لاجئون سودانيون ينقلون ثقافة المطبخ والأزياء والعطور إلى مجتمعات دول الجوار الأفريقي
نيروبي - منهاج حمدي
مع إطالة أمد الحرب بين الجيش وقوات “الدعم السريع” والتي أكملت عامها الأول، اضطر آلاف السودانيين اللاجئين في دول الجوار الأفريقي للبحث عن مصادر رزق من أجل التغلب على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية القاسية في دول مثل مصر وأوغندا وكينيا وكذلك إثيوبيا وتشاد.
واستطاع كثيرون الانخراط في سوق العمل، إذ تمكنوا من نقل ثقافة المطبخ السوداني وكل الأطعمة الشعبية إلى المجتمعات المصرية والأوغندية والكينية، فضلاً عن الجاليات السودانية في الدول المذكورة، وافتتح عدد من الشباب عدة مطاعم ظل روادها في تزايد مستمر.
أعمال متنوعة
نجحت سودانيات في اقتحام سوق العمل بقوة، وأصبح لهن متاجر لبيع الثياب والحقائب والملبوسات والأكسسوارات والعطور السودانية المختلفة، كما انتشرت مخابز تصنع الخبز السوداني بشكل واسع في دول مثل مصر وكينيا، ويعمل فيها شباب شردتهم حرب الخرطوم.
مشروع رائد
سلوى مبارك التي اختارت دولة كينيا مقراً للجوء، قالت لـ (مشاوير) إن “أسرتها استقرت في نيروبي ولم تتوقع أن تتمدد رقعة الحرب وتستمر لفترة طويلة، وكنا نأمل في العودة إلى الخرطوم بعد أسابيع أو شهر على أقل تقدير.
وتضيف : في ظل ارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية وضرورة توفير أموال لشراء الاحتياجات الأساسية، كان لا بد من التفكير في إيجاد دخل يمكننا من الإيفاء بمتطلبات الحياة اليومية.
وتابعت : استطعت بمعاونة بعض السودانيين الموجودين في كينيا دخول سوق العمل، وأنشأت متجراً لبيع الثياب والعطور بكافة أنواعها، وكل ما يلزم المرأة السودانية، وبمرور الوقت وجدت الفكرة القبول والنجاح من السيدات اللاتي استقر بهن الحال في نيروبي.
أكلات شعبية
كلتوم المهدي التي كان لديها مطعم في مدينة أم درمان، نقلت تجربتها إلى مصر بافتتاح مطعم للأكلات الشعبية السودانية، تقدم فيه “العصيدة والكسرة والبامية والباكمبا”.
وعن ذلك تقول لـ (مشاوير) إن الوجبات التي تقدمها تمتاز بالبساطة وقلة الكلفة، إذ تصنع من المواد المحلية، وفي الآونة الأخيرة زاد الإقبال عليها بصورة ملحوظة، كونها صحية وزهيدة الثمن وطبيعية خالية من أية مواد ومحسنات أو أسمدة.
وتضيف : هذا العمل بات مصدر رزق جيد بالنسبة ليَّ، ويزداد زبائني في كل يوم، ونجحت في توفير حاجاتي اليومية لي ولأسرتي دون الدخول في مشكلات تتعلق بالاستدانة من أي شخص.
مخبز سوداني
خضر النور، افتتح مخبزا لصنع الخبز السوداني في مصر، ونجح في كسب عدد كبير من الزبائن خصوصا السودانيين الموجودين في المنطقة القريبة من المخبز.
يشير في حديثه لـ (مشاوير) إلى أن كثيرا من السودانيين انخرطوا بسرعة في سوق العمل بدول الجوار الأفريقي من أجل توفير احتياجات أسرهم، لا سيما بعد إطالة أمد الحرب وعدم وجود أفق للحل في الوقت الحالي.
ولفت إلى أنه ومع مرور الوقت تغير نمط حياة كثيرا اقتصادياً واجتماعياً.