أسماء رياضية خالدة.. الراحل سليمان فارس “السد العالي”

مشاوير - المؤرخ عماد أحمد

سليمان محمد فارس داؤود من مواليد العام 1933م بحلة خوجلي بالخرطوم بحري وبها أكمل تعليمه حتى المرحلة المتوسطة. 

بدا حياته الرياضية بممارسة كرة الشراب مع أقرانه في حلة خوجلي مشبعا بموهبته الفطرية ولعب لفريق الحي (نادي العامل) ثم سجل لفريق التحرير البحراوي في العام 1949م و وفي العام 1950م انتقل لفريق الهلال العاصمي وعاصر خلال تلك الفترة عمالقة الكرة بفريق الهلال أمثال الأمير صديق منزول وعثمان الديم وفيصل السيد وسبت دودو والهادي صيام وغيرهم من أفذاذ ذلك العصر الذهبي وفي العام 1951م التحق بفريق الأهلي جدة محترفا ومنه الى فريق الأهلي المصري في العام 1953م وتألق مع جيل الخمسينات الذى ضم العمالقة مكاوى وصالح سليم وحسين مدكور وعبد الجليل وهمامى وتوتو وفؤاد صدقى وحلمى أبو المعاطى …. ألخ.

عاد للعب لفريق الهلال ولعب له لمدة عاميين متتاليين 955 م – 956 م ثم عاد عاد مرة اخرى للعب مع فريق الأهلي المصري ولعب له موسم 1958م واختتم حياته الرياضية في العام 1960م وهو لاعب بفريق الهلال حيث لعب له موسمي 1959م – 1960م.

بعد اعتزاله اللعب مارس سليمان فارس مهنة التدريب وتولى تدريب عدد من الفرق منها الهلال العاصمي والتحرير البحراوي وحي العرب بورتسودان والزهرة الأم درماني والاتحاد البحراوي والعديد من الفرق وكما أشرف على تدريب الفريق القومي العسكري السوداني وتولى أيضا تدريب منتخب الخرطوم والذي واجه فريق ليفربول الإنجليزي بطل أوربا في أوائل الثمانينات في مباراته الشهيرة والتي انتهت بالتعادل 1/1.

قصة لقب السد العالي:

حكى سليمان فارس قصة لقب السد العالي في اللقاء الذي أجري معه بالملحق الرياضي لصحيفة الصحافة عام 1982م:

لقب السد العالي اطلقه علي الكاتب صلاح المنهراوي في مجلة روز اليوسف في العام 1953م وذلك بعد أول مباراة العبها مع الأهلي المصري أمام الزمالك لاني كنت اتحول من وظيفة الظهير الأيمن الى الأيسر طوال زمن المباراة واقفل الطريق امام المهاجمين.

اختير سليمان فارس للأول فريق أهلي سوداني تم تكوينه في العام 1956م وشارك باللعب في اول مبارة ودية للفريق الأهلي السوداني ضد اثيوبيا في 1956/5/13م والتي انتهت نتيجتها بفوز السودان 1/5 ونال سليمان فارس نجومية تلك المباراة.

اختير سليمان فارس للفريق الأهلي السوداني الذي قام بزيارة الصين والاتحاد السوفيتي سابقا في نهاية العام 1956م.

وهذا بعض ما تمت كتابته في موقع النادي الأهلي المصري عن سليمان فارس:

كان أداء العملاق الأسمر السودانى الأهلوى متعة فعلاً للمشاهدين ومحور رئيسى هام فى انتصارات الأهلى .. ففى أحد لقاءات الأهلى والزمالك فى الخمسينات وكان سليمان فارس يلعب فى مركز قلب الدفاع .. قطع ” المياه والنور ” كما يقول التعبير الكروى عن كل مهاجمى الزمالك وحجب تماماً وصولهم لمرمى عبد الجليل حميده حارس مرمى الأهلى وكان بحق نجم المباراة الأول وأحد أسباب فوز الأهلى الرئيسية على الزمالك فى هذا اللقاء وإشادة النقاد بعد اللقاء لدور سليمان فارس ” السد العالى الأهلاوى فى هذه المباراة التاريخية ” صدرت الصفحة الرياضية من جريدة الجمهورية ويتصدرها رسم ” كاريكاتيرى ” بطول الصفحة للعملاق سليمان فارس بملابس الكرة وهو يضع جميع مهاجمى الزمالك فى ” جيب الشورت “.

أشهر أهدافه كانت في مرمى المريخ هدفين وفي مرمى الهلال هدف أبان فترة لعبه مع فريق الأهلي المصري في مباراة ودية في العام 1954م وكما أحرز هدفا مرمى فريق الهونفيد المجري بصاروخ من خارج خط 18 هدف حفظ وجه ماء الهلال في تلك المباراة التي انتهت نتيجنها بفوز الهونفيد 1/9.

أطلق سليمان فارس النغمة الشهيرة (الموردة بتلعب) عام 1955م في اللقاء الذي فازت به الموردة في ذلك العام على فريق الهلال.

تميز سليمان فارس بكل صفات اللاعب المتكامل من قوام رياضي ممشوق وإجادة تامة لكل فنون اللعبة مع إجادة اللعب في اكثر من مركز.

اللاعب السوداني بصفة عامة عندما يكون هنالك نقص نتيجة لطرد أحد زملائه اللاعبين يلعب بصورة أفضل ويبذل جهودا مضاعفة لتعويض ذلك النقص وبالطبع يتم تغيير النتيجة ومن واقع المتابعة حدث ذلك مرارا وتكرارا وفي ذلك يستحضرني موقف للكابتن سليمان فارس في فترة تدريبه لفريق الزهرة الأمدرماني ففي إحدى المباريات الدورية قام حكم المباراة بطرد لاعب من الفريق الخصم وفي نفس اللحظة كان سليمان فارس يسحب أحد لاعبي فريقه من الملعب لحث لاعبيه لبذل مزيد من الجهد لمعرفته المسبقة بسيكولوجية اللاعب السوداني.

دروس ومواقف من سليمان فارس:

كانت لسليمان فارس وهو مدرب مواقف تاريخية عديدة وهو مدرب نسترجع بعضها لما فيها من دروس نحتاجها اليوم وفي هذا التوقيت تحديداً.

أول مواقفه أنه كان مدرباً لنادي التحرير وفي إحدى مباريات فريقه في دوري الدرجة الأولى أمام المريخ ومع بداية الشوط الثاني أشار لواحد من لاعبي الفريق بأن يغادر الملعب ليستبدله بلاعب من الاحتياطي، الذي أعد نفسه على الخط، وفي ذات اللحظة تعالت أصوات جماهير التحرير على قلتها تشتم في اللاعب وتصرخ: ( ما كان تطلع الـ….. من قبيل!) فما كان من الكوتش السد إلا أن يشير للاعب ليبقى مكانه داخل الملعب ويواصل المباراة حتى نهايتها،وكان الكوتش بذكائه الذي عرف عنه أراد أن يرسل رسالة للجمهور بأنه يرفض أولاً شتمهم للاعب، وثانياً ليؤكد لهم أنه لن يستجيب لمطالبهم حتى يكفوا عن التدخل في إدارته للفريق.

ثاني مواقفه أنه كان يشرف على تدريب الهلال وكان الفريق في بورتسودان يؤدي مباراة هامة أمام أحد أنديتها وكانت بعثة الهلال برئاسة سكرتير النادي وهو تاجر معروف، واثناء المباراة نزل السكرتير من المقصورة واتجه نحو السد وانحنى نحوه وهمس له بشئ في أُذنه فما كان منه إلا أن صرخ فيه بصوت عالٍ أسمعه لكل المقصورة قائلاً له: (هل تدخلت أنا يوماً في تجارتك وبضاعتك التي تبيعها في السوق؟) ويومها، للأمانة، شارك السكرتير الجمهور الضحك وتقبل حديثه بكل هدوء, ومن يومها لم يعد أي إداري يتدخل في عمل السد وتجنبه كل الإداريين.

ثالث مواقفه والأكثر غرابة أنه كان مشرفاً على نادي التحرير وفي مباراة له وبينما كان المتبقي من المباراة 25 دقيقة ولم تتبقَّ له فرص للتبديل ووسط دهشة الجميع وقف السد على الخط وأشار لواحد من لاعبيه أن يخرج من الملعب، وكان اللاعب من الذين يؤدون أداءً جيداً وقابل الجمهور تصرفه هذا باستنكار شديد لأنه أولاً لم تعد له فرصة للتغيير وثانياً لأن اللاعب الذي أمره بالخروج لم يكن سيئاً ولكن السد لم يلتفت لصيحات الجماهير وأكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين ووفق في الانتصار ولما خرج من الملعب هرول نحوه بعض الصحفيين وتوجهوا له بالسؤال عن تصرفه هذا وأن اللاعب لم يكن سيئاً، ولكنه قال لهم ببرود شديد: أعلم أنه كان من اللاعبين الأكثر حركة ولكنه كان يلعب على هواه هو ولا يلتزم بما رسمته له من دور في الملعب وبهذا فهو يفسد خطتي التي ألعب بها.

من الطرائف:

الكوتش سليمان فارس.. عندما كان يقوم بتدريب التحرير فى أواخر الستينات و أوئل السبعينات وفى إحدى التمارين استخدم محمد سعيد (جميس) راسه فى كوره لا تعلو كثيرا

من الارض وفى نهاية التمرين علق الكوتش : اللعبه جميلة .. يا محمود بس ما عندناش كدرات للرأس. (1) .

الكوتش سليمان فارس معروف بإنضباطه الشديد وعدم سماحه لاى لاعب بالحضور متأخر للتمرين وحدث ان سجل التحرير لاعب من ام دوم وكان حارس مرمي اسمه الحاج.

وفى احدي التمارين حضر الحاج متأخرا وسأله سليمان فارس عن سبب التأخير فرد اللاعب بانو كان فى قطر فى محطة بحري ماري للخرطوم وتم قفل الشارع مسافة طويلة فنظر سليمان فارس لمدير الكورة عثمان الحاج (الانطون) وقال له ساخرا ياسي عثمان بالله تاني ماتسجل لينا لاعب ساكن بعد القضيب. (2)

افتتح عصر يوم السبت 2010/5/15م باستاد التحرير مدرسة سليمان فارس للبراعم والناشئين والشباب وسط حضور معتبر من الشخصيات الرياضية بمحلية بحري وتم إستهلال الاحتفال الرائع بطابور عرض شاركت فيه فرق المراحل السنية المختلفة بالمدرسة تتقدمهم صورة الراحل المقيم سليمان فارس ـ السد العالي وفاز العامل البحراوي علي النجوم الدوليين الذي قاده مغربي واحمد ابو الجاز 2/صفر في الفقرة الرئيسية لمهرجان الافتتاح الذي تخللته العديد من الفقرات أبرزها ركلات الترجيح التي شارك فيها عدد من قدامي اللاعبين والمدربين الاعلاميين تجاوب معها الحضور.

تهتم المدرسة والتي سيكون نادي العامل مقرا لها بالأنشطة التالية :

كرة القدم – الطائرة – تنس الطاولة- السلة- البلياردو – الشطرنج – والالعاب الجماعية والفردية بجانب الإهتمام بالتربية البدنية والجانب التربوي والاخلاق

أهداف المدرسة:

– رعاية الموهوبيين في كل الأنشطة بجانب الثقافة والرياضة والتنشئة علي المناهج العلمية والعملية

– إنتقاء الموهوبين في سن مبكرة وتوجيههم للاستفادة منهم مبكرا.

– ربط الموهوبين بالتكنولجيا والتقنية وتوفير التدريب الحديث.

– نشر ثقافة التربية الرياضية.

أشقائه:

النجاشي : عمل ببنك باركليز ومترجم بالخطوط الجويه السودانية وتزوج نورا رحمة الله من حلة خوجلي وله بنت واحدة اماني.

نورا : عملت مدرسة في جبيت وكل ضواحي الخرطوم درست الست نفيسة بت السيد علي الميرغني و تزوجت الأستاذ / عبد الله رابح سكرتير نادي الهلال الأسبق وعميد المعهد الفني جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ومن أبناه عادل رابح ووصال خريجي زراعة جامعة الزقازيق وعادل مدرب كرة طائرة واستاذ مشارك بالجامعات.

عبد الرحمن : كان عامل بالمنطقة الصناعية بحري فني لحام.

نصر الدين : كان موظفا بشركة الزيوت السودانية ولعب للتحرير البحراوي وهاجر وعمل بالسعودية.

أيوب (الكروان) : عمل بالنقل الميكانيكي ثم ترزي مع خاله عبد الكريم سعيد بالخرطوم وعمل اداريا في نادي الكفاح البحراوي وتدرج إلى ان وصل لرئاسة النادي هاجر لفترة وجيزة للعمل بالسعودية وكان يمتلك صوت جميل طروب ولم

يحترف الغناء بصورة رسمية.

سعدية : وهي والدة لاعب الاتحاد والتحرير السابق كابتن شوقي فضل المولى.

يوسف : عمل فني مطابع في الخرطوم.

شكرا للأخ العزيز كابتن شوقي فضل المولى Shaowgi Ahmed ابن اخت سليمان فارس الذي مدنا بهذه الإضاءات عن أسرته.

توفي سليمان فارس في العام 1998 م بمدينة القاهرة.

اللهم أرحمه واغفر له واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله وأجعل منقلبه ومثواه الجنة مع المصطفين الاخيار.

 

المصادر :

موقع النادي الأهلي المصري

منتدى التوثيق الشامل – المعتصم اوشي

الطرائف الرياضية (1+2) للأعزاء دكتور عوض حامد والمستشار معاوية محمد الحسن نقلا من بوست بحري طراوة – الجزء الثاني.

دروس ومواقف تاريخية من السد العالي سليمان فارس بقلم النعمان حسن.

Exit mobile version