أدى الفريق داو أتورجونق، امس الخميس، اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا لهيئة أركان قوات دفاع جنوب السودان (SSPDF)، في مراسم رسمية جرت بالقصر الجمهوري في جوبا، بحضور رئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت، وعدد من كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية والحكومة.
وفي كلمة حاسمة خلال المناسبة، دعا الرئيس كير إلى تطهير المؤسسة العسكرية من الفساد والأسماء الوهمية، في إشارة مباشرة إلى ظاهرة “الجنود الأشباح” الذين يتقاضون رواتب دون وجود فعلي، مؤكدًا أن استئصال هذا الخلل يمثل أولوية قصوى في مسار إصلاح الجيش الوطني.
وقال كير مخاطبًا رئيس الأركان الجديد: “إن هذا المنصب ليس شرفًا فقط، بل مسؤولية ثقيلة تتطلب الالتزام والانضباط والعمل الجاد لإعادة بناء مؤسسة عسكرية مهنية، موحدة، وخاضعة للمساءلة.”
ووجّه كير الفريق داو بتنفيذ خطة إصلاح شاملة، حددها في خمس أولويات رئيسية:
1. شطب الأسماء الوهمية من كشوفات الجيش وتوجيه الموارد للجنود الفعليين.
2. تحسين أوضاع القوات من حيث الإمدادات الغذائية والوقود.
3. توحيد SSPDF كجيش وطني ملتزم بالدستور وخدمة المواطنين.
4. تعزيز التعاون العسكري مع الشركاء الإقليميين والدوليين
5. بناء قدرات القيادة والانضباط العسكري على جميع المستويات.
من جانبه، تعهّد الفريق داو أتورجونج بالعمل على “إعادة الثقة بالمؤسسة العسكرية من خلال الشفافية والولاء للدستور، وحماية السيادة الوطنية والمواطنين على حد سواء.”
ويأتي تعيين داو في توقيت حساس، وسط مطالب متزايدة من المجتمع المحلي والدولي بضرورة تسريع إصلاح القطاع الأمني، وتنفيذ الترتيبات الأمنية المتفق عليها في اتفاق السلام المنشط لعام 2018، بما في ذلك توحيد القوات تحت قيادة وطنية موحدة.
ويُنظر إلى التوجيهات الصارمة من الرئيس كير على أنها بداية جادة لمسار إصلاحي طال انتظاره، يأمل كثيرون أن يعيد بناء الثقة في المؤسسة العسكرية، ويهيئ البلاد نحو مرحلة من الاستقرار السياسي والأمني المستدام.
