وصفت قيادات رياضية العنف بأنه أحد مظاهر العنصرية، وقالوا ان الرياضة تمثل دبلوماسية شعبية وتعمل علي توحيد الشعوب بمختلف أعراقهم وأديانهم ولغاتهم ، وأشاروا الي إن الفيفا أصدرت قانون جديد لمكافحة ظاهرة العنصرية فى الملاعب يعتبر الأقوي ضمن حزم التدابير الرامية لمحاربة العنصرية حيث منح اللاعبون الذين يتعرضون للعنصرية الحق في رفع الذراعين متقاطعين، وهي إشارة تلزم حكم المباراة بإيقاف سير المبارة حتي الكف عن السلوك المنبوذ،وفي حالة الاستمرار تصل العقوبات مرحلة الغاء المباراة وتوقيع الجزاءات في حق المذنبين.
العنف مرفوض
وقال رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم السابق بروفيسور كمال شداد، في إفادة لـ (مدنية نيوز) إن معنى الرياضة يجمع القيم والصفات المميزة وعلى رأسها المساواة واحترام الآخر، احترام الخصم، وشدد على أن العنصرية بها عدم احترام للخصم، وعدم المنافسة الشريفة (ترتيب المباريات ونتائجها)، وأضاف: (كلها أشياء تنقص من قيمة الرياضة التي تتطلب المساواة والعدالة).
وتابع: (المنظمات الدولية مشكورة لأنها ترفض العنصرية لإضرارها بمستقبل الرياضة)، ولفت إلى أنه في بلد مثل إنجلترا مجرد أن يصيح أحدهم بعبارة (يا قرد) يعتبر عنصرياً، وأبان أن الألفاظ العنصرية تختلف من بلد لآخر ، وأن العنصرية تُقيّم حسب المنطقة وعاداتها وألفاظها، وأردف: (لذلك نجد أن البعض رفض صورة هتلر باعتباره شخصية مرفوضة وعدائياً جداً للرياضة وكان ضد السود) وأعتبر شداد العنف بأنه يمثل أحد مظاهر العنصرية، وزاد: (العنف أيضاً مرفوض)، ونبه إلى أن من المشكلات التي تواجه الرياضة أنها تعارك في عدد من الجبهات)، ولكنه تمسك بأن الأمل معقود على قيادات الرياضة في محاربة تلك الأمراض، ودعا لرفع الوعي لمناهضة العنصرية وخطاب الكراهية
دبلوماسية شعبية
من جانبه قال الاستاذ خالد سيد احمد المحامي والمهتم بالشان الشان الرياضي ان الرياضة تعتبر ا اداة فاعله ومرنه فى تحقيق الكثير من الاهداف السامية ولها القدرة علي تعزيز ثقافة السلام والوحدة والتعاون،والإسهام في التنمية ومحاربة الكثير من الظواهر البغيضة،ووهي دبلوماسية شعبيه فاعلة فى مجال تقوية العلاقات بين الدول والشعوب وساهمت فى تذويب كثير من الخلافات بين الدول،وأوضح خالد سيد احمد ان الهيئات الرياضية الدولية بذلت مجهودات كبيرة لمحاربة ظاهرة العنصرية فى الملاعب والمنافسات الرياضية ، مشيراً الي قيام الكثير من الفعاليات الرامية لمحاربة العنصريه أبرزها الدوره الرياضية التي نظمت من اجل تسليط الضوء علي اهمية الرياضة في محاربة فكر التطرف الذي يستهدف الشباب بشكل خاص،وأطلق عليها(كأس المساواة للجميع) والتي نظمت في إطار الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الانسان بمكتب الامم المتحدة بمدينة جنيف، وقد نظمت هذه الفعالية بعثة الاتحاد الاوربي لدي الامم المتحده ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان ومن أهم الضيوف الذين شرفوا الإحتفالية بالحضور أسطورة كرة القدم النجم اليورو كريستيان كاريبو،وأضاف كذلك إهتمت الهيئات الرياضية الدولية بالتشريعات الرياضية من أجل القضاء على العنصرية والكراهية التي تتنافي مع قيم الرياضة الفاضلة القائمة علي التسامح والمحبة،والسلام ففي خطوة إيجابية لحماية اللاعبين الذين يتعرضون للعنصرية فقد أصدرت الفيفا قانون جديد لمكافحة ظاهرة العنصرية فى الملاعب يعتبر الأقوي ضمن حزم التدابير الرامية لمحاربة العنصرية حيث منح اللاعبون الذين يتعرضون للعنصرية الحق في رفع الذراعين متقاطعين وهي إشارة تلزم حكم المباراة بإيقاف سير المبارة حتي الكف عن السلوك المنبوذ،وفي حالة الاستمرار تصل العقوبات مرحلة الغاء المباراة وتوقيع الجزاءات في حق المذنبين.
وكذلك أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية العديد من الإتفاقيات والمنشورات التي تدين الفصل العنصري، وبموجبها لا تسمح الدول الأطراف بإي إتصالات رياضية مع دولة تمارس الفصل العنصري وتتخذ الاجراءات المناسبه لضمان ان لا يكون لهيئتها وفرقها الرياضية مثل هذا الإتصالات،وأضاف فى عصر العولمة وإنتشار وسائط التواصل الإجتماعي، وتنوع أشكالها تعمقت ظاهرة إنتشار خطاب الكراهية حتي صارت مرض عضال تعاني منه البشرية في مختلف بقاع العالم، وذلك من خلال الصور المتعددة لخطاب الكراهية التي تأتي عادة في شكل صور او فيديوهات أو مقالات، او إشارات أو بث إسفيري مباشر أو بوستات تحمل فى طياتها تحريض على الكراهية ،مثل النعرات العنصرية،والإزدراء،والتمييز بسبب الطائفة او الجنس او العرق او اللون او الجنسية،وأشار الي ان اللاعبين الذين عانوا من العنصرية اصحاب البشرة السمراء من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ،وأوروبا مثل النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد واللاعب البرازيلي نيمار، واللاعب الغيني مختار ديخالي لاعب نادي فالنسيا واللاعب الجزائري اسلام سليمان والكاميروني صمويل إيتوا واللاعب الإنجليزي ايفان توني والفرنسي تييري هنري واللاعب البلجيكي لاعب أنتر ميلان صاحب البشره السمراء روميلو لوكاكو.
توعية نفسية
وفي المقابل قال دكتور الفاتح سليمان محمد سعيد إختصاصي علم النفس الرياضي والأستاذي الجامعي في حديثه مع مدنية نيوز ان العنصرية ارتبطت بالخلل النفسي الداخلي للانسان،وشدد علي ضرورة وضع قوانين رادعة تحاسب من أجرم في حق الناس بإي شكل من أشكال خطاب الكراهية( من الكلمات وحتي النظرات) وناشد دكتور الفاتح سليمان الأجهزه الإعلامية بأن تلعب دور التوعية النفسية للخلل النفسي الداخلي للانسان،مشيراً الي ان الرياضة هي عنصر فعال في حياة الناس، ووتلعب الأنشطة الرياضية دور كبير في معالجة جميع الصراعات والخلافات بين كل مكونات المجتمع،وقال الدبلوماسيه الشعبية متمثلة في الرياضة هي واحدة من الخطوات الناجحه جدا لعلاج كل الصراعات والخصومات التي تحتاج لنفس عالي في علاج مايحدث،الجدير بالذكر ان لجنة الإنضباط بإتحاد كرة القدم السوداني،قد أصدرت عقوبة على مدرب الرابطة كوستي هاشم عبد الرحمن، بإيقافه مدي الحياة عن ممارسة أي نشاط رياضي يتعلق بكرة القدم، مع حرمانه من دخول مباني إتحاد الكرة، وعدم إرتياد ملاعب كرة القدم، وذلك على خلفية تلفظه بعبارات عنصرية في أحداث شغب شهدتها مباراة فريقه ضد مريخ الأبيض في بطولة الدوري الممتاز.