تقارير

ظهور البرهان النادر في ام درمان يخلف تباينات حادة في المشهد السياسي

تباينت تحليلات وآراء السودانيين حيال الظهور النادر لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان صباح اليوم (الخميس) في قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ومواقع أخرى، وسط جنود القوات المسلحة وتجواله في عدة أماكن وجلوسه الى احدي بائعات الشاي، إذ يرى مناصرو الجيش أنه أكبر دليل على انتصار حاسم للجيش على الدعم السريع في معارك الخرطوم، بينما تشير منصات قريبة من الدعم السريع الى ان الخروج تم وفق اتفاق برعاية دولية وإقليمية وبموافقة قائد الدعم السريع، في وقت أكد فيه ضابط كبير في الجيش تحدث لمنصة (مشاوير) أن خروج البرهان منذ الساعات الأولى لفجر (الخميس) والتحرك من القيادة إلى قاعدة وادي سيدنا – نحو 30 كيلو متر – تم بترتيب خاص شاركت فيه القوات الخاصة والاستخبارات، مشيرا إلى أن التخطيط لهذه العملية تم منذ أيام بهدف التأكيد على انتصار حاسم للجيش الذي حصر تواجد وحركة قوات الدعم السريع في جيوب معزولة بعضها عن بعض، في موازاة ذلك يقول محللون أن ظهور البرهان يمثل تمهيدا لأطلاق مفاوضات تفضي إلى وقف الحرب ومباشرة عملية سياسية في البلاد.

وفي السياق نقلت قناة (العربي) التلفزيونية عن مصادر عسكرية ان “البرهان سيتوجه إلى السعودية في أقرب وقت”.

من جهتها غردت القيادية بالحرية والتغيير – المجلس المركزي، زينب الصادق المهدي: “إذا كان خروج البرهان من حبسه الطويل إيذانا باتخاذ قرار عظيم يعلن وقف الحرب وإيقاف العدائيات والدخول في تفاوض يؤمن للشعب السلام وللبلاد أن تسير في طريق البناء فمرحبا وأهلا وسهلا وسيكتب التاريخ أنه كان قائدا عظيما”.

واوردت تقارير نقلا عن مصادر أن خروج البرهان من المخبأ والحصار الذي ضرب عليه طوال الشهور الماضية تم بناء على مبادرة من البرهان، عن طريق وسيط، يطلب من فولكر بيرثيس رئيس البعثة الأممية وود لباد أن يتواصل مع قيادة الدعم السريع للسماح له بالخروج من الحصار، وذلك لأنه منفتح على الاتفاق على وقف الحرب وفقا لمقتضيات منبر جدة. لكنه لن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة وهو في وضعية الحصار، لأنه يريد أن يحقق هدفين قبل أن يكون جاهزا لوقف الحرب هما: السيطرة على قيادة الجيش بدلا عن الاسلاميين، وأن يتخلص من سيطرة الاسلاميين على الجيش وعليه هو شخصيا.

واعتبر مراقبون خروج البرهان من القيادة الى وادي سيدنا أمر هام جدًا وله ما بعده في مسار الحرب، اذ من الواضح أن صفقة ما قد أبرمت بين البرهان وحميدتي تسمح للبرهان بالخروج من القيادة والوصول سالمًا إلى وادي سيدنا، مشيرين الى أنه من غير المعقول وغير الممكن إطلاقًا أن يستطيع الخروج من القيادة، ويعبر الى أم درمان دون معرفة الدعم السريع بتحركاته، مبينين ان وجود البرهان في وادي سيدنا سيمكنه من مغادرة البلاد في أي وقت، مستشهدين على ذلك بإشارات في حديث البرهان، من بينها عدم ايراده لسيرة حميدتي او الدعم او التمرد نهائيا، قدر ما تركز حديثه بانهم لم يسعوا إلى القتال، وتوقعوا ان يكون أول خطاب للبرهان بعد ظهوره عن إيقاف الحرب والحل السياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى