مفهوم الحل عند عثمان ميرغني بين بيچ وبنفسج

حاتم الياس 

في مقال لعثمان ميرغني، بقول فيه للحركة الإسلامية: “حلوا نفسكم”، ولكن بصيغة: “طوالي لابسين لون بيج بيج ، ما تغيروا شوية ياخ! ألبسوا بنفسجي!” مرة كده ، وهو ده مفهوم “الحل” عند عثمان ميرغني.

لكن أكثر ما لفت انتباهي في المقال، إنه وصف القوى السياسية التي استلمت بعد الثورة بـ”الفأر”، الذي أول ما سكر، قال: “أين القطط؟”

وحينما ظهرت القطط (ويقصد الكيزان)، خمشت الفار. وأول ما اشتعلت الحرب، عاد الكيزان للسلطة، وفرّ إلى المنافي “القحاته”.

عموماً، بعيداً عن ذلك المقال، وأنا لا أعتقد أن السيد عثمان ميرغني حُجّة في التحليل، وكنت مع جموع هرعت إلى مستشفى الزيتونة بعد حادثة الاعتداء عليه، ورأيت ابتسامات التشفي في وجوه (صحفيين صحافة القطط).

بينما بعض من استلموا اسم قحاته لاحقا كان الغضب والحزن يرسم ملامح حضورهم ، لكنك ربما كنت تعتقد وانت في سريرك بالطابق الثالث في مستشفى الزيتونة ان هذا الحزن وهذا الغضب احد مكتسبات فرادتك براااك كصحفي ولايخص الحزن على امتهان كرامة الصحافة وقتها. 

على العموم خلينا : 

كنت أود أن أقول لعثمان ميرغني:

خطأ القوى التي استلمت بعد الثورة، أنها قررت مواجهة الحرامي وجهاً لوجه، و”وجهًا لوجه” هنا يعني القانون.

بينما ثقافتنا السودانية بتقول ليك: الحرامي اخمشوا بس، ما تحاول تواجهو، لأن رغبته في النجاة ستكون قصاد حياتك: يا طعنك بسكين، يا ضربك بحديدة، يا عمل فيك أي حاجة.

وخطأ قوى ما بعد الثورة، أنها اعتقدت أن اللصّ نبيل في المواجهة، ويثق في بالعدالة والقانون فواجهته وحدس ماحدس.

Exit mobile version