فجعت الأوسط الفنية السودانية ظهر اليوم بخبر وفاة الفنان الشعبي جمال النحاس بمستشفى امدرمان.
وقد عانى الراحل من مضاعفات مرض السكري، الأمر الذي تطلب منه دخول المستشفى قبل أن يسلم الروح لبارئها.
واشتهر الفنان الراحل بتقديم أغنيات الحقيبة جانب إعماله الخاصة قد رفض مغادرة العاصمة السودانية عقب اندلاع الحرب ورفض كل المطالبات الأخيرة له بالخروج بعد انتشار الحميات.
ويرى كثير من النقاد أن النحاس يعتبر من أقدم الأصوات التي رددت غناء الحقيية وتغنت بطريقة الغناء الشعبي في السودان.
فقد كان الراحل صاحب صوت قوي وجميل، تشهد له وضوح مخارج الحروف وسحر النطق، يأخذك بروحه العذبة إلى سماوات عالم الحقيبة، فتعيش في دفء تلك الأزمنة الرحيبة، حيث الأصالة والنقاء، وحيث الفن كان رسالة ووجداناً.
لم يكن فناناً فحسب، بل كان باحثا مجتهدًا في أغنية الحقيبة، متتبعًا رواياتها الصحيحة، متفانياً في أداء أغنياتها بأمانة وصدق، مما أكسبه احترام المهتمين والمستمعين على حد سواء.
وفوق هذا وذاك، كان إنسانًا نادرًا، يحمل قلبًا نقيًا، ودودًا، لا يعرف الحواجز في محبته، تمتد علاقاته الاجتماعية والإنسانية بلا حدود.
ويكفيه فخرًا أنه أضاء سماوات منتديات العاصمة، وبثّ فيها الفرح عبر صوته المميز، وطربه الأصيل، الذي لم يكن مجرد أداء، بل روح تنبض بالحياة.
