
في ظل الحرب الدائرة في السودان، تعاني العديد من الأسر من النزوح والفقر، لا سيما النساء والأطفال الذين يعدون الأكثر تضررًا من النزاعات المسلحة، وفي هذا السياق، تعد مدينة كسلا إحدى المدن التي استقبلت آلاف النازحين الهاربين من المعارك والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين. وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن نحو 190,000 نازح يتواجدون في ولاية كسلا وحدها، مما يعكس الحاجة الملحة لتوفير مساعدات إنسانية شاملة.
وفي هذه الظروف الحرجة، تعمل جمعية “نقطة ضوء”، التي تأسست في شرق السودان عام 2020 بمبادرة من ناشطات نسويات في حي المربعات بمدينة كسلا، على تقديم الدعم الإنساني للنازحين. وكانت بداية المبادرة في الأحياء الشعبية بمشاركة 350 امرأة عبر حملة لإصحاح البيئة والتوعية. كما أعربت الناشطة أمل فضل، مديرة المشاريع في الجمعية، عن أهمية الدور الذي تلعبه “نقطة ضوء”، موضحة: “قبل الحرب كنا نعمل على تدريب النساء حول التثقيف المدني والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن بعد اندلاع الحرب والنزوح الجماعي، قمنا بتدشين مشروع تمكين النازحات بالشراكة مع USAID، ونتطلع أيضًا للمشاركة مع اليونيسف في دعم التعليم”.
من جانبها، ناشدت الناشطة آمنة همت الجهات المعنية لدعم الجهود الإنسانية المبذولة، مشيرة إلى أن الجمعية تعمل حاليًا بالشراكة مع منظمة UN Woman على مشروع المساحات الآمنة للفتيات القاصرات داخل مراكز الإيواء، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في كسلا والمناطق الريفية المحيطة. وأضافت أن الجمعية قامت برصد عدة انتهاكات تعرض لها النازحون من مناطق النزاع، خصوصًا من ولاية الجزيرة، حيث تم تسجيل خمس حالات انتهاك لفتيات قاصرات، فضلًا عن توزيع حقائب الكرامة في دور الإيواء.
وفي سياق متصل، أعربت أمل فضل عن قلقها بشأن التحديات التي تواجه الجمعية، قائلة: “نواجه صعوبات كبيرة في معسكرات الإيواء، حيث تعمد بعض الأجهزة إلى إخفاء معلومات النازحين وأعدادهم، كما لا توجد قواعد بيانات دقيقة سوى التقارير الرسمية الصادرة عن الجهات الحكومية والمنظمات الدولية”؛ كما أكدت أن الجمعية تواجه عراقيل في التنقل بسبب القيود الأمنية المفروضة، مشيرة إلى أن الجهات الحكومية تشرف على تسجيل وحصر النازحين في المعسكرات، مما يحد من وصول المنظمات الإنسانية إلى جميع المحتاجين.