يُعيش السُودانيون في العاصمة الخرطوم وضعًا أقل مايُوصف بانه ” مأساوي ” للغاية. ففي ظل إنعدام المواد الغذائية في الأسواق والمتاجر والتحديات البروقراطية التي أعاقت وصول المُساعدات الإنسانية للسُكان بات شبح الجُوع يُلوح في الدولة التي كانت تُسمى ” سلة غذاء ” العالم.
يقول المهندس أحمد إبراهيم الذي يسكُن أم درمان الفتيحاب وهو أب لطِفلين إن الحياة في منطقة الفتيحاب المتاخمة لسلاح المهندسين تشهد صعوبة بالغة في الحصول على الغذاء بسبب الحصار الذي فرضته قوات ” الدعم السريع ” على المنطقة منذُ 3 أشهر. وأضاف ان أغلب الأسواق والمحال التجارية أُغلقت أبوابها بسبب شُح المواد الغذائية. وذكر ان أغلب المواطنين يذهبون إلى سوق ” صالحة ” جنوب الفتيحاب للحصول على المواد الغذائية رغم المخاطر الأمنية في الشوارع.
ومنذُ 4 أشهر فرضت قوات ” الدعم السريع ” حصارًا على منطقة الفتيحاب جنوب أم درمان الأمر الذي أدى لإنعدام سُبل الحياة في المنطقة.
و أشار أحد العاملين في الحقل الإنساني إن لجنة أحياء منطقة الفتيحاب ظلت تُشارك الطعام في الحي مثل ” الضرا ” وهي عادة اجتماعية درج السُودانيون القِيام بها في شهر رمضان تجسّيدًا للتراحم والكرم.
ومضى قائلًا : ” ليس أمامنا خيار سوى التكاتف فالاوضاع في المنطقة أضحت ” سيئة ” للغاية و هناك بعض الأُسر ليس لديها ماتُسد به رِمق جوع أبنائها.
من جهتها قالت إحدى العاملات في المجال الإنساني في مدينة أم درمان شمال إنهُن يُقمن بطهي ” البليلة ” في المدارس ويوزعنها على الاُسر – لان أغلب سُكان المنطقة لايملكون السيولة النقدية لِشراء المواد الغذائية.
وفي بيت المال بأم درمان القديمة أصبح مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين ” تِكيّة ” يُقدم 3 وجبات يوميًا لسُكان المناطق المُتاخمة لأحياء أم درمان القديمة. حيث أصبح المسيد مكانًا مفتوحًا للجميع يوفر لهم الأطعمة والعلاج والمأوى.
نصف سُكان السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان إن هناك (25) مليون شخص بحاجة عاجلة للمساعدات الإنسانية.
و ذكر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام للصحافيين قبل أشهرٍ مضت: “يحتاج اليوم 25 مليون شخص – أي أكثر من نصف سكان السودان – لمساعدات إنسانية وللحماية”، موضحًا أن هذا العدد “هو أكبر عدد” يحتاج لمساعدات إنسانية تسجّله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق.
ففي موازاة ذلك ناشد مسؤول برنامج الأغذية العالمي طرفي الصراع السماح للبرنامج بالوصول الآمن إلى المناطق التي وصفها بأنها “في حاجة ماسة للمساعدات خاصة الخرطوم وكردفان ودارفور”.