فتحت هذه المدينة الجميلة أبوابها للقادمين والفارين من الحرب، بكل كرم وأريحية
جاءتها كل أجهزة الدولة وبكل تفاصيلها، وجاءتها وفود السودانيين من كل أنحاء البلاد، رحبت بهم وحملتهم على رأسها، بمعنى الكلمة. فالكل يعلم أن هذه المدينة الصغيرة الجميلة تعاني من نقص الخدمات منذ سنوات طويلة، خدمات الكهرباء والمياه لم تعد تكفي المدينة وسكانها، رغم هذا استقبلت هذه الأعداد الكبيرة من الوافدين.
جاء العسكر والوزراء وتابعيهم وحاشيتهم وسماسرتهم ، استنزفوها ولم تجد هي ولا أبناؤها شيئا ولا من الفتات.
وها هي تستقبل الآن الموت والدمار والخراب، وربما يخرج الوزراء والمسؤولون ويتركونها تواجه كل هذا الدمار وتوابعه,
لماذا لم يفكروا في المآلات وما يمكن أن يحدث للمدينة وسكانها قبل أن يقدموا على أي خطوة…؟ لماذا حشدوا فيها كتائب وميليشيات وقوات مشتركة وفيها ما فيها أصلا من وحدات عسكرية كافية ومتنوعة.,,؟
أو ليس في فضاء السودان وصحاريه وبواديه الشاسعة ما يكفي من مساخات لمعسكرات الكتائب والميليشيات؟
بورتسودان مدينة خلقها الله للحب والمتعة والجمال، وليس للموت والدمار
بورتسودان هي المدينة التي أنجبت الكابلي وبازرعة وذكتور جريتلي وصالح الضي ومحمدية والطاهر حسيب، وهي التي احتضنت مصطفى سند والفاضل سعيد ومصطفى سيد أحمد
وهي حي العرب سوكرتا ,,جدو وطلب سوكرتا,,,,,و وكابتن قبرو وجابر سعيد
وهي شمس وقمر وجنقلي وبافلي…عندما كان الثغر بيلعب كورة
وهي هاشم بامكار وكابتن عبدو وكابتن عابدون وسودان لاين
وهي محمد البدوي وسيدي دوشكا وحيدر محمد عثملن “حيدر بورتسودان” وعادل مسلم وياسر إبراهيم والموسيقار حسام عبد السلام
هي النادي العالمي وجنة الشاطئ والسقالة ونادي شل
هي ديم عرب وديم مدينة وسكة حديد وترانسيت وكوريا وسلبونا وسلالاب
وستبقى بورتسودان كما أراد لها الله ، ملاذا لابنائها ولمن لاذ بها واحترم خياراتها وخصوصياتها
حفظ الله بورتسودان وأهلها.