الجيش السوداني يعلن استعادة السيطرة على مدينة ود مدني

مدني - مشاوير

أعلن الجيش السوداني، اليوم، تحرير مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، من قبضة قوات الدعم السريع، ويأتي هذا الانتصار بعد سلسلة من المعارك التي بدأت منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/ نيسان 2023. يعود الصراع إلى خلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، وهي خطة انتقالية مدعومة دوليًا تهدف إلى تحقيق الحكم المدني، غير أن الخلاف تطوّر إلى صراع مسلح أوقع آلاف القتلى وأدى إلى نزوح الملايين، مما تسبب في أزمة إنسانية شديدة امتدت إلى مختلف أنحاء البلاد.

سيطرة قوات الدعم السريع على ود مدني

خلال الشهور الأولى من الحرب، تركزت المعارك في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى متفرقة، ومع نهاية عام 2023، أعلنت قوات الدعم السريع في ديسمبر سيطرتها على مدينة ود مدني، مما شكل ضربة كبيرة للجيش السوداني، تعتبر المدينة مركزًا اقتصاديًا وإداريًا في وسط السودان، وسيطرتها أحدثت موجة نزوح هائلة، حيث فر ما لا يقل عن 300 ألف شخص من ولاية الجزيرة، وفقًا لتقارير أممية.

استعادة السيطرة والاحتفالات الشعبية

بعد أسابيع من القتال العنيف، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على ود مدني، وأكد وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر أن القوات النظامية والقوات المستنفرة حققت هذا الانتصار المهم، مصحوبًا بنشر مقاطع مصورة عبر وسائل الإعلام الرسمية تُظهر القوات داخل المدينة، من جانبهم واستقبل السودانيون الخبر بفرحة كبيرة، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع في ود مدني ومدن أخرى للاحتفال، وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد للهتافات الوطنية التي تعكس آمال الشعب في انتهاء الصراع وعودة الاستقرار.

الأوضاع الإنسانية المتفاقمة

رغم هذا الانتصار، لا تزال الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب تشكل تحديًا كبيرًا. فقد تسبب الصراع في نزوح ملايين الأشخاص داخليًا، فيما لجأ الملايين الآخرون إلى الدول المجاورة، كما أدى الاقتتال إلى تدمير البنية التحتية الحيوية وتدهور الخدمات الأساسية، مما فاقم معاناة المدنيين.

دعوات دولية لإنهاء الصراع

وسط هذه التطورات، تتصاعد الدعوات الدولية إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات، المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان أعربت عن قلقها البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية والانتهاكات الموثقة ضد المدنيين، محذرة من أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى كوارث أكبر.

انعكاسات وتطلعات المستقبل

يرى مراقبون أن تحرير ود مدني يمثل نقطة تحول مهمة في مسار الصراع السوداني، لكنه لا يعني نهاية الأزمة، إذْ تتطلب المرحلة المقبلة جهودًا مكثفة لإعادة بناء ما دمرته الحرب وتحقيق المصالحة الوطنية، فضلًا عن ضمان عودة النازحين إلى ديارهم بأمان وإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف، يأمل السودانيون أن يشكل هذا الانتصار بداية عهد جديد من السلام والاستقرار.

أرقام الصراع

بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، فقد خلف الصراع منذ اندلاعه أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، غير أن دراسات بحثية أنجزتها جامعات أميركية قدّرت عدد القتلى بنحو 130 ألفًا، مما يعكس الحجم المأساوي للصراع وتأثيره على السودان وشعبه.

Exit mobile version