وصلت اليوم السبت 26 أبريل، بعد رحلة شاقة اتسمت بالصعوبات والمشاق. وعند وصولي إلى منطقة الطويلة، شاهدت بأم عيني حجم المعاناة التي يعيشها النازحون، وما يواجهونه من مآسٍ مؤلمة تفطر القلب، إضافة إلى الحاجة الملحة لتوفير جميع خدمات الطوارئ الضرورية لضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة الأساسية.
لقد أصبح من الضروري أن تقوم الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، إلى جانب المنظمات الإنسانية والجهات المانحة، بزيادة الدعم المالي والمساعدات العاجلة، لتلبية هذه الاحتياجات التي لا تحتمل التأجيل.
وخلال زيارتي، التقيت بعدد من عائلات الضحايا الذين تمكنوا بأعجوبة من النجاة من موت محقق، بعد أن فقدوا أحبائهم تحت وطأة ظروف الحرب القاسية. استمعت إلى قصصهم وشهاداتهم المؤلمة التي نقلت لي صورة الواقع كما هو، دون تزييف أو تجميل. حقيقة الأمر أن الوضع كان استثنائيا بكل معنى الكلمة، حيث جرى استخدام المدنيين الأبرياء دروعا بشرية في معارك لا ترحم.
إن معاناة الأطفال والنساء وكبار السن تفوق الوصف، وهي شاهد حي على بشاعة الجرائم التي ترتكب يوميا بحق الأبرياء. ومن المؤلم أن جميع أطراف النزاع تورطت في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خصوصا في مخيم زمزم، وأبو شوك، وأبوجا، والفاشر، والمناطق المحيطة بها.
هذه الحقائق المؤلمة لا يمكن إنكارها أو تجاوزها إلا من قبل أولئك الذين أعمى التعصب قلوبهم، وأغلقوا أعينهم عن رؤية معاناة شعوبهم، واختاروا طريق الإنكار والمكابرة بدلا من السعي لتحقيق السلام والعدل.
آدم رجال
المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين
البريد الالكتروني: rojaladam@gmail.com