بورتريه.. جمال الثعلب 

علي عصام

ولد جمال محمد خميس جسور والشهير بجمال الثعلب في العام 1962م بحي الدناقلة جنوب بالخرطوم بحري وتلقى دراسته بمدارس الدناقلة شمال الابتدائية والأميرية المتوسطة (2) ومدرسة الشعب الثانوية ثم عمل موظفا بمصلحة التأمينات الاجتماعية.

بدأ جمال الثعلب مسيرته الرياضية بفريق ناشئين المحلة برابطة الدناقلة تحت قيادة المدرب مدثر صديق وانتقل بعد ذلك لفريق أشبال الاتحاد بنفس الرابطة ومعه عدد كبيرا من زملائه بفريق المحلة تحت إشراف المدرب ناصر جقود.

في تلك الفترة كان يلعب الاتحاد ضمن مصاف أندية الدرجة الثانية باتحاد الخرطوم المحلي وعملت إدارة نادي الاتحاد البحراوي على تجديد دماء الفريق بلاعبين صغار السن فتم تصعيد معظم لاعبي الأشبال منهم جمال الثعلب وخالد العطا وازهري دقة وسامي الصادق ومن فريق النيلين جمال كدوس وعصام قرنه من فريق اللهيب كمال احمد ابو زيد وأضيف لهم عاطف منصور ووليد عبد الحميد ومختار الأمين من رابطة الشعبية وأسامة عبيد من رابطة حلفاية الملوك وشوقي احمد ابن اخت السد العالي سليمان فارس وحسن تمسا وعبود وعز الدين قومة وسمير يعقوب ونادر بسطاوي وعمر حسين ومجدي عمر من فريق أشبال التحرير ( حلة حمد) والذي كان يمارس نشاطه عبر رابطة الدناقلة و وتولى تدريب الفريق المدرب القدير صلاح ناجي والذي وضع بصماته التدريبية وفي الموسم التالي كان الاتحاد البحراوي ضمن أندية الدرجة الأولى بالخرطوم.

أظهر جمال الثعلب قدرات فنية رائعة مع فريق الاتحاد البحراوي أهلته للانضمام للفريق القومي السوداني للشباب مع زميله جمال كدوس وقدم جمال الثعلب مستويات عالية مع الفريق القومي للشباب لفتت أنظار أندية القمة الام درمانية حيث ظفر الهلال بكسب توقيعه في كشوفاته في العام 1986م عن طريق سكرتير النادي آنذاك عبد الله السماني وكان ذلك في عهد رئاسة الطيب عبد الله عليه الرحمة والمغفرة مع رفيق دربه جمال كدوس.

 كان يعاني الهلال من نقص في خانة الظهير الأيمن التي كان يلعب بها شمس الدين الناجي (توليف) لذا شارك جمال الثعلب مع الهلال أساسيا منذ بداياته ولانه أيضا أتي للهلال وهو لاعب جاهز مشبعا بخبرات طيبة وكان الهلال حينها مدججا بالعديد من النجوم في تلك الفترة الذهبية أمثال طارق احمد ادم ومجدي كسلا وتنقا والعوني وأسامة الثغر ووليد طايشين وحمد دفع الله وغيرهم.

لعب جمال الثعلب للهلال في الفترة من العام 1986م إلى تاريخ اعتزاله الكرة في العام 1997م وتقلد خلالها شارة الكابتنية للهلال وللفريق القومي السوداني لعدة سنوات.

لم يجلس جمال الثعلب قط في كنبة الاحتياطي الا لدواعي الإصابة لمستواه الثابت وامتلك جمال الثعلب فكر احترافي عالي حيث كان يعرف واجباته وحقوقه جيدا وكان مبتعدا عن كل مايضر اللاعب في مسيرته الرياضية لذا استمر في الملاعب فترة طويلة وكان خيار مهما لكل المدربين الذين أشرفه على تدريبه.

أطلق علية الإداري فريد بفريق المحلة لقب الثعلب لكثرة تحايله على اللاعبين.

 أول مباريات جمال الثعلب مع الهلال كانت أمام المريخ وانتهت بفوز المريخ بهدف عصام الدحيش في مرمى الحارس عبد المعطي، وأول مبارياته الدولية مع الفريق القومي السوداني كانت أمام الجزائر وانتهت تلك المباراة بفوز الجزائر بـ 1/3 وكان السودان متقدما بهدف جمال كدوس الشهير.

من المدربين اللذين أشرفوا على تدريبه وكانت لهم بصمات واضحة في تطور مستواه ناصر جقود والمرحوم محجوب القيل وصلاح ناجي واليوغسلافي ميرسلاف والمرحوم أحمد عبد الله ومحمد حسين كسلا والمرحوم يوسف مرحوم وبشرى وهبه بمنتخب الشباب السوداني.

انجازاته مع فريق الهلال هو الوصول إلى النهائي مرتين في بطولة الأندية الأفريقية في الأعوام 1987م و1992م، ويرى جمال الثعلب أن ظهور هلال 1987 م بذلك المستوى الرفيع هو الألفة والمحبة والغيرة على الشعار وكان للمدرب محمد حسين كسلا دورا كبيرا في هذا الترابط والتماسك.

 تميز جمال الثعلب بقدرات دفاعية ممتازة أهلته ليكون في التوليفة الأساسية لفريق الهلال طوال فترة لعبه وتنقل في جميع وظائف خط الدفاع حيث بدأ ظهيرا أيمن ثم ظهير أيسر وعند التحول لطريقة اللعب 3/5/2 شغل وظيفة المساك وهو أفضل من يجيد الرقابة اللصيقة للمهاجمين وكان ينفذ بالتزام وجدية كل مايطلب منه في الجوانب التكتيكية لطرق اللعب المختلفة من مدربيه.

ترك جمال الثعلب ذكرى طيبة جميلة في نفوس كل المجتمع الهلالي لإخلاصه وولائه وغيرته على شعار الفريق وعند اعتزاله الكرة قامت إدارة نادي الهلال بتكريمه في مهرجان ضخم تقديرا وعرفانا لعطائه وتاريخه المشرف. 

يرى جمال الثعلب أن ظهور هلال 1987 م بذلك المستوى الرفيع هو الألفة والمحبة التي كانت تجمعهم كلاعبين بعضهم البعض إضافة إلى الغيرة على الشعار والبذل والعطاء الوافر لأجل اسعاد الجمهور الهلالي وكان للمدرب دكتور محمد حسين كسلا مساعد المدرب في تلك الفترة دورا كبيرا في هذا الترابط والتماسك.

 يقيم الكابتن جمال الثعلب بالولايات المتحدة الامريكية منذ اعتزاله اللعب في العام 1997م وعرف الكابتن جمال الثعلب بأخلاقه الرفيعة وبأدبه العالي الجم وتواضعه مما أكسبه محبة كل أطياف الوسط الرياضي.

 

نقلاً عن المؤرخ الأستاذ عماد أحمد

Exit mobile version