شبح الجوع يضاعف معاناة سكان جنوب كردفان وسط القصف وانعدام الغذاء 

مشاوير - تقرير: منهاج حمدي 

 يكافح سكان ولاية جنوب كردفان غرب السودان تحت دوي الرصاص والقصف في مناطق وأحياء عدة، لتوفير متطلبات الحياة اليومية لهم ولأطفالهم خلال وقت يواجهون شحاً متفاقماً في السلع والخدمات الأساسية من كهرباء وماء وطعام ووقود، وبدء نفاد بعض المواد الغذائية بالفعل.

ومع استمرار المواجهات العسكرية في الإقليم، تمكنت الحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو من السيطرة على منطقة الدشول الاستراتيجية، مما أدى إلى إعادة قطع الطريق القومي الرابط بين الدلنج وكادقلي وعزل مدن جنوب كردفان مجدداً، وكذلك خلق أزمة إنسانية نتج منها الإبلاغ عن حالات مجاعة ناجمة عن الانعدام الكبير في السلع الغذائية والدوائية. 

 

حصار وأزمات 

يقول المواطن حسين توبين الذي كادقلي لمنصة (مشاوير) إن “المدينة باتت تختنق بشدة تحت الحصار الطويل الذي تسبب في إغلاق جميع الطرق دخولاً إليها أو خروجاً منها، مما تسبب في عزل السكان عن بقية مدن جنوب كردفان الأخرى، خلال وقت تجاوزت فيه الأزمة الإنسانية كل الحدود بخاصة بعد توقف معظم المرافق الصحية ومحطات المياه لانعدام الوقود، فضلاً عن شح السيولة النقدية وانحسار المتداول منها، إلى جانب أزمة السلع الغذائية والأدوية. 

وأضاف أن “استمرار القصف المدفعي من قبل الحركة الشعبية – شمال على الأحياء السكنية تسبب بارتفاع الخسائر في الأرواح والممتلكات وتدمير عدد من المنازل ووقوع جرحى وسط المدنيين.

وأوضح توبين أن “إغلاق الطريق القومي للمرة الثانية فاقم معاناة المواطنين العزل وأسهم في توقف إمداد السلع الغذائية والبضائع من مدينة الدلنج ومنطقة النعام الحدودية مع جنوب السودان، فضلاً عن تسجيل إصابات بسوء التغذية وسط الأطفال والنساء الحوامل.

 

نقص المواد الغذائية 

هارون محمدين، أحد سكان الدلنج قال لمنصة (مشاوير) إن “السكان يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية نتيجة إغلاق الطرق، فضلاً عن مخاوفهم من شن “الدعم السريع” هجوماً على المدينة خصوصا بعد تزايد عمليات القصف الجوي بالمسيرات وتدمير المنازل، وكذلك وقوع قتلي وجرحي وسط المدنيين.

وأشار محمدين إلى أن “كل يوم يمر على أسرته يضاعف من معاناتها لسوء الأوضاع المعيشية، فكل ما نملكه قمنا بصرفه ولا يوجد أحد في ظل هذه الظروف يمكنه تقديم العون، لأننا نعيش ضغوطاً متواصلة وأغلب الأيام نتناول وجبة واحدة. 

ولفت إلى أن “هناك عدد كبير من نازحي الخرطوم استقر بهم المقام في مدينة الدلنج الهادئة، لكن هجوم “الدعم السريع” والحركة الشعبية على المنطقة دفعهم إلى المغادرة في ظروف صعبة للغاية. 

 

تفشي المجاعة 

خديجة الزين التي نزحت مع أسرتها إلى منطقة الكرقل جنوب الدلنج، أوضحت في حديثها لمنصة (مشاوير) أنه “مع الندرة الكبيرة في السلع الغذائية التي تسبب فيها الحصار، تتصاعد أسعارها بشكل يومي وجنوني لا يمكن تخيله، خلال وقت نفدت فيه المدخرات المالية لغالبية السكان.

وعبرت الزين، عن أسفها لعدم استجابة أطراف الصراع لكل النداءات والدعوات الدولية والأممية المتكررة بعدم استخدام التجويع و الغذاء كسلاح، إلا أنها جميعاً لم تجد آذاناً مصغية، لدى الأطراف المتحاربة متجاوزة كل حدود الإنسانية والأخلاق والأعراف والقوانين الدولية.

ونوهت بأن “الحركة الشعبية – شمال ظلت تطلق أعداد كبيرة من القذائف المدفعية صوب مناطق عدة بولاية جنوب كردفان، مما أسفر عن سقوط ضحايا وتدمير عدد من المنازل.

وتابعت المتحدثة “أضطر بعض السكان إلى جمع أوراق شجرة اللالوب بغرض طبخه مع إضافة بعض الملح والبهارات وتقديمه كوجبة شبه يومية، على رغم مرارة طعمه وصعوبة هضمه أحياناً.

Exit mobile version