Uncategorizedأخبارتقاريرقضايا

وسط حياة قاسية.. وانتهاكات جسيمة ومؤشرات مجاعة.. وفسحة أمل

حياة الناس اليومية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع

 

تقرير – فريق مشاوير

 

يعيش السودانيون والسودانيات حياتهم اليومية في مناطق سيطرة الدعم السريع تحت سقوف متدنية، إلى شاقة، على مستوى الخدمات من صحة ومياه وكهرباء وغير ذلك من الخدمات الضرورية، مع غياب تام لخدمات التعليم، فضلا عن وضع أمني مضطرب يتراوح بين الخوف و”الشفشفة” – السرقة تحت تهديد السلاح – إضافة إلى القتل والاحتجاز خارج القانون مع تسجيل حالات اغتصاب في مناطق متعددة.

فريق (مشاوير) جمع افادات من مختلف مناطق سيطرة الدعم السريع، واستمرت عملية جمع الإفادات لاكثر من شهر بعضها وصلنا عبر وسائل الاتصال التقليدية والبعض الآخر من خلال رسائل عبر وسطاء او مقاطع صوتية – يحملها وسطاء من مدينة إلى أخرى بسبب انقطاع خدمات الإتصالات والانترنت- وأحيانا رسائل نصية، بمشاركة (12) صحافياً وصحافيةً من فريق (مشاوير) وداعميها.

وتضمت الافادات التعريف بالدور البارز الذي يقوم به شيوخ الطرق الصوفية والادارات الأهلية وبعض المنظمات المدنية وغرف الطوارئ ولجان التغيير، فضلا عن متطوعين عاملين في المجالات الصحية والتربوية ومتقاعدين من الجيش والشرطة، ويشكل هؤلاء شبكة خدمات شعبية شاملة تساعد الناس كثيرا في تدبير حياتهم اليومية ومواصلة العيش في ظل ظروف بالغة القسوة والصعوبة.

وكشفت التقرير ان اغلب المناطق الاي يسيطر عليها  الدعم السريع تشهد مؤشرات مجاعة لافتة، اضافة إلى انتهاكات جسيمة ونقص حاد في الدواء والخدمات الصحية والكهرباء والاتصالات والتعليم.

 

دارفور ساحة القتل والخوف والقلق

 

سادت حالة من القلق والمخاوف لدى السكان بعد سيطرة قوات “الدعم السريع” على أربع حاميات عسكرية في إقليم دارفور غربي البلاد، يأتي ذلك في ظل تعقيدات شائكة بين الدعم السريع والإدارات التنفيذية في الولايات التي تُسيطر عليها.

ويخشى كثير من المواطنين من تفاقم الأوضاع الإنسانية في تلك المناطق خلال الفترة القادمة خصوصاً مع استمرار الحرب ودون وجود أفق للحل في الوقت الحالي.

إلى ذلك فرض الواقع الجديد في إقليم دارفور وضعاً إنسانياً معقداً على السكان وأزمات متعددة منها عدم توافر المواد الغذائية والسيولة النقدية والدواء وارتفاع كلفة المعيشة.

غير أن الدور البارز لرجالات الطرق الصوفية والادارات الأهلية في انتزاع إلتزام من قيادات الدعم السريع بعدم القيام باي أعمال حربية أو تصفية حسابات تقود إلى هتك النسيج الاجتماعي يعد محمدة لهذه لادارات.

 

جهود مجتمعية

 

وفي السياق نشطت مبادرات فردية شبابية في مدينة نيالا ثاني أكبر المدن السودانية بعد الخرطوم، تهدف لمساعدة المواطنين، ونتيجة للجهود المجتمعية أعادت هذه المبادرات نبض الحياة للسكان لتبرز قيم التكافل التي ساعدت في عودة مقومات الحياة تدريجياً الى المدينة.

 

نيالا.. مبادرات أهلية

 

شهدت مدينة نيالا في الفترة من (15 أبريل إلى 26 أكتوبر) معارك ضارية بين الجيش وقوات “الدعم السريع” أسفرت لاحقاً عن سيطرة الأخيرة على المدينة بعد انسحاب القوات المسلحة من حامياتها العسكرية.

وبعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة برزت تحديات معيشية صعبة واجهت سُكان المدينة.

واعقب ذلك لقاء جماهيري لقائد ثاني الدعم السريع عبدالرحيم دقلو دعا فيه سُكان مدينة نيالا العودة إلى منازلهم متعهداً بتأمين المدينة. وتلى تلك الخطوة نشاط المبادرات الشبابية والمجتمعية لإعادة الحياة إلى نيالا تحت رعاية قادة من قوات “الدعم السريع”، وبالتوازي مع ذلك عقدت الحكومة التنفيذية بولاية جنوب دارفور برئاسة أمين الحكومة وعضوية مديري عموم الوزارات أول اجتماع لمجلس الوزراء منذُ بدء الحرب ناقش خطة مرحلية لتقديم الخدمات للمدنيين تشمل الماء والكهرباء والمساعدات الإنسانية بجانب الأمن.

 

مبادرات شبابية

 

في السياق يقول عضو مبادرة “نيالتنا” أيمن بريمة لـ (مشاوير) : مدنية نيالا استعادت أنفاسها المعيشية والخدمية والصحية بفضل المجهودات الشبابية التي قام بها أبناء الولاية في المجالات الصحية والخدمية والإنسانية، وكشف عن عودة غالبية المستشفيات إلى الخدمة، بخلاف مركز غسيل الكلى الذي لم يعمل حتى الآن.

من جانبه اعتبر عضو المبادرة الطبية الزبير أحمد عيسى أن “الكارثة الكبرى التي تواجه سكان المدنية تتمثل في القصف المتكرر بواسطة الطيران الحربي التابع للجيش على المساكن والمستشفيات.

وأشار في حديثه لـ (مشاوير) إلى أن “بعض المراكز الصحية تعرضت للقصف بواسطة الطيران بعد عودتها للعمل بصورة طبيعية. في الشأن ذاته أوضح التاجر محمد أحمد إبراهيم لـ (مشاوير) أن أسعار السلع الإستهلاكية شهدت إرتفاعا غير مسبوق في مدينة نيالا خاصة المواد الغذائية. وأرجع أسباب الزيادات غير المسبوقة إلى ندرة الوارد من محليات الولاية بسبب التردي الأمني الذي أثر سلبا على حركة البضائع الواردة.

 

الوضع الأمني

وحول الأوضاع الأمنية في إقليم دارفور شكل قائد قوات الدعم السريع في نوفمبر من العام الماضي لجنة لإدارة الولاية بقيادة صلاح الفوتي الذي وعد بسداد رواتب الشرطة مقابل عودتها إلى الخدمة. رغم تعرض عدد من المواطنين للاغتيال والاحتجاز إضافة إلى حالات سرقة لممتلكاتهم تحت تهديد السلاح.

 

الضعين.. وجهة النازحين

 

وفي مدينة الضعين شرق الإقليم التي أضحت مركزاً لإيواء للفارين من جحيم الحرب – فحالها يختلف كلياً عن مدينة نيالا من حيث الخدمات والاحوال الأمنية، وشهدت مدينة الضعين التي يعتبرها كثيرون تمثل حاضنة اجتماعية لقوات الدعم السريع __شهدت استقراراً كبيراً مقارنة بنيالا؛ لكنها واجهت تحديات معيشية صعبة بعد أن باتت وجهة نزوح لعدد كبير من المواطنين القادمين من مُدن نيالا والجنينة وزالنجي ؛ ولعبت المبادرات المجتمعية دوراً كبيراً في توفير الاحتياجات الضرورية للفارين من الحرب من نيالا والجنينة.

أما في ولاية وسط دارفور التي تخضع لسيطرة قوات “الدعم السريع” فيختلف الوضع تماماً عن باقي الولايات، وقد ولدت من رحم المعاناة مبادرة شبابية تسمى “اللجنة الشبابية لتسيير مهام الولاية”، وأعلنت عن تشكيل حكومة مصغرة تحت مسمى “دوائر” تتكون من دوائر قانونية وإنسانية واجتماعية لتقديم الخدمات الأساسية لمواطني المحلية.

وبحسب ما افاد به عضو اللجنة أحمد الطاهر الذي قال لـ (مشاوير) إن المبادرة نشطت نتيجة اجتماع بين مكونات المجتمع، نافياً وجود عناصر أو تأثير لقيادات قوات “الدعم السريع” فيها.

وأوضح أن اللجنة قامت بتوفير كل الخدمات الضرورية من صحة وتعليم وكهرباء إضافة إلى الأمن والسلام الاجتماعي بجانب معالجة أوضاع النازحين القدامى والجدد.

وكشف الناشط في العمل الطوعى والإنساني محمد مختار في حديثه لـ (مشاوير) عن عودة أقسام الشرطة للعمل؛ بجانب فتح الأسواق والطرق التجارية للاستفادة من خيارات جلب البضائع من الدول المجاورة.

 

الجنينة.. الجرح النازف

 

مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور تُدار شؤون الولاية عن طريق نائب الوالي المُقرب من قوات “الدعم السريع” والذي خلف خميس عبدالله أبكر الذي لقى مصرعه في أحداث المدينة.

بدوره نفى أحد أعضاء مبادرة “كلنا الجنينة”، وجود أي تنسيق أو تعاون بينهم وقيادات الدعم السريع، لافتاً إلى أن المبادرة تبلورت فكرتها من قبل أبناء الولاية بمختلف تخصصاتهم، فمنهم الأطباء والمهندسون والمعماريون وذلك من أجل إعادة مدينة الجنينة إلى سابق عهدها.  وقال : نحن نعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية التي تصل الولاية عبر تشاد ونقوم بتوزيع المعونات الغذائية والأدوية للنازحين في مراكز الإيواء بالتنسيق مع المنظمات والشرطة وقوات “الدعم السريع”، مؤكداً وجود محاكم طوارئ تكونت من قبل حكومة الولاية من أجل محاكمة المُتفلتين ومرتكبي الجرائم.

وفي هذا الصدد رأى المحامي علي خميس أن “وجود أي جسم لإدارة مناطق سيطرة” الدعم السريع” في دارفور خارج النظام المؤسسي للدولة يعتبر غير شرعي.

 

شظايا الأزمات في الجزيرة

 

في الموازاة؛ تشهد ولاية الجزيرة التي سيطرت عليها قوات “الدعم السريع”، في ديسمبر الماضي أزمات إنسانية معقدة .

تقول مواطنة من مدينة الحصاحيصا فضلت حجب اسمها لـ (مشاوير) إن الأوضاع في المدينة غير مستقرة أمنياً، واحياناً نسمع أصوات الرصاص بالقرب من منازلنا، وهناك انتشار واسع لقوات “الدعم السريع” داخل الاحياء.

وأضافت : هناك ندرة في المواد الغذائية الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الإستهلاكية، ونضطر في كثير من الأحيان لشراء مواد غذائية منتهية الصلاحية ونكتشف ذلك لاحقاً.

وتابعت : الحياة المعيشية صعبة للغاية مع ندرة بعض السلع الغذائية، ولفتت إلى أن الاشتباكات المسلحة توقفت، وتبدو الحياة شبه عادية، بينما تزداد أصوات الرصاص في الفترة المسائية.

مدينة الحصاحيصا هي الأخرى تعيش في حالة هدوء تام خال من السكان الا القليل في الاسواق.. و اغلاق تام للصيدليات والمستشفيات و المحلات التجارية التي كانت منتعشة بعد قدوم تجار الخرطوم إليها بعد نكبة العاصمة القومية.. وشارع مدني الممتد الى الخرطوم في استراحة تامة من ازدحام الشاحنات و الجامبو واللواري؛ فهو في سكون من الحركة.. والكوبري الذي يصل الحصاحيصا برفاعة تسير فيه عربات الكارو بحصينها و الحمير باطمئنان تام.

منطقة طابت تعاني جفافا في السلع الواردة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مداخل و مخارج المنطقة.. مما جعل التجار يحجمون عن الدخول او المرور عبر ها خوفا من مصادرة البضائع او المواد التي يحملونها؛ كذلك اصحاب عربات النقل يرفضون و يتحاشون هذه المناطق خوفا على العربات من الحجز او المصادرة..

اما عن القرى المحيطة فلم يرحمها مقاتلو الدعم من سرقة العربات عنوة واقتدارا بأمر السلاح؛ و لا يستطيع مواطن اعزل مهما اوتى من قوة مقاومة التهديد بالسلاح..

وفي وصف لافراد من هذه الجهات ان كل القرى تعرضت للنهب و السلب من العربات للابقار والاغنام وكل ما يسعونه حتى الفراخ..

ولم تسلم النساء من فقدان لصيغتهن من الذهب من غوايش وسلاسل وختم و حلقان حتى من الطفلات الصغيرات..

وروت احداهن أن قريتها يسكنها تجار كبار لم يتركوا لهم سيارة.. وفي احصائية فقدت هذه القرية أكثر من (60) عربة..و كلها كما ذكرت بحالة ممتازة..

وفي هذه القرى المنكوبة لا توجد وسائل نقل و لا يتحركون الا بعربات الكارو او على الارجل(كداري) إذ اختفت كل وسائل النقل التي كانت تزحم المواقف. .

وفي رفاعة قال مواطنون تحدثوا لمنصة (مشاوير) – واشترطوا عدم نشر اسماءهم لأسباب أمنية – قالو أن قوات «الدعم السريع» تقوم بعمليات إقتحام المنازل بحجة البحث عن سلاح غير ان العمليات تنتهي بسرقة المنازل الخالية من سكانها ، اضافة إلى إعتداءاتها على المواطنين. واشاروا إلى إستمرار إنقطاع التيار الكهربائي لاسابيع، بالإضافة إلى إرتفاع أسعار السلع الاساسية بصورة جنونية بمعدل يفوق السبع أضعاف وصل سعر لوح الثلج إلى (50) جنيهًا.

وذكر المواطنون أن أكبر الأزمات تمثلت في تحكم قوات الدعم السريع بالنقد والتحويلات ، وفرض ضرائب إضافية على المواطنين ، اضافة إلى فرض ضرائب على البصات السفرية ما ادى لإرتفاع اسعار تذاكر السفر، فضلا عن  تحكمها في المواد البترولية التي تبيعها باسعار مضاعفة، ويفاقم شُح الادوية المنقذة للحياة ، وادوية الامراض المزمنة من الازمة الصحية التي تعيشها المنطقة التي تتالت بعد تلف الادوية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي  اضافة إلى توقف اغلب المستشفيات الرئيسية عن العمل.

ونأتي لشرق مدينة ود مدني فهى خاوية وخالية من السكان.. الا في بعض المناطق و تشهد نقاط تفتيش و ارتكازات كثيرة و متقاربة.

سوء شديد تعيشه قرى الجزيرة بالتحديد منطقة طابت؛ هكذا بدأت مواطنة حديثها مع (مشاوير) مشيرة الى ان الدعم يحيط بالقرى حولها وانشأ ارتكازات على المدخل؛ فالداخل تصادر بضاعتو و اموالو.. و إذا كنت تقود عربة تصبح رهينة حتى تسدد و تدفع المطلوب وهذا بالمليارات لتحرر سيارتك!! اهل القرى يعيشون رعبا حقيقيا.. مع ضيق العيش و الوارد من السلع التموينية والغذائية و غياب تام للاتصالات لاكثر من شهر؛ فهناك من يعتمد على التحويل عبرها؛ خاصة الوافدين من الخرطوم و مدني و الأبيض.

وفي مدينة الهلالية التي سيطرت عليها قوات “الدعم السريع”، أشار أحد المواطنين إلى أنهم اختاروا التعامل مع الدعم السريع بعد اجتماعات واسعة بين أهالي المنطقة، واثمرت تلك الجهود عن إعادة الوقود الذي تم نهبه من قبل أفراد قوات الدعم السريع من مستشفى الكلي الذي ظل يعمل بانتظام وشهد (18) حالة جلسة غسيل.

وأوضح انه تم ابلاغهم بفتح الأسواق والمراكز التجارية بالمنطقة. وأشار إلى أن الاجتماعات مع قادة الدعم السريع اثمرت عن تشكيل لجنة شبابية في كل حي لحفظ السلام والأمن بمعاونة أفراد منهم وبفضل تلك الجهود باتت مدينة الهلالية مستقرة من كل النواحي سواء الأمنية أو المعيشية أو الاقتصادية.

 

نزوح جماعي من الدلنج

 

تمددت الحرب لتصل نيرانها إلى مدينة الدلنج ثاني أكبر مدينة في جنوب كردفان ، وشهدت صراعا إثنيا وقبليا بين النوبة والعرب بعد سنوات طويلة من التعايش السلمي والتسامح والتآخي والإلفة.

وتسللت مجموعة من قوات القائد كافي طيارة – وهو قائد.منشق من الحركة الشعبية – إلى الدلنج واشتبك مع قوات من الدعم السريع هاجمت المدينة من الناحية الشمالية، وشهدت عروس الجبال معارك عسكرية بين الجيش والقوة المهاجمة وتمكن من صد الهجمات، وأثر ذلك هاجمت مجموعات إثنية منازل عرب الحوازمة في أحياء المعاصر والمطار وأبوزيد التي تقع في الجزء الغربي للمدينة.

ونزح آلاف المواطنين إلى محلية القوز وتوزعوا في المدارس، بينما اختار آخرون مدينة الأبيض وجهة للنزوح.

يقول أحد العاملين في الحقل الإنساني لـ (مشاوير) إن المعارك العسكرية التي شهدتها مدينة هبيلا مطلع يناير الماضي أسفرت عن نزوح آلاف المدنيين إلى داخل مدينة الدلنج إضافة إلى نازحي مدينة لقاوة. وكشف عن شُح كبير في المواد الغذائية إضافة إلى نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة نتيجة الحصار المفروض من قوات الدعم السريع على مدينة الدلنج، مما ضاعف معاناة النازحين وسكان المدينة على حد سواء.

وأكد شاهد عيان فضل عدم ذكر اسمه لـ(مشاوير) أن قوات الدعم السريع اختطفت عدداً من النساء عندما دخلت المدينة في يناير الماضي، غير ان مبادرة قادها رجال الادارة الاهلية نجحت في إطلاق سراحهن لاحقاً.

وقال مواطنون إن تصفيات عرقية حدثت بحق سبعة من أبناء شاد وعدد من أبناء الكواليب من بينهم أسرى من الشرطة بالمدينة، فيما افاد مصدر آخر لـ(مشاوير) أن نحو (20) ألف نازح في المدينة يعيشون تحت وطأة أزمة إنسانية حرجة للغاية.

 

بابنوسة.. تحت الحصار

هاجمت قوات “الدعم السريع” مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان مطلع يناير الماضي، واستهدفت قيادة الفرقة (22) مشاة، إذ خاضت معارك ضارية مع الجيش السوداني الذي صد الهجمات على مقاره العسكرية.

وأدت المعارك إلى فرار مئات السُكان من المدينة إلى مدن الفولة والمجلد التي تبعد نحو (33) كلم عن مدينة بابنوسة. ويقول أحد مواطني مدينة بابنوسة ويدعى أحمد الطيب إن اعدادا كبيرة من المواطنين فروا إلى مدينة الفولة عقب تصاعد القتال.

وأشار إلى أن “الإحصائية الأولية لضحايا الاشتباكات بين الطرفين تجاوز المئة قتيل و هناك عدد من المفقودين بينهم أطفال ونساء”.

وتُعيش مدينة بابنوسة حالياً اوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد جراء العُنف المسلح الذي شهدته الولاية مطلع يناير الماضي، وتابع الطيب :”الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المدنية أدت إلى تدمير أغلب منازل المواطنين، فيما ابدى المهندس السر محمد مخاوفه من تدمير يطال المدينة ذات الموقع الاستراتيجي الرابط بين ولايات كردفان ودارفور.

من جهته أشار أحد الناشطين في العمل الطوعي لـ(مشاوير) إلى أن الحصار يطبق على المدينة ويتوقع الهجوم عليها تحت أي لحظة لأن المعارك العسكرية لم تُحسم بعد في ظل ضبابية الأوضاع حول ادعاء كل طرف فرض سيطرته على المدينة، وحذر أحد السكان – فضل حجب اسمه – من خطورة إنفجار الإقليم تحت أي لحظة نتيجة للتعدد الإثني والقبلي في المدينة.

وتقطن إقليم غرب كردفان أكثر من (20) مجموعة إثنية، وكشف عن تقاسم الجيش وقوات “الدعم السريع” السيطرة على مدينة بابنوسة.

 

المجلد: تفاقم المعاناة

أما في مدينة المجلد التي لم تشهد أي تحركات عسكرية منذُ اندلاع الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع بفضل جهود الإدارات الاهلية التي قامت بإبرام إتفاق داخلي بين طرفي الصراع فإنها لازالت تُعاني من مشاكل حدودية في منطقة “أبيي” المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

يقول على المشهور بـ”الدولار” من مواطني مدينة المجلد إن الوضع حتى الآن يشهد استقراراً امنياً كبيراً بفضل جهود الإدارات الأهلية في المنطقة التي قررت إحتواء أي تحرك عسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع.

في نوفمبر من العام الماضي شهدت مدينة المجلد مواجهات عسكرية إثر هجوم نفذه الدعم السريع على حامية عسكرية بالقُرب من السكة الحديد، أدى إلى إصابة عدد كبير من المدنيين وأفراد الجيش.

لاحقاً، سيطرت قوات الدعم السريع على الحامية العسكرية التابعة للجيش السوداني بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين حول مقر الجيش قبل أن تسيطر عليه الدعم السريع. إضافة الى حقل بليلة النفطي الذي يبعد (55) كيلو مترا عن مدينة الفولة.

وكشف أحد الناشطين عن أزمة معيشية صعبة يعاني منها المدنيون في المدينة جراء إرتفاع أسعار السلع الاستهلاكية. وأضاف : سكان أحياء الجلابة والجبارات والصفاء والسوق والزريبة يعانون من إنعدام مياه الشرب نتيجة لتوقف المضخات.

 

أزمات في الأبيض والدبيبات

 

في ذات الجولة، تشهد مدينة الأبيض غرب الخرطوم استقراراً كبيراً، ونجح الجيش السوداني في صد هجوم الدعم السريع على مدى تسعة أشهر، وتعمل دواوين الحكومة بانتظام إلى جانب البنوك والأسواق، ويتم تنظيم أنشطة ثقافية وفنية ورياضية بصورة مستمرة.

ويقول المواطن أشرف حمد لـ (مشاوير) إن “هناك استقرارا أمنيا شبه كامل إلا من بعض التفلتات المحدودة في أحياء محددة، وأضاف : أحداث مدينة ود مدني بولاية الجزيرة أثرت بصورة واضحة على حركة البضائع والسلع الاستهلاكية واحدثت ندرة في المواد الغذائية الأمر الذي ضاعف الأسعار لمعدلات غير مسبوقة. ولفت إلى أن “الموظفين في القطاعين العام والخاص أكثر الفئات التي تعاني الأمرين لعدم صرف الرواتب لأكثر من تسعة أشهر.

في السياق تشهد مدينة الدبيبات حالة من الاستقرار بعد توقف القصف الجوي على المدينة، لكن حركة النزوح المستمرة من مدينة الدلنج زادت  أزمات محلية القوز التي تشهد ضغطا سكانيا كبيرا.

ويقول المواطن عمر هارون لـ (مشاوير) إن حركة النزوح أدت لندرة في السلع والخدمات، وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار السلع والبضائع. وأشار إلى أن الوضع الأمني يشهد في كثير من الأحيان تفلتات وعمليات سلب ونهب خصوصا في الفترة المسائية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى