(47) مليون دولار مساعدات أمريكية بالتزامن مع جلسة مجلس الامن الطارئة بشأن مخاطر الأمن الغذائي بسبب الحرب
نيويورك - مشاوير
اعلنت الولايات المتحدة الأمريكية التبرع بمبلغ (47) مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة للسودان ودل جوار السودان لمواجهة تداعيات الحرب التي تشهدها البلاد منذ 15 أبريل من العام الماضي.
وفي موازاة ذلك عقد مجلس الامن الدولي اليوم (الأربعاء) جلسة احاطة بشأن مخاطر الامن الغذائي في السودان وكان الدول الأعضاء الجدد في مجلس الامن الدولي وهم سيراليون ، وغانا ، وسويسرا ، وسلوفينيا طلبوا المجلس عقد جلسة لمناقشة مخاطر الامن الغذائي في السودان جراء تصاعد معدلات الجوع في الدولة التي تعيش حربًا ضروسًا منذُ منتصف أبريل من العام الماضي.
وانعقد الاجتماع على خلفية ارسال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مذكرة إلى المجلس بشأن إنعدام الامن الغذائي في السودان. وأكد المكتب ان مايقارب (18) مليون شخص في جميع انحاء السودان يواجهون حاليًا إنعدام الامن الغذائي الحاد.
فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية مجلس الامن وفقًا للقرار «2724» حث الأطراف المتصارعة في السودان ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما طالبت واشنطن الأطراف المتصارعة في السودان الشروع في مفاوضات مباشرة ووقف الاعمال العدائية ، إذ لايمكن تخفيف الأزمة الإنسانية إذا لم تعالج المسبب الجذري للحرب.
وقالت السفيرة الأمريكية لدي الأمم المتحدة ليندا توماس خلال تقديم إيجاز لمجلس الامن الدولي بشان المخاطر على الامن الغذائي في السودان«ان الشعب السوداني يحتاج إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وبدون عوائق ، وهو بحاجة إلى ان يحصل ذلك بشكل فوري.وكما سمعنا لتونا يعاني 18 مليون نسمة من انعدام الامن الغذائي الحاد وسيعاني العديد منهم من انعدام الامن الغذائي الكارثي في الأشهر المقبلة اذا لم يحصلوا على مساعدات إنسانية عاجلة».
وأكدت ليندا توماس ان افراد من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب في السودان. مطالبةً الأطراف بحماية المدنيين بكل نشط في كافة الظروف وإحترام حقوق الانسان والإمتثال لإلتزاماتهما بموجب القانون الدولي.
وحثت سفيرة الولايات المتحدة الامريكية لدى الأمم المتحدة القوى الإقليمية التي تدعم الأطراف السودانية بالسلاح التوقف بشكل فوري عن دعم الأطراف المتصارعة ، موضحةً بان الأمم المتحدة تفرض حظرًا ملزمًا على الأسلحة في دارفور. وطالبت بانهاء الصراع وإغاثة الشعب السوداني بشكل فوري إلى كل المدنيين المحتاجين بغض النظر عن أماكن تواجدهم ، وذلك لتجنب وقوع كارثة أكبر.
واضافت «نجدد في هذا الصدد دعوة طرفي الحرب السودانية إلى إعادة فتح كافة المعابر الحدودية مع تشاد على الفور وبشكل كامل للأغراض الإنسانية، وأهمها معبر أدري الحدودي. وأود أن أشير إلى أننا سمعنا اليوم أن السلطات السودانية قد تكون قد أعادت فتح هذا المعبر الحدودي، وهذه علامة جيدة إذا كان الخبر صحيحا، ولكن لا يمكن أن يكون لمرة واحدة. طرق الوصول البرية القليلة عبر الحدود من تشاد وجنوب السودان غير كافية بكل بساطة، وفتح الحدود مع تشاد بشكل كامل هو الخيار الوحيد لإتاحة تدفق كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية»
وطالبت مجلس الأمن اتخاذ إجراءات سريعة لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها والنظر في كافة السبل المتاحة، وبما في ذلك التفويض بآلية عبور عبر الحدود، في حال لم تتراجع القوات المسلحة السودانية عن قرارها بالحد من الوصول عبر الحدود بشكل عاجل.
وأشارت إلى ان المدنيين الذين ينتظرون المساعدات ليس وحدهم في خطر، بل أيضا من يسلمون تلك المساعدات يواجهون خطرًا على حياتهم.
وكشفت عن فقد عدد كبير من العاملين الإنسانيين حياتهم أثناء مساعدة من هم على شفير الهاوية، وقالت « لا ينبغي استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية أو مهاجمتهم أثناء محاولتهم تلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني، بل ينبغي حمايتهم»
وحثت الجهات المانحة الأخرى على زيادة تمويل الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة بشكل كبير، وقالت ان الولايات المتحدة هي أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية للاستجابة لما يحصل في السودان والدول المجاورة، وقد قدمنا أكثر من (968) مليون دولار منذ سبتمبر 2023. ولكن لم تتم تلبية أكثر من (5%) من نداء الأمم المتحدة الإنساني من أجل السودان، وهذا أمر غير مقبول. نبقى ملتزمين بمساعدة الشعب السوداني، ولكننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا.
واضافت «خلال زيارتي لمخيم أدري للاجئين التقيت بالنساء والأطفال الفارين من العنف في السودان. ولو تمكنت من رؤيتهم مرة أخرى اليوم، لقلت لهم إن المجتمع الدولي يبذل قصارى جهوده لإنهاء معاناة الشعب السوداني وإن العنف والجوع ينحسران وسيكون كل شيء على ما يرام»
وختمت «يتعين علينا القيام بالمزيد من أجل هؤلاء الذين التقيت بهم في تشاد ومن أجل ملايين السودانيين الذين يطلبون المساعدة. وعلينا القيام بذلك الآن».