حرب السودان ترفع معدلات وفيات وانتهاكات الأطفال 

مشاوير - تقرير - نوح آدم هدو

في كل يوم من أيام الحرب تتفاقم أوضاع أطفال السودان نتيجة النزوح وتزايد الانتهاكات والقتل، ليس ذلك فحسب بل تأتي الأوبئة والأمراض لتكمل حلقات المأساة في مدن ومناطق عدة بالبلاد بظل أزمة في الدواء ونقص في الرعاية الصحية بسبب خروج أكثر من 70 في المئة من المستشفيات عن الخدمة. 

 ونتيجة لهذه الأوضاع حصد سوء التغذية أرواح الآلاف من اليافعين في مدن عديدة، فضلاً عن تعرض البنات الصغيرات إلى العنف الجنسي والاغتصاب والزواج المبكر أو القسري.

 

حالات سوء التغذية 

في هذا الصدد، أوضح وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم أن “معدل سوء التغذية الحاد وسط الأطفال بلغ 15 في المئة بينما يتطلب معدل ستة في المئة دخول المستشفيات لتلقي العلاج”.

وأشار إلى أن “زيادة حالات سوء التغذية لا ترتبط بالجوع فقط، بل بأمراض الأطفال وعدم الحصول على المياه النظيفة والتغذية السليمة، إذ يعاني اليافعون في المناطق التي ينتشر فيها سوء التغذية عدم الحصول على التطعيم والغذاء والخدمات الصحية”.

وأعلن إبراهيم ترتيبات لوزارة الصحة بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة لتنفيذ خطة لمعالجة سوء التغذية بكلفة تبلغ 471 مليون دولار، مؤكداً وجود 2249 مركزاً للتغذية العلاجية والطبية.

 

مجاعة ووفيات 

وعن أسباب تفشي سوء التغذية اعتبر طبيب الأطفال سامي فضل في حديثه لمنصة (مشاوير) أن “عدم وجود مستشفيات ومراكز صحية تقدم خدمات رعاية تكاملية تبدأ من النساء الحوامل وتستمر مع الأمومة والطفولة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة أسهم في تزايد الحالات والوفيات، وفي حال استمرار الحرب فإن الأوضاع الإنسانية ستنحدر نحو الكارثة”.

ونوه إلى أن “هناك حالات وفاة حدثت للأطفال في مراكز إيواء النزوح البعيدة عن مرافق الرعاية الصحية نتيجة تفشي الأمراض والأوبئة القاتلة، إضافة إلى شح الأدوية المنقذة للحياة.

وتابع : هناك مناطق تعيش أسوأ حالاتها من ناحية تردي الأوضاع الإنسانية من جوع ومرض وموت، إضافة إلى انهيار القطاع الصحي وخروج المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف المتبادل بين طرفي الصراع المسلح واستهداف الطواقم الطبية.

 

فقر وصدمات نفسية 

من جهته، قال الأمين العام للمجلس القومي للطفولة في السودان عبدالقادر الأمين أبو إن “نسبة مقدرة من الأطفال تصل إلى 87 في المئة هم تحت خط الفقر لم يجدوا حظهم من العون الإنساني الطوعي في ظروف الحرب من هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة”.

وأضاف أن “الأطفال الذين سلمهم الجيش السوداني إلى الصليب الأحمر وعددهم 30 طفلاً، بعد عملية الفحص تبين أن 13 منهم يعانون سوء تغذية وجفافاً شديداً، وتعرضوا لصدمات نفسية وهم بحاجة إلى رعاية طبية، وتم تسليمهم لولاية كسلا ويتلقون العناية الخاصة. 

وتعهد “أبو” بمتابعة المجلس المستمرة لملف الأطفال المجهولي الأبوين، وبذل الجهود كافة من أجل توفير الدعم لهذه الشريحة. 

 

إحصاءات صادمة 

إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أنه “خلال الحرب المستمرة في السودان منذ عامين ارتفع عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال بنسبة ألف في المئة”، مناشدة العالم عدم التخلي عن ملايين الأطفال المنكوبين. 

وسلطت “يونيسيف” في بيانها الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال، بما في ذلك تعرض أطفال للقتل والتشويه والاختطاف والتجنيد القسري والعنف الجنسي، مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات “ازدادت بنسبة ألف في المئة خلال عامين” وانتشرت في جميع أنحاء البلاد.

وأشارت إلى أن “عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح في السودان ارتفع من 150 حالة مؤكدة في عام 2022 إلى نحو 2776 حالة في عامي 2023 و2024، وكذلك فإن عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات ارتفع من 33 حالة تم التحقق منها في 2022 إلى 181 حالة في العامين الماضيين.

Exit mobile version