حاولت إيجاد تعريف لما حدث ليلة الثلاثاء من هجوم علي تجمع للمدنيين من أسر شهداء معركة الكرامة من بينهم نساء وأطفال فلم أجد غير أنه هجوم إرهابي جبان يدل علي خسة فاعله ودناءته وعدم اتساق سلوكه مع قيم وأخلاق الشعب السوداني ،وبمقارنة بسيطة بما ظل يفعله الجيش في الأيام الماضية من هذا الشهر الفضيل بتجنبه الإعتداء علي تجمعات الإفطارات الرمضانية لبعض قادة المليشيا مع المواطنين رغم أنها كانت مرصودة وتم تصويرها بالمسيرات ستكتشف الفارق الأخلاقي بين هذا وذاك .
أعتقد أن هذا الفعل الإجرامي أكبر من قدرات المليشيا في التخطيط والتنفيذ خاصة أن التنفيذ قد تم في مدينة ليست للمليشيا فيها حواضن إجتماعية تؤي أفرادها وتمنحهم أمانا في الحركة والرصد والتخفي وعليه فإن للحاضنة السياسية للمليشيا دور كبير في هذه الجريمة وستكشف التحريات والتحقيقات صدق ماذكرت في مقبل الأيام .
والناظر لما يجري في ولاية الجزيرة من محاولات للحرية والتغيير لمسح عار المليشيا وتلميع وجهها الكالح والاجتهاد في نفي تهم الجرائم التي يرتكبونها في حق المدنيين العزل ومساعدة المليشيا ومشاركتها في تكوين إدارة مدنية تلوي عنق الحقيقة وتجبر المواطن بين النزوح الي المجهول أو الرضي بالذل والهوان ، الناظر الي كل ذلك سيعلم مدي إستعداد منسوبي قحت لإرتكاب أي جرم رفقة حليفتهم المليشيا في حق المواطنين مهما كانت نتائجه طالما أن ذلك من مطلوبات خطة الكفيل فلذلك فإن هذا العمل الإرهابي الإجرامي تم بشراكة بين الجنجويد وعملاء قحت و الكفيل الإماراتي .
المؤسف حقا فيما حدث هو حالة الفرح التي ارتسمت علي وجوه كل شركاء المليشيا من قوي قحت والتي فضحتها منشوراتهم في الميديا وكأن هذا الهجوم لم يتم في ولاية آمنه أوي إليها النازحون من كل بقاع السودان وعلي مدنيين عزل فيهم نساء وأطفال ، مهما بلغ بي سوء الظن في هذه الملة من منتسبي قحت ماكنت أظن أنهم بهذا السوء والدناءة والخسة وموت الضمير والبعد بفراسخ عن قيم وأخلاق السودانيين .
أعتقد أن الكفيل من خلال عملائه من قحت والمليشيا يهدف الي الآتي:
* خلق نوع من الفتنة بين الجيش ومناصريه من أبناء المقاومة الشعبية خاصة المنضويين تحت كتيبة البراء وأرادوا أن ينسبوا الهجوم للجيش واستندوا في ذلك علي خطاب الفريق الكباشي الأخير وهذا الإتهام تولي كبره القحاته في الميديا بعد لحظات قليلة من الهجوم وكذلك نشطاء الجنجويد علي رأسهم المجرم الربيع عبد المنعم وكان واضحا أن كل شئ معد له مسبقا
* خلق حاله من البلبلة والفتنة في ولاية نهر النيل ومحاولة جر السلطات والمواطنين لارتكاب حماقات تجاه المكونات الأخري الوافدة بسبب الحرب من غير أهل الولاية ولكن ماأعجبني حقا هو هذه الحكمة و العقلانية في سلوك السلطات والمواطنين وبذلك قد فوتوا علي الكفيل وربائبه فرصة الاصطياد في المياه العكرة.
* محاولة صرف الأنظار عن الهزائم المتلاحقة التي تتلقاها المليشيا وأعوانها في ولاية الخرطوم وأفواج الهاربين من الجزيره بعد تضييق الخناق من قبل الجيش حتي يحافظون علي معنويات ماتبقي من جنود المليشيا .
* أما مايلي الكفيل من هدف استراتيجي خاصة بعد رصد و ضرب كل إمداداته اللوجستية للمليشيا وكشف مخططاته فإنه يعول علي نشر حالة الرعب بين المواطنين والإيحاء للمجتمع الدولي بألا أمان للمواطن في أي شبر من السودان وعليه يجب وضع السودان تحت البند السابع والتدخل الأممي العسكري والضغط علي الجيش للقبول بمشروع للحل يشترط وجود ماتبقي من المليشيا وحليفتها قوي الحرية والتغيير في المشهد السياسي القادم .
* بالرغم من عظم المؤامرة وتعقيدات المصالح التي تجمع الشركاء فيها إلا أن صمود الجيش والمقاومة الشعبية وتلاحم قوي الكفاح المسلح جعل أمر حسم المعركة ممكنا وقريبا جدا ومانراه من جرائم ماهو إلا فرفرة مذبوح يلفظ أنفاسه الأخيرة .
(*) كاتب وصحفي