مئات الرسائل التي أرسلها المجتمع الدولي إلى سلطة بورتسودان منذ إنقلاب البرهان الى لحظة هذه الحرب تُعلمها بشكل مباشر وغير مباشر بأنها سلطة غير شرعية، وأن وجودها غير مرغوب فيه في إطار العلاقات الدولية والتعامل الدولي الدبلوماسي والإعتراف.
وقد عبّرت أطراف المجتمع الدولي عن هذا الموقف في عدة مناسبات، بل إن المنظمة الإقليمية، الاتحاد الإفريقي، لا تزال حتى الآن تعلّق عضوية السودان.
المجتمع الدولي ليس غبيًا، وهو غير مهتم بالألقاب التي يصبغها قادة الانقلاب على أنفسهم: “رئيس مجلس السيادة” أو “رئيس الوزراء”. ويعلم الفاعلون الحقيقيون في المجتمع الدولي أن السلطة الحقيقية بيد الإسلاميين، وأن أي اعتراف أو توصيف دبلوماسي إنما يعكس في الواقع رغبة ملحة لدى الإسلاميين والمؤتمر الوطني في أن يكونوا طرفًا في أي حوار أو مساومة عبر ممثليهم العسكريين.
ولهذا ما زال يُسمّى البرهان بـ”قائد الجيش” لا “رئيس مجلس السيادة”
وبعيدًا عن كامل إدريس “الكومبارس الرئاسي” الجديد الذي دفع به الكيزان كتقيّة في المشهد لإضفاء الطابع القومي على حرب “الكرامة” وتصويرها كحرب وطنية تخص جموع السودانيين، فإنك مطالب لا بالنظر إلى توهّمات بعض الصحفيين وآرائهم التي تنطوي على قصر نظر، بل أن تنظر إلى المخاطبات الرسمية من أمريكا والاتحاد الأوروبي: هل ما زالت تُعنون باسم “رئيس الوزراء” أو “رئيس مجلس السيادة”؟ وهل خرج أي بيان من السعودية؟ وحتى مصر، القريبة والداعمة للخطوة، لم تُصدر أي إشارة صريحة بتعيين كامل إدريس.
العالم حذِر جدًا تجاه أي خطوة تتخذها حكومة بورتسودان، ويعلم جيدًا أنها لا تمتلك أي شرعية. فإذا لم يقتنع المجتمع الدولي بالصفة السيادية للبرهان نفسه ، وما زال حتى الأن يطلق عليه لقب “قائد الجيش”، فما الذي سيدفعه لأن يسمّي كامل إدريس رئيسا للوزراء ؟