ترحيل محلج السميح.. صفعة لمزارعي القطن ونكسة للإستثمار في كردفان

زهير هاشم

في خطوة اثارت حزنا واسعا وسط مزارعي مشروع ابوحبل الزراعي اعلنت مجموعة شركات محجوب اولاد التي يملكها رجل الاعمال وجدي ميرغني قرارها المثير بترحيل محلج اقطان السميح الحديث من ولاية شمال كردفان الى وجهة اخرى رغم ان المنطقة التي يقع فيها المحلج تنعم اليوم باستقرار امني كامل بعد ان تم تحريرها مؤخرا بجهود القوات النظامية.

القرار لم يكن نتيجة اضطرابات امنية كما يقال إنما جاء كنتيجة مباشرة لتراجع زراعة القطن في المشروع الزراعي وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الى تنشيط دور الشراكات بين القطاع الخاص والمنتجين المحليين وابتكار اليات اكثر جاذبية لضمان استدامة الاستثمار الزراعي في الولاية. فالمستثمر لا يمكن ان يواصل ضخ الموارد والطاقات في بيئة تخلو من الانتاج وهو ما يتطلب مراجعة جادة للسياسات الزراعية وخطط التمويل والتوجيه الفني.

محلج السميح كان حلما تحقق على ارض الواقع باعتبار انه فتح الباب امام توطين الصناعات التحويلية وربطها مباشرة بالمنتج.

هذا المحلج واحدا من اهم الخطوات الاقتصادية التي تم تنفيذها في شمال كردفان خلال السنوات الماضية.

 حيث وفر مئات الوظائف المباشرة وغير المباشرة وساهم في تقليل الهدر الناتج عن ترحيل القطن الخام الى الولايات الاخرى. وبالعودة الى الوراء نعلم جميعا ان الوالي السابق مولانا احمد هارون قاتل من اجل اقناع رجل الاعمال وجدي ميرغني بتشييد محلج الاقطان الحديث في السميح كجزء من رؤية استراتيجية لتوطين الصناعات التحويلية وربطها بالانتاج الزراعي المحلي وقد نجح حينها في كسب ثقة المستثمرين وخلق بيئة كانت واعدة في نظر الجميع.

 ان ترحيل المحلج اليوم هو خسارة مؤلمة لعشرات الاسر التي كانت تعتمد عليه كمصدر دخل ثابت وهو بالتأكيد تراجع خطير عن احد ابرز انجازات الاستثمار في الولاية والاسوأ من ذلك انه يأتي في وقت تتعالى فيه النداءات بضرورة دعم الانتاج الوطني وتحقيق الامن الغذائي وتعزيز القيمة المضافة للمحاصيل الزراعية هذه الشعارات تحتاج من الدولة الى سياسات عملية وبرامج واضحة وشراكات ناجزة.

 محلج السميح كان يمكن ان يستمر لو وجدت ارادة رسمية لاستنهاض زراعة القطن مجددا في ابوحبل من خلال توفير التمويل والتقاوى والمبيدات والري وربط المزارعين بعقود واضحة كما يحدث في مناطق أخرى.

هنا نرفع النداء الى الوالي عبد الخالق بان يتدخل لعل الله يحدث أمرا.

كما نناشد رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل ادريس الذي تحدث مرارا عن اهمية دعم مناطق الانتاج ان يترجم اقواله الى افعال وان يتبنى هذا الملف بنفسه حماية لمصداقية الدولة وسمعتها في دعم المستثمرين لا دفعهم للرحيل المطلوب الان ليس فقط مراجعة قرار الترحيل بل خطة اسعافية لاعادة زراعة القطن في ابوحبل واستنهاض حقيقي لهذا المورد الذي اهمل طويلا.

عزيزي القارئ ما يحدث اليوم هو مؤشر على تحديات تتطلب سرعة المعالجة وتكاتف الجهود للحفاظ على مكاسب التنمية والاستثمار في الولاية.

Exit mobile version