة الشهر الكريم في قطر تعوض جزء من الأجواء.
إشادة الأجانب
منال عبد الحميد التي اختارت المملكة العربية السعودية وجهة للنزوح قالت لـ (مشاوير) حرصنا على تحضير إفطاراً جماعياً مع عدد من الأسر التي تجمعنا بها صلات قربى ومعرفة، وغالبية الموائد تكون من الأكلات الشعبية المعتادة في رمضان.
وأضافت أن “النساء أيضاً يحرصن على ااتجمع كل يوم (جمعة) في الأسبوع من أجل الإفطار الرمضاني مع بعضهن وتبادل الأخبار والاطمئنان”.
وأشارت إلى أن “هذه التقاليد الراسخة ميزت السودانيين ولفتت أنظار الجنسيات الأخرى التي أشادت بها خصوصا إفطارات الشوارع والساحات.