Uncategorizedبيانات

كبح القلم واغتيال الحقيقة .. جرائم وانتهاكات أطراف الصراع في السودان ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية

(*) نقابة الصحفيين السودانيين (بيان)

خلّفت الحرب التي تدخل عامها الثاني في السودان انتهاكات جسيمة ضد الصحفيين والصحفيات وصلت إلى مرحلة القتل ، والاعتقال التعسفي ، والاحتجاز القسري ، والتضييق عليهم ، والتنكيل بهم ، والتشهير وتخوينهم البعض منهم بموالاة طرف على آخر.

ولم تتوقف موجة الإنتهاكات من قبل اطراف الصراع بحقهم فحسب ؛ بل إمتدت إلى تدمير البنية التحتية الإعلامية ، و احتلال بعض المقرات ، ونهبها.

وإزاء كل هذه الإنتهاكات التي أُرتكبت ضد الصحفيين والصحفيات في السودان تورد (مشاوير) تقريراً مفصلًا لـ«نقابة الصحفيين السودانيين» يوثق الجرائم والإنتهاكات التي أرتكبت من قبل أطراف الصراع في السودان ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية:

 

اكملت الحرب في السودان عامها الأول وكانت أول الطلقات التي أصابت جسد الوطن موجهة الى الصحفيين ووسائل الإعلام، لتصبح الحقيقة أول الضحايا في حرب قالت نقابة الصحفيين السودانيين فيها كلمتها قبل أن تتفجر بساعات )ليلة السبت 14 أبريل( عندما دعت الاجسام النقابية في دارها بالخرطوم وأصدرت بياناً مشتركاً فحواه )لا للانزلاق في الحرب(. ولم يكن شعار “لا للحرب” الذي تبنته نقابة الصحفيين السودانيين مجرد موقف فحسب بل هو إيمان بان الحرب جريمة وأن استمرارها وبال على الوطن بشعبه ومؤسساته وتاريخه وحضارته وأرضه وسيادته، فكانت نقابة الصحفيين حاضرة في كل المبادرات والتحالفات المدنية التي تهدف إلى ايقاف الحرب وتحقيق

السلام. 

عام على الحرب اتسم بتسارع وتيرة الانتهاكات وازديادها على جميع الأصعدة في معظم ولايات السودان، ابتداء من جريمة القتل التي ارتكبت بحق صحفيين وصحفيات. فمنذ الوهلة الاولى تحولت وسائل الاعلام بكافة اشكالها الى اهداف مشروعة لطرفي الصراع وخرجت الصحف والمؤسسات الاعلامية من سوق العمل منذ اليوم الأول والتي تقع غالبيتها في مناطق الاشتباك في محيط المنطقة العسكرية فوجد معظم الصحفيين أنفسهم بلا عمل وأغلبيتهم لم يستلموا مستحقاتهم خلال فترة الحرب الأمر الذي أدى إلى هجر الصحفيين لمهنة الصحافة وفقد نحو ألف صحفي وصحفية عملهم أي بنسبة تفوق ال50% وتوجهوا للعمل في مهن اخرى للإيفاء بمتطلبات الحياة. منذ بدء القتال في منتصف ابريل من العام الماضي واجهت الصحافة السودانية عواصف هوجاء كادت تزلزل اركانها. 90% من البنى التحتية للإعلام دُمرت أو نهبت. وأدى اغلاق الصحف ووسائل الاعلام الى غياب الاعلام المهني واغتيلت الحقيقة بغياب المعلومات والأخبار ذات المصداقية وتراجعت وفقاً لذلك التغطيات الملتزمة بقواعد واخلاقيات المهنة لصالح الاعلام الحربي والأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة والدعاية السياسية التي وجدت المجال واسعاً لانتشارها، الى جانب احتكار طرفي الصراع للمعلومات وبث معلومات مفبركة خاضعة للآلة الاعلامية للحرب. وتفشت نتيجة لذلك الخطابات الضارة. ومما لا شك فيه، فإن حماية الحق في نقل المعلومات وتلقيها وفي حرية التعبير، ينطوي على مسؤولية جسيمة ذات صلة بمكافحة الشائعات والمعلومات الزائفة والدعاية الضارة، ومكافحة أي محتوى يثير الكراهية والتمييز بين أفراد المجتمع ومكوناته المختلفة، أو يشوه صورة أي شخص طبيعي أو اعتباري. غير أن هذه المسؤولية لم تعد تقتصر على الصحفيين في ظل السيولة العالية التي باتت ترتبط بتدفق المعلومات في مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجمل الفضاء

الإلكتروني. 

 

بينما الصعوبة الأكبر التي تفاقمت وتنامت ازاءنا وعمقت تعقيدات العمل الصحفي في التغطية الميدانية وفي توافر المعلومات لعمليتي الرصد والتوثيق، هي جريمة قطع شبكات اتصال الهواتف النقالة وخدمة الانترنت عن معظم ولايات السودان )ولايات دارفور الخمس وثلاث ولايات بكردفان وأربع ولايات بوسط السودان( ما جعل أكثر من 80% من ولايات السودان خارج التغطية تماماً، وهذا أدى إلى تعتيم كامل لما يحدث من جرائم وانتهاكات. 

كما ان هنالك صحفيين فقدنا التواصل معهم منذ شهور ولا نعلم ماهو المصير الذي يواجههم. في ظل الاشتباكات العنيفة وأعمال السلب والنهب التي انتشرت في عدد من الولايات جراء الحرب تعرض العاملون في الإعلام لتهديدات جدية وعانى المشتغلون بالمهنة صنوفا من الانتهاكات المروعة قتلا وتشريدا وسجنا واعتقالا ومطاردة وهدماً للمباني واعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، مما يثير مخاوف بأن هناك استهدافا ممنهجا للصحفيين والصحفيات وممتلكاتهم. 

 

وحذرت نقابة الصحفيين في بياناتها المتكررة من خطورة استهداف المدنيين عامة والإعلاميين خاصة، ومن تدمير الإرث الثقافي والإعلامي للسودانيين وتحويل المؤسسات المدنية إلى ثكنات عسكرية. وكان من الحتمي مع كل التضييق الأمني والاستهداف المستمر الذي فرض على الصحفي انكار هويته الصحفية، بعد أن تحولت مهنة الصحافة الى مهنة خطيرة ترقى لمستوى الجريمة لدى طرفي الصراع على حد سواء، اللذين تبارا في التضييق والتنكيل على المشتغلين بالمهنة وتوالت حملات التشهير والتخوين والتشكيك التي طالت اعدادا من الصحفيين تتهمهم بالموالاة لأحد طرفي الصراع مع ضعف الدعم والحماية والمناصرة، كل ذلك جعل من الحتمي أن تتشرد أعداد كبيرة من الصحفيين والصحفيات، بنزوحهم إلى المناطق الآمنة داخل السودان والمكوث في دور الإيواء التي تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة ما جعل من الصعوبة بمكان قيام الصحفي بمهامه المهنية. وبعضهم لجأ عبر الحدود إلى خارج السودان في ظروف بالغة السوء وفي كثير من الاحيان غادر الصحفيون السودان بطرق غير مشروعة بعد تعرضهم للاستهدافات المستمرة ما أثر بشكل مباشر على استقرارهم المهني. 

وفي خضم ذلك يعيش الصحفيون والصحفيات في غرب السودان أوضاعاً أشد سوءاً خاصة في المناطق التي تشتد فيها المعارك والاشتباكات مع انقطاع كامل لخدمات الاتصال والانترنت لأكثر من 7 شهور. وعلى الرغم من ان الصراع القائم في السودان الآن، هو صراع بين الجيش والدعم السريع إلا ان الوضع في دارفور عموماً وفي الجنينة بولاية غرب دارفور على وجه الخصوص مختلف جداً إذ ظلت المنطقة طوال فترة ما قبل الحرب تعيش صراعاً قبليا عالي الوتيرةً.. وعقب اندلاع حرب 15 أبريل عاشت ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة أحداثا قبلية مؤسفة أدت إلى قتل و نزوح آلاف الأسر . ويواجه الصحفيون والصحفيات الذين فروا من الحرب وويلاتها بولاية غرب دارفور عبر الحدود إلى دولة تشاد ظروفا بالغة الصعوبة ابتداء من قطع عشرات الأميال سيرا على الأقدام نحو الحدود التشادية والمكوث في معسكرات النزوح على الرغم من الإعياء والمرض دون توفر الرعاية الصحية والطبية المطلوبة، علاوة على أن معظم الفارين قد فقدوا أفراداً من أسرهم وفلذات أكبادهم أثناء الصراع.

 ويستعرض هذا التقرير الانتهاكات التي تم رصدها وتوثيقها منذ بداية الحرب على الصحفيين ووسائل الاعلام بما في ذلك معلومات تفصيلية عن أوضاع المؤسسات الاعلامية قي السودان. وبلغ مجمل الانتهاكات التي رصدتها سكرتارية الحريات خلال عام الحرب أكثر من )393( حالة انتهاك مباشرة وهي مصنفة وموثقة بحسب طبيعة كل انتهاك.

التهديدات العامة

تعرض عدد من الصحفيين والصحفيات أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين للتهديد بالقتل عبر مكالمات هاتفية ورسائل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.

• تابعنا ظهور قوائم مجهولة المصدر، تضم أسماء صحفيين وصحفيات، تلك القوائم

تصنف أولئك الصحفيين والصحفيات بالعمل لصالح أحد طرفي الصراع الدامي في نهج يمكن أن يعرض حياة تلك الأسماء لمخاطر محتملة، وقد تعرض بالفعل بعض ممن وردت أسماؤهم في تلك القوائم لاتصالات تتوعدهم بالتصفية الجسدية حال

انجلاء القتال.

• ظلت السلطات في ولاية الجزيرة بوسط السودان تمنع الصحفيين والصحفيات من

ممارسة عملهم في تغطية الأحداث ومنعهم بالقوة من التصوير في الشارع العام، وفي مراكز إيواء نازحي الحرب قبل أن تتراجع وتسمح لهم بالتغطية بشرط التصديق. وواجه عدد من الصحفيين صعوبات كبيرة في سبيل الحصول على تصديق من السلطات المختصة في ولاية الجزيرة للسماح لهم بمزاولة العمل الصحفي داخل

حدود الولاية قبل أن يحصل بعضهم عليه.

• اتهامات وشتائم تطال نقيب الصحفيين عبد المنعم ابو ادريس وعدداً من الصحفيين؛

وتصف نقابة الصحفيين بأنها نقابة )البوكو( وأنها تدير وترعى اجتماعات لعضوية النقابة لدمغ القوات المسلحة بفرية الانتهاكات ضد المواطنين وأنهم يستغلون المساحات الاعلامية المتوافرة لهم لعمل حملة إعلامية ضد الجيش، وهي اتهامات

خطيرة لتحريض الأمن والاستخبارات على الصحفيين ونقابتهم. منتصف سبتمبر

• ظهور كيان صحفي يسمي نفسه (صحفيون من أجل الكرامة) ويعلن دعمه لأحد طرفي

الصراع في السودان ويؤكد انه سيوحد الخطاب الإعلامي في المحطات الاذاعية والتلفزيونية المحلية لدعم قوات الجيش.

• تحويل مباني الإذاعة والتلفزيون إلى معتقلاتٍ، الأمر الذي ضاعف خطورة تدمير أو

إتلاف ارشيفٍ يقترب عمره من المئة عام، ويُمثّلُ إرثا سياسياً ، وثقافياً ، واجتماعياً ، للأمة السودانية جميعها.

• أصدر والي الولاية الشمالية عابدين عوض الله قرار بمنع وحظر أي نشر بأي من

الوسائط أو وسائل الاتصال المختلفة لأي معلومات أو أخبار تتعلق بالقوات النظامية، أو تحركاتها أو حكومة الولاية أو أي من أجهزتها أو وحداتها المختلفة دون الرجوع للجهات المختصة بأمانة الحكومة أو الأجهزة النظامية المختلفة وكل من يخالف أحكام هذا الأمر عن طريق ارتكاب الفعل أو التحريض أو المعاونة أو التداول أو النشر يعاقب بالسجن لمدة لاتتجاوز الخمس سنوات والغرامة التي لاتتجاوز)2،000،000 ج( وفي حالة تكرار المخالفة تضاعف العقوبة وفي حالة ثبوت استخدام أي وسيلة من وسائل النقل أو غيرها في إرتكاب أي من الافعال المحظورة الواردة في هذا الأمر تتم مصادرة الوسيلة أو غيرها لصالح وزارة المالية والقوى العاملة بالولاية الشمالية.

• الإذاعة السودانية وتلفزيون السودان اللذين عاودا البث من مدينة بورتسودان يسيطر

عليهما خطاب داعم لاستمرار الحرب، تتحكم فيه قوات الجيش وتعمل فيها كوادر صحفية محسوبة على فلول النظام السابق ما يشكل انتهاكاً صارخاً لمهنية الاعلام وللحربات الصحفية.

• صدور قرار من وزير الثقافة والاعلام السوداني باغلاق ثلاثة مكاتب اخبارية هي

العربية والحدث واسكاي نيوز عربية.

الاعتداء على منازل الصحفيين

• لا يمضي يوم من أيام الحرب إلا تعرضت منازل الصحفيين إلى المداهمة وعمليات النهب واتلاف للممتلكات وبعضها تم تحويله إلى سكنات عسكرية. وبلغ عدد المنازل التي تمت استباحتها ما لا يقل عن 100 منزل.

• اهمها منزل البروفيسور علي شمو وزير الثقافة والإعلام السابق ، مدير الإذاعة

والتلفزيون وأستاذ الإعلام بالجامعات السودانية الذي تعرض إلى الاقتحام ثلاث مرات من قبل قوات الدعم السريع التي قامت بطردهم من المنزل وتنفيذ عمليات نهب وسرقة للمنزل والسيارات في مايو. ونبهت نقابة الصحفيين في بيان إلى خطورة ذلك نسبة إلى أن مكتبة البروفيسور علي شمو، تحتوي على إرث تاريخي ضخم يتمثل في الوثائق والصور التي توثق مراحل مهمة لتاريخ السودان عامة ولتاريخ عمله الإعلامي

الذي يشكل رصيدا مهما للأجيال القادمة.

• وتم اقتحام منازل كل من عبد المنعم أبو ادريس نقيب الصحفيين وإنعام النور آدم

بمدينة الجنينة وأحمد فضل بالخرطوم بحري والصحفي والباحث عادل أحمد إبراهيم وصديق عبدالله ومحمد أمين يس وأحمد يونس ومحمد أزهري وهبة عبدالقادر محمود ومحمد لطيف وعضو المكتب التنفيذي طاهر المعتصم وعثمان فضل الله وعوضية سليمان والجيلي بشير وإسراء زين العابدين ووجدي الكردي و

الأستاذ معتصم فضل وشمس الدين الأمين وفاطمة علي وحافظ الخير ورحاب عمر وسمية سيد وحنان الطيب وعضو المكتب التنفيذي نهى كرار ومحيي الدين جبريل ونوال شنان وعضو المكتب التنفيذي لبنى عبد الله وخالد عبد العزيز وخالد عويس وعلوية مختار ونازك شمام وهنادي عبد اللطيف وعفراء فتح الرحمن وايمان حبيب الله ومزدلفة عثمان وماجدة حسن بالمعمورة وعبد الرحمن فاروق ببيت المال وخالد التيجاني وعلاء الدين موسى وسامي الشناوي بالصحافة وعضو المكتب التنفيذي إيمان فضل السيد ببري ومنتصر أحمد النور وابتسام كمال ببري وأمل شبو بالدروشاب ومحمد عبد الله يعقوب بالصوفة غرب امدرمان وعمر محمد آدم والحاج أحمد المصطفى بالعشرة ووصال بدوي بمدينة الجنينة وعائشة السماني بشرق النيل وعرفة خواجة بمدينة الجنينة غرب دارفور وياسر عبدالله بحي الحلفايا ببحري والإذاعي عبدالقيوم عشميق وحمد الطاهر وعز العرب محمد سليمان بحي أركويت بالخرطوم وإسلام عبد الرحمن بحي العباسية بامدرمان وحاتم الكناني ببري والأستاذ عمر الجزلي وبهاء الدين عيسى والمصمم الصحفي محمد بابكر بالفتيحاب وعضو المكتب التنفيذي هانم آدم بشمبات ببحري وعضو المكتب التنفيذي نضال عجيب بامتداد ناصر والإذاعي مجدي علي حسب الدائم بأمبدة وحاتم الكناني بالدروشاب ومحمد محمدو بامدرمان وسماح طه ومحمد نور الدين وأماني أبو فطين وعضو المكتب التنفيذي طارق عثمان وطارق أبو شورة، امبلة النور بامبدة، صلاح الدين أبكر محمد تعرض منزله للاقتحام والنهب ثلاث مرات بمدينة نيالا ولاية جنوب دارفور ونوال شنان، ومحمد محمد عثمان وحنان بلة بامدرمان وانعام آدم بحي الأزهري بالخرطوم وعبد الرحمن العاجب بمنطقة الصالحة جنوب امدرمان، وليد النور زكريا بمنطقة امبدة بامدرمان، علي طارق العرش بولاية سنار مدينة سنجة.

خاتمة

نحن في نقابة الصحفيين تقلقنا عدة استفهامات أهمها كيف نجد حماية للصحفيين والصحفيات من الاستهداف الذي يتعرضون له من قبل طرفي الصراع؟ كيف يمكن السيطرة على خطاب الكراهية المتفاقم جراء الحرب، وكيف يمكن تدارك مخاطر التقسيم القبلي والجهوي الذي يمكن أن يتسبب فيه هذا الخطاب؟ كيف نوجد صحافة نزيهة ومهنية في ظل ظروف الحرب بعد أن أغلقت غالبية المؤسسات؟ كيف تداوى الانتهاكات المروعة والعنف الذي مورس بحق الصحفيين والمدنيين عموما!؟ وكيف يتم الإصلاح القانوني

وتتحقق العدالة ويتحقق مبدأ عدم الإفلات من العقاب؟ 

وفي الختام ندعو جميع الصحفيين السودانيين للاستيقاظ والانتباه لخطورة تفشي خطاب الكراهية والأثر المدمر لذلك على واقعنا السياسي والاجتماعي، والتمسك في عملهم بميثاق الشرف الصحفي الذي قامت عليه النقابة، وأن يكون ذلك هو أكبر همهم أثناء مزاولتهم لعملهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى