الدبيبات .. مسرح انتهاكات متبادل لطرفي الحرب

مشاوير - تقرير - طيبة سرالله

ظلّت مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان تعيش في حالة هدوء حذر تحت سيطرت “الدعم السريع” الذي استولى عليها في يونيو 2023، وقد أفسح المجال للشّفشَافة والمتعاونين معه لنهب السوق المدينة ومتاجر السكّان ومنازلهم، ما دفع كثيراً من الأسر للنزوح إلى خارج المدينة.

ورغم النزوح الواسع من المدينة إلى القرى والمناطق المجاورة، ظلّت الدّبيبات تتعرّض

للانتهاكات والشّفشَفة باستمرار، وفقاً لإفادة عدد من السكّان الذين قالوا إنّ الشّفشَافة الذين يرتدون زي “الدعم السريع” ويتسلّحون بالأسلحة الخفيفة والرشاشة ظلّوا يقتحمون المنازل باستمرار ويستولون على ممتلكات الأسر تحت تهديد السلاح.

 

انتهاكات مستمرة 

وتعرضت المدينة لانتهاكات واسعة من قبل “الدعم السريع” والجيش الذي شن عدة غارات جوية عليها وأدى لمقتل عدد من المواطنين المدنيين.

ويقول شهود عيان من المدينة أنها تعرَّضت منذ بدء الحرب في الخرطوم قبل أكثر من عامين لطلعتين جويتين كانت آخرهما في فبراير الماضي، وبلغ عدد

الضحايا عشرات القتلى بينهم بعض أفراد أسرة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.

كذلك تعرّضت يوم 27 أبريل الماضي لضربٍ بمُسيَّرة قتلت خمسة أشخاص في سوق الوقود، ودمّرت عشرات المركبات التابعة للدعم السريع بجانب براميل الوقود.

 

أوضاع كارثية في القرى 

وفي يوم 28 أبريل تعرّضت قريتا أولاد يونس وحلة عبد المحمود الواقعتان على بعد أربعة كيلومترات من مدينة الدِّبيبات لاجتياحٍ مباغت من قِبل أفراد من الدعم السريع

يقودون دراجات نارية وثلاثة دفّارات. وقتلت القوة 8 مدنيين، منهم 5 من قرية الدِّبيبات أولاد يونس وهم، الطيب وأمام، وإسحاق إبراهيم قربة، وكمال حامد يونس، ومحمد عمر أبكر، وأبيا أزرق.

ومنذ سيطرة “الدعم السريع” عليها في يونيو 2023 ، ظلّت مدينة الدِّبيبات بولاية جنوب كردفان، مسرحاً للانتهاكات من قِبل طرفي الحرب، حيث شرعت “الدعم السريع”، التي سيطرت على معسكر طيبة التابع للجيش والقريب من المدينة، في القبض على بعض الأفراد بحجّة أنهم متعاونون مع الجيش. ووفقاً لإفادات السكّان، كان الأشخاص الذين يُقبض عليهم يُنكّل بهم وتُصادَر ممتلكاتهم الشخصية وهواتفهم والأموال التي يُعثَر عليها بطرفهم.

 

أزمات وسرقات 

لاحقاً شرعت الدعم السريع في فرض الجبايات على الأنشطة التجارية والمركبات السفرية والشاحنات، مستغلةً موقع المدينة على طريق الأسفلت الذي يربط بين عدد من الولايات.

يقول أحد السكّان إنّ جبايات “الدعم السريع” على الشاحنات وصلت إلى 10 ملايين جنيه سوداني في بعض الأوقات على الشاحنة الواحدة، أمّا مركبات نقل المواطنين فتراوحت رسوم عبورها ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف جنيه في بعض الأوقات.

وبحسب إفادات عدد من شهود عيان، أن القوة التي هاجمت المدينة الأسبوع الماضي نَهبت ممتلكات السكّان، وسرقت المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية والأغنام والمدّخرات المالية. 

وقال شهود عيان إنّ الهجوم جاء عقب استهداف مُسيَّرة لسوق البنزين بالدِّبيبات قبل يوم واحد من اجتياح المسلّحين للمنطقة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل واحتراق عدد من المركبات التابعة لقوات الدعم السريع.

وأكد الشهود إنّ القوة المهاجمة انتهَكت حقوق المدنيين العُزَّل، وأطلقت النار على كلّ من اعترضها أو حاول مقاومتها، ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين وإصابة واحد.

وتعاني المدينة والقرى التابعة لها من نقص حادّ في الخدمات وغلاء في أسعار المواد الاستهلاكية، وتوقّفت آخر العيادات التي كانت تعمل في المنطقة.

 وتوقَّع عددٌ من السكّان أن تخلو المدينة إذا استمرّت هجمات الدعم السريع عليها.

Exit mobile version