Uncategorized

حمدوك في كلمة بمناسبة ذكرى اكتوبر: حرب ابربل ادت الى طمس تاريخ وهوية الشعب

متابعات _ مشاوير

اعتبر د. عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية تقدم أن حرب 15 أبريل ادت الى طمس تاريخ وهوية شعب كريم ابي ذو هوية متجذرة تعود الي الاف السنين، وقال حمدوك في كلمة في ذكري ثورة أكتوبر المجيدة: “ظل موقفنا الثابت والراسخ هو ان الدم السوداني غال وعزير في كل شبر من ارض الوطن وظل همنا هو صون كرامة انسان السودان. لذا سلكنا وسنسلك كل درب يمكن ان يوصلنا الي الغاية المتمثلة في الايقاف الفوري للحرب وضرورة المحافظة على وحدة البلاد وإيجاد خطة اسعافيه عاجله لمعالجة الآثار المدمرة التي لحقت بالأرض والانسان”.

وتورد (مشاوير) فيما يلي نص كلمة د. حمدوك

 

كلمة الدكتور عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة:

حول الأوضاع الراهنة ورؤية تقدم للخروج من الازمة

بسم الله الرحمن الرحيم

في البدء التحية للشهداء والتحية للجرحى والتحية للثكالى والارامل والمفقودين، التحية لليتامى والتحية لكل من فقد عزيزا في هذه الحرب المدمرة. التحية لكم جميعا أبناء وبنات وطني الأعزاء.

نخاطبكم اليوم وبلادنا تشهد نزيف دم ودمار غير مسبوق امتد زهاء العامين، في حرب لم تترك لنا عزة ولا كرامه، بل تركت شعبا بأكمله بين مشرد ولاجئ ونازح تاركا وراءه بحارا من الدم وأحاديث يندي لها الجبين من القتل والسحل وقطع الرؤوس وبقر البطون والاغتصاب والتجويع الممنهج والقتل بسبب الهوية والجهة. ورغم كل الذي حدث لازال هنالك من يسعى لإشعال المزيد من الحرائق وصب المزيد من الزيت على النار وبث الفتنه والتشجيع والتحريض على قتل المزيد من الأنفس وتدمير ما تبقى من بني تحتية. ورغم بعض الاستجابة التي نقدرها من الاسرة الدولية، لكن تبقي الكثير جدا الذي بالإمكان فعله لإيقاف هذا الدمار.

الشعب السوداني الصابر

ان ما يحدث للسودان اليوم هو بلا شك محاولة لطمس تاريخ وهوية شعب كريم ابي ذو هوية متجذرة تعود الي الاف السنين. قد ظل الشعب السوداني منذ أن نال استقلاله يرفض القهر والذل ثائرا ضد كل الدكتاتوريات مطالبا بالحرية والديموقراطية والعيش الكريم مقدما في سبيل ذلك مئات الالاف، بل الملايين من الشهداء.

لقد كانت ثورة أكتوبر 1964 التي نتنسم ذكراها اليوم من أبرز المحطات النضالية المشرقة تلتها انتفاضة أبريل 1985 ثم كانت ثورة ديسمبر 2018 التي جاءت لتؤكد اصرار الاجيال المختلفة على السير في هذا الدرب مهما كانت التضحيات وان شعبا بهذا الاصرار لن تنكسر عزيمته ولن يتراجع عن مشروع التحرر والانعتاق مهما فعلت به قوي الظلام ومن يقف خلفها.

ابناء وبنات وطني الكرام

لقد ظل موقفنا الثابت والراسخ هو ان الدم السوداني غال وعزير في كل شبر من ارض الوطن وظل همنا هو صون كرامة انسان السودان. لذا سلكنا وسنسلك كل درب يمكن ان يوصلنا الي الغاية المتمثلة في الايقاف الفوري للحرب وضرورة المحافظة على وحدة البلاد وإيجاد خطة اسعافيه عاجله لمعالجة الآثار المدمرة التي لحقت بالأرض والانسان.

ابناء وبنات وطني الأعزاء

في ذكرى ثورة أكتوبر وبعد مرور ستين عاما لازال الاحرار من بنات وأبناء السودان يستميتون في سبيل تحقيق حلمهم الكبير في بناء وطن حر، ديمقراطي، موحد يسع الجميع ويحترم تنوعهم ويحترم انسانيتهم ويوفر لهم العيش الكريم على ظهر هذه الأرض المعطاءة.

ولم نكتفي نحن في تنسيقية القوي الديموقراطية المدنية (تقدم) بتبيين موقفنا الرافض للحرب والمدافع عن حق كل سوداني في العيش الكريم، بل وضعنا مشروعا كاملا لبناء السودان الحلم. وبينا رؤيتنا لكيفية وقف الحرب واعادة المسار الديموقراطي. وكانت أبرز مرتكزات هذه الرؤية:

أولا: –

ان الازمة السودانية، أزمة معقده لا يمكن حلها عبر المنهج الاختزالي القاصر الذي يري الحرب الحالية على كونها حرب جنرالين، فلابد لمن يبحث عن حل مستدام ان ينظر في جذورا لازمة ويتعمق في فهم الأسباب التي حولت البلاد الي مسرح دائم للصراع المسلح منذ فجر الاستقلال في العام 1956

ثانيا: –

ان مسؤولية الوقف الفوري للحرب تقع على عاتق السودانيين وهم الأجدر والأدري بالأسباب الحقيقية لتفجر هذه الصراعات، وهذا لا ينفي الدور العظيم المرجو من الأصدقاء والأشقاء، في المحيط الإقليمي والايقاد والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة وكل الأسرة الدولية والشعوب المحبة للسلام. الامل ان تقوم هذه الأطراف بالضغط الحقيقي على الشقين المتحاربين لوقف نزيف الدم والعودة الي المسار التفاوضي.

اننا في هذا الصدد نعيد ونؤكد قناعتنا ان هذه الحرب لن تحل بالبندقية ولن ينتصر فيها أحد مهما طال امدها وان مائدة التفاوض هي المكان الوحيد الذي يسمح بحلها.

 كما نعيد تذكرينا للمجتمع الإقليمي والدولي ان البلاد ظلت في حالة فراغ دستوري كامل إذ لا توجد حكومة شرعيه في السودان منذ انقلاب الخامس والعشرون من اكتوبر 2021 وان إعطاء شرعيه لحكومة الأمر الواقع لن يساعد أبدا على إيجاد حل لهذه الحرب.

ثالثا:-

ضرورة بناء جبهه مدنيه تضم أوسع طيف من القوي المدنية التي تؤمن بالوطن وتؤمن بالسلام وتنبذ الحرب وتؤمن بسودان الحرية والسلام والعدالة والحكم المدني الديموقراطي.

رابعا:-

نرى ان الحل المستدام للازمة السودانية لن يتأتى الا بوضع خطة شامله تخاطب الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحرب وتوضح معالم الرؤية المستقبلية لما بعد الحرب، ولذلك لابد من تصميم عمليه سياسيه موحده، ذات مسارات متعددة تعمل في ان واحد في وقف العدائيات، و معالجة الأزمة الإنسانية والحوار السياسي وإعادة البناء وانشاء آلية مراقبة على الأرض تراقب الخروقات من الأطراف المتصارعة.

خامسا: –

ان أولى خطوات إعادة البناء الاجتماعي والسياسي والسلمي للوطن هو بناء منظومة عدليه متكاملة تضع البلاد في مسار سيادة حكم القانون وتضع كل من أجرم في حق الوطن والمواطن امام العدالة وتعمل بجد لأنهاء واقع الافلات من العقاب الذي شجع متعطشي الدماء المهوسين الي ارتكاب كل هذه الفظائع في حق الشعب السوداني المسالم.

أيها الشعب السوداني الكريم

في الختام يظل عهدنا لكم ومعكم ان نظل أوفياء لهذا الوطن ولدماء شهدائه الذين ارتقوا في معارك الدفاع عن الحرية والسلام والعدالة والذين هتفوا بمختلف اللغات واللهجات والألسن منادين بالسودان الوطن الواحد والذين جعلوا شعارات العدالة واحترام التنوع نغمة ترددها الاجيال، جيلا بعد جيل.

نعاهدكم على الا نحيد عن هذا الدرب ونحن نستلهم الذكري الستين لثورة أكتوبر المجيدة والتي غرست فينا حب الوطن والاستعداد الدائم للتضحية بأغلى ما نملك في سبيل ذلك. ونحن موقنون انه لقريب ذلك اليوم الذي سوف تنتصر فيه ارادة الانسان السوداني الحر كي يبني مجتمع الحرية والسلام والعدالة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى