غاب عن دنيانا امس وجه كان دومًا مشرقا …
غاب الأخ والزميل، الكابتن دفع الله حاج سعيد،
الرجل الذي لم يكن مجرد لاعب أو زميل،
بل كان روح المعسكرات وضحكة الجلسات،
الرجل الذي اختصر عبور الدنيا في قفشة عابرة،
ومزحة رقيقة، لا تُبخّس أحدا، ولا تحرج رفيقا…
رحل صاحب القلب النقي،
الذي إذا التقيته، خرجت من حضرته أكثر سعادة،
كان نديما حلو المعشر، بسيطا، شفيفا،
يزرع الألفة حيثما حل،
ويترك فراغا لا يُملأ حين يرحل …
لم نحظَ بفرصة ملازمته كما حال بعض أحبائه وزملائه،
فقد سبقنا ببضع سنوات …
لكن الفرص القصيره التي اتيحت معه، كانت كافية …
لقد تركت فينا أثرا لا يُنسى …
كان يُحيي أجواء الفريق ‘بدندنة تراثية’
في حافلة، في معسكر، في الطريق …
فيغزل من نغمة تراثية، راقية، رباطا إنسانيا
يبدد التوتر ويصنع ‘روح الفريق،’ في عدة دقائق ، كان ساحر الأثر …
جميلٌ، جميل عند لقائه،
لطيف في مدحه،
كأن كلماته تُرمم روحك، وتداوي كبرياءك …
إنه ‘جميلٌ’، بحق… إسما وخلقا.
وكم سيفتقد هذا الجمال النادر في وسطنا الرياضي …!
العزاء لنا جميعا،
ولأهله الكرام،
ولأسرة نادي الهلال،
وللاسرة الرياضية بدولة الإمارات العربية المتحدة …
ولكل من عرفه عن قرب أو عاشره عن صدق …
نسأل الله الرحيم، رب العرش العظيم،
أن يتقبله في زمرة الصادقين،
وان يدخله مدخل صدق وان يجعله وإيانا وإياكم من المقبولين الفائزين برحمته وغفرانه ورضوانه من فضله العظيم …
وأن يلحقنا به غير مفتونين، برحمةٍ من عنده …
إنا لله وإنا إليه راجعون …