حتى وقت قريب، كانت تساورني الشكوك بشأن الطريقة التي يعمل بها المدير الرياضي بنادي المريخ، المصري نادر خليل. فالرجل الذي تم تعيينه في هذا المنصب بدعم كبير من رئيس النادي عمر النمير، يكاد يكون الأبعد عن هذه الوظيفة من حيث المهام والأدوار المرتبطة بها، حتى وإن رأى رئيس النادي غير ذلك!
نادر خليل، الذي كان النمير قاب قوسين أو أدنى من إقالته سابقًا قبل أن يتراجع ويتمسك ببقائه، عاد ليؤكد لمقرّبين منه أنه لن يخضع لأي ضغوط لإقالته، مشددًا على أن “الوحيد الذي يقيّمه هو الرئيس” — في إشارة إلى نفسه بوصفه الآمر الناهي في المجلس الحالي، كما أشرنا من قبل!
ورغم الدعم الكبير الذي يجده نادر خليل من رئيس النادي، إلا أنه يبدو موظفًا بعيدًا تمامًا عن أداء واجباته المهنية كـمدير رياضي. وربما يظن أن المريخ تعاقد معه كـ”مدير تعاقدات”، وليس كمدير رياضي، إذ إن ما يقوم به حاليًا أقرب إلى وظيفة مدير التعاقدات — وهي مهمة أدنى من وظيفة المدير الرياضي التي يفترض أن تتعلق بوضع خطط رياضية استراتيجية وتطوير المنظومة الفنية.
لا نعلم على أي أساس يقيم رئيس النادي أداء نادر خليل، لكن الواقع يقول إن الرجل لم يحقق أي نجاح يُذكر كمدير رياضي، وهو المسمى الوظيفي الرسمي له داخل النادي. وربما — وهنا الاحتمال المثير — يكون له وصف وظيفي غير معلن بينه وبين النمير، كأن يكون وكيل لاعبين مثلاً. ولم لا؟ فقد أشارت تقارير مؤكدة إلى أن نادر خليل مسجل رسميًا كوكيل لاعبين معتمد لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وعند النظر إلى تركيز نادر خليل على فترات التسجيل وحرصه اللافت على إتمام الصفقات، يتضح أنه يُجيد لعب هذا الدور. لكن، وللأمانة، حتى في وظيفة مدير التعاقدات، لم يكن الرجل ناجحًا؛ إذ يفتقر إلى أدوات التفاوض الحقيقية، وتسبب في عدة أزمات خلال ملفات التعاقد مع لاعبين، أبرزهم الحارس النيجيري أوغو، الذي انتهت مسيرته مع المريخ بطريقة درامية، والمهاجم موسى كانتي، الذي لم تكن مشكلته مع وكيله ميسر فاضل كما حاول البعض تصويرها، بل الحقيقة أن نادر خليل كان سبب التأخير والتعطيل!
من المؤكد أن الدور الذي يلعبه نادر خليل داخل المريخ الآن دور غامض وتراجيدي، فهو مدير رياضي لا يضع خططًا مستقبلية، ولا يمتلك مفهوماً واضحاً للتطوير، ولا بصمة مؤسسية واضحة.
وفي الوقت نفسه، ورغم أنه مسجل كوكيل لاعبين، لم يُعرف له حتى الآن أي صفقة ناجحة أو مؤثرة، والدليل على ذلك ما نشهده من هشاشة التعاقدات منذ توليه المهمة. لم نرَ أي لمسة احترافية تشير إلى كفاءة استثنائية أو عقلية مختلفة.
والسؤال الذي يفرض نفسه:
ما هو الدور الحقيقي الذي يؤديه نادر خليل في نادي المريخ؟
هل هو مدير رياضي بالمعنى المؤسسي المعروف؟
أم أنه يتعامل مع النادي بصفته وكيل لاعبين يسعى لإتمام بعض الصفقات، خاصة أنه يعمل أيضًا مستشارًا لنادي ريمو ستار النيجيري؟
والأدهى من ذلك، أن نادر خليل يتقاضى راتبًا بالدولار من نادي المريخ، رغم أنه غير متفرغ للنادي ويتعامل معه وفق مبدأ “الأوفر تايم”.
نقلا عن صحيفة آكشن سبورت الإلكترونية