• برأيي هذا الإتفاق إذا -سُمِح له أن ينفَّذ- فسيكون هو (النفّاج) الوحيد المتاح الذي يتم فتحه الآن في النفق المظلم..
• ربما سيعارضه -بإستحياء- (بعضهم) إما لأسباب (التمترس) المعروفة المعلنة، أو لأسباب أخرى معروفة ولكنها مواربة كون هذا النفاج شارك في فتحه شمس الدين الكباشي !! ولكنه في كل حال (نفَّاجٌ) جيد ووحيد ومعقول.. ونسأل الله أن يسمحوا له بالتنفيذ..
• ستظهر لهم مشكلة على الفور وهي أن الإغاثات، في حال التنفيذ، ستتدفق على مناطق قبائل (الحوازمة) المتداخلة مع النوبة جغرافياً وعرقياً وتاريخياً، وهؤلاء، أي الحوازمة، بنظر كيزان الجيش هم من حواضن الجنجويد التي أصبحوا يضربونها خبطَ عشواء، وعلنياً وبالمكشوف، خاصة في دارفور، فكيف سيتجاوزون هذه المُعضلة؟! ننتظر ونرى..
• والمشكلة أعلاه، هي مشكلة في بطنها مشكلة (كذلك) وهي أن وصول الإغاثة إلى النوبة المستهدفة بمشروع الإتفاق سيجبر الإغاثة على المرور بمناطق سيطرة الدعم السريع، وهؤلاء ترفض الحكومة (مجرد الجلوس معهم) حتى يخرجوا من (بيوت المواطنين ومن الأعيان المدنية) فماذا ستفعل الحكومة بعد أن جعلت هذه الجملة بين معكوفتين قرآناً مقدساً لا يأتيه التنازل لا من بين يديه ولا من خلفه ؟! أيضاً ننتظر ونرى !!
• أعتقد أنه إذا تم فتح هذا (النفاج) فعلاً فسيكون تمريناً جيداً للحكومة (لتتحمل) التنازل عن (المكابرة) التي تتلبَّسها في مسألة الجلوس مع (مليشيا ) الجنجويد !!
وستكون لها تمريناً جيداً كذلك لتتحمل أن شخصاً آخر مثل الكباشي هو من يبرم إتفاقاً نافذاً عجز عنه آخرون (غيره) ..
والأهم من هذا وذاك، سيكون التمرين جيداً للحكومة لتحمُّل إرهاق وحرج مفاوضات جدة التي تتطلب الجلوس مع الدعم السريع برغم عدم تنفيذهم الجملة القرآنية (الخروج من بيوت المواطنين والأعيان المدنية)!!
(*) كاتب واكاديمي