أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبد الله، أن مدينة بورتسودان تعرّضت صباح اليوم لهجوم بطائرات مسيّرة انتحارية استهدفت قاعدة عثمان دقنة الجوية، ومستودعاً للبضائع، وعدداً من المنشآت المدنية.
وأوضح عبد الله أن “مضاداتنا الأرضية تصدت للهجوم، وتمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات”، مشيراً إلى أن بعض الطائرات تمكنت من الوصول إلى أهدافها، ما أسفر عن أضرار مادية محدودة. وأضاف: “أُصيب مخزن ذخيرة في قاعدة عثمان دقنة، ما أدى إلى حدوث انفجارات متفرقة، دون تسجيل أي إصابات بشرية”.
وقد أعرب الناطق باسم الجيش عن إدانته لما وصفه بـ”الاستهداف الغادر” لمنشآت مدنية وعسكرية في مدينة تُعدّ الملاذ الآمن لمؤسسات الدولة والمواطنين، مؤكداً أن القوات المسلحة تراقب الوضع عن كثب وسترد في الوقت والمكان المناسبين.
ورجّحت مصادر إعلامية متطابقة أن يكون هذا الهجوم بالطائرات المسيّرة على بورتسودان رداً على الضربة الجوية التي نفذها الجيش السوداني قبل يومين واستهدفت مطار نيالا، والذي يُعد من أهم القواعد التابعة لقوات الدعم السريع في إقليم دارفور، وأفادت تقارير صحفية، أن الغارة الجوية على مطار نيالا أسفرت عن تدمير مدرج الطائرات وبعض التجهيزات العسكرية.
خلفية الصراع
يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين في العاصمة الخرطوم وامتدت إلى مدن أخرى، إثر خلافات حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، وبعد سلسلة من المحاولات الفاشلة للوساطة، انهارت مفاوضات السلام في عدد من المنابر الدولية، مما دفع بالأطراف إلى تصعيد العمليات العسكرية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة كسلاح استراتيجي جديد.
وقد تحولت مدينة بورتسودان إلى مقر مؤقت للحكومة السودانية، منذ اندلاع الصراع، وتمتلك مطاراً مدنياً يعد المنفذ الوحيد للبلاد في ظل تصاعد الهجمات المتكررة بين الطرفين ما يجعل استهدافه للهجمات العسكرية، مجرد تحقيق مكاسب ميدانية ورمزية على حساب المدنيين ومؤسسات الدولة.