تقارير

التدمير طال معظم المعالم الحضرية في العاصمة – الخرطوم لم تعد مدينة تصلح للعيش بسبب حرائق الحرب

دخلت الحرب في السودان شهرها، وهي تحبو على جمر المعاناة، وتحولت العاصمة الخرطوم إلى حطامٍ تميزه هياكل ركام البنايات والمعالم الحضرية، بفعل آلة الحرب التي دمرت كل البنية التحتية والمؤسسات الحكومية والجامعات وأفقرت المواطنين وسردتهم في الداخل والخارج، لتكتب حرب منتصف أبريل نهاية الحياة في السودان عمومًا .

وتفاقمت أزمة المدنيين مع امتداد الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لتشمل معظم ولايات البلاد عدا قِلة منها في وسط السودان وشماله وشرقه .

نهب وتدمير المؤسسات

منذُ بداية الصراع المسلح بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تركزت الهجمات العسكرية التي كانت تستهدف قوات الدعم السريع على مطار الخرطوم ليتم تدميره بالكامل . ثم خاضت القوتان صراعًا مسلحًا في القيادة العامة للجيش نتج عنه تدميرها أيضًا . ولم يسلم القصر الرئاسي الجديد من التدمير إضافة إلى وزارة المعادن والعدل وهيئة المواصفات والمقاييس وبرج النيل للبترول علاوة على نهب وتخريب كل البنوك التجارية والحكومية ، وكل المناطق الصناعية الكائنة في مدينة بحري شمال العاصمة الخرطوم ومخازنها.

وشمل التدمير قطاعٍ وأسع من خطوط نقل وتوزيع الكهرباء ، ومحطات تنقية المياه لاسيما قطاع بحري . وتعرضت اغلب الجسور في الخرطوم لتلف نتيجة تعرضها للقصف، ولحق الضرر بمباني الإذاعة والتلفزيون التي تعرضت للقصف . وتم تدمير كل المستشفيات الحكومية والخاصة تقريبا إضافة الى ونهبها . وتعرض قطاع الاتصال للتخريب .

ولم تسلم منازل المواطنين من النهب والتخريب حيث تعرض 80‎%‎ من المنازل للتدمير الكلي والجزئي ، علاوة على نهب المركبات العامة والخاصة والأسواق الرئيسية في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان التي تم نهبها وحرقها ونهب مخازنها .

تحديات عودة المواطنين إلى منازلهم

ما بين سندان حلم العودة ومطرقة انعدام سُبل الحياة في العاصمة الخرطوم يعيش الألاف السودانيين صراعًا نفسيًا متعاظما جراء آلة الحرب التي دمرت كل المنشاءت الحكومية والبنية التحتية والجامعات والمنازل في ظل تحديات جمة تنتظرهم حين عزموا العودة إلى ديارهم .

هل يُمكن ان نطلق على الخرطوم “مدينة أشباح حزينة ” ؟ ربما هو الوصف الأدق لحال العاصمة السودانية الخرطوم التي تغيرت شوارعها ومبانيها وخدماتها وبنيتها فضلًا إلى ان الأوضاع المعيشية ازدادت سوءًا جراء الحرب اللعينة فلم تعد ” الخرطوم ” تصلح للسكن بعد توقف الحرب لانعدام كل مقومات الحياة فيها .

الخير صالح عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى