شمال دارفور تدفع ثمن الحرب .. نزوح ومئات حالات الاغتصاب 

تقرير - طيبة سر الله

منذ بدأ “الدعم السريع” حصاره المُحكم من جميع الجهات على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور عقب إعلان خروج القوات الحركات المسلحة (المشتركة) من الحياد واشتراكهم في الحرب طرف الجيش في سبتمبر ونوفمبر 2023، اشتدت وتيرته نزوح المواطنين من معسكرات أبوشوك وزمزم ومن مدينة الفاشر نحو مناطق سيطرت حركة عبد الواحد محمد نور بطويلة التابعة لجبل مرة.

وقد استقبلت محلية روكيرو، الواقعة شمال جبل مرّة وتبعد عن الفاشر حوالي 100 كيلومتراً في الجنوب الغربي منها، أكثر من 700 ألف نازحاً فارّاً من القتال الذي دار الفاشر ومعسكرات النازحين القريبة منها.

 

الحاجة إلى الخدمات 

ووفقاً لأدم رجال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين أن الفارين من القتال وصلوا إلى المنطقة، وجميعُهم في حاجة ماسّة إلى خدمات الطوارئ، بما في ذلك الغذاء والماء. ولا يزال تدفّق النازحين على المنطقة مستمرّاً وفقاً لمعلومات خص بها (تاق نيوز).

وقال أدم رجال أنّ معظم النازحين الذين وصلوا إلى المنطقة هم من النساء والأطفال والشيوخ، ويُواجهون مصيراً مجهولاً بعد أن تقطّعت بهم سُبل الحياة، ويَحتاجون على نحو عاجل إلى مياه الشرب والطعام، والدواء.

ووصل النازحون بعد بذلهم جهوداً مضنية، سيراً على الأقدام وعلى ظهور الدوابّ، ويُعانون من مصاعب عديدة بعد رحلة نزوح امتّدت لأيام، مؤكداً إنّ موجات النزوح الجماعي بأعداد كبيرة لا تزال مستمرة. 

ويعاني النازحون الذين وصلوا إلى مناطق سيطرة حركة عبد الواحد محمد نور آثار المضايقات والاعتداءات التي تعرّضوا لها، ووصل كثير منهم دون أي ممتلكات شخصية ولا أموال.

 

جوع وعطش 

وأكّد آدم رجال أنّ الغالبية منهم يعانون من الجوع والعطش والمرض، فضلاً عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي وقعت عليهم من قبل أطراف الحرب، وتشمل القتل المباشر، ومنعهم من مغادرة المعسكرات في وقت مناسب قبل اشتداد المعارك، وتجريدهم من ممتلكاتهم، وضربهم بالسياط، واحتجازهم، أو اتهامهم بالتعاون مع طرف أو أكثر من الأطراف المُتحاربة.

وقال مصدر بمحلية رُوكيرو، إنّ المجتمعات المحلية، والسُّلطة المدنية التابعة لحركة تحرير السودان، والمنظمات الخيرية على قِلّتها، تبذل جهوداً حثيثة لمساعدة الضحايا، واستقبال النازحين الجدد وتزويدهم بمياه الشرب، ونقل المرضى والجرحى لمراكز تلقي العلاج. 

 إلا أنّ الوضع في غاية الصعوبة، حيث لقي بعض النازحين حتفهم عطشاً وجوعاً ومرضاً وبالصدمات النفسية.

 

نزوح مستمر 

وبحسب رُجال، فإنّ النازحين قد وصلوا من مدينة الفاشر، ومعسكرات زمزم، وأبو شوك، وأبوجا، إضافة إلى شقرة وأم هجاليج، ومناطق أخرى حول الفاشر، وبعضهم عالقون في مناطق تماس الاقتتال بين شقرة، قولو، دبّة نورة، سلومات وحتى منطقة طويلة وبلغ عدد المعسكرات التي أنشِئَت في مناطق فُنقة وروكيرو وطويلة أكثر من 17 معسكراً. 

ويُتوقَّع أن يرتفع العدد في غضون الأيام المقبلة في ظلّ وصول مزيد من الفارّين من الموت.

وارتفعت وتيرة النزوح نحو مناطق سيطرت حركة عبد الواحد محمد نور في مارس الماضي بعد سيطرة قوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين، وقد أرتكب جنود الدعم السريع والمستنفرين في طرفه أبشع الانتهاكات في حقّ المدنيّين بالمعسكر، ما اضطرّ قرابة 400.000 شخص للنزوح إلى داخل الفاشر التي ظلّت تواجه الهجمات المتتالية من الدعم السريع مما دافع الآلاف من السكان للفرار منها.

 وشكا النازحون أن “الدعم السريع” تعرض لهم في الطريق وسلبهم كافة ممتلكاتهم وأغراضهم وأن بعضهم وصل ولا يملك إلا الملابس التي على بدنه بجانب تعرض ما يزيد عن 350 ضحية للإغتصاب أثناء فرار السكان نحو جيل مرة.

Exit mobile version